"اطردوا السفير"... أبرز حالات طرد سفراء لأميركا وإسرائيل

"اطردوا السفير"... أبرز حالات طرد سفراء لأميركا وإسرائيل وضمنها عربية

09 ديسمبر 2017
خلال اقتحام السفارة الإسرائيلية مع انطلاقة الثورة المصرية (Getty)
+ الخط -
"اطردوا السفير الأميركي"، "اطردوا السفير الإسرائيلي"، شعاران يلفان التظاهرات التي تضج بها الشوارع العربية منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء القدس عاصمة إسرائيل، وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب. 

المطلب الشعبي الذي يرفعه الشباب العربي إضافة إلى عدد من البرلمانيين والحقوقيين، لم يأت من فراغ، إذ إن العالم شهد إجراءات مماثلة طاولت سفراء "أقوى دولة في العالم"، بعدما هددوا مصالح هذه الدول.

ورغم أن قرار ترامب ما كان ليحصل لولا ضوء عربي أخضر، وتحديداً من السعودية والإمارات ومصر، لكن هذا "التواطؤ" لا يحجب عن الشعوب المنتفضة في الشوارع أحقية مطلبها: طرد السفير الأميركي، بما له من قوى تأثير وتهديد مباشر للعلاقات الدبلوماسية والصفقات العسكرية والتبادل التجاري وكل الارتباطات التي غالباً ما تذهب دفة الميزان فيها، لصالح الولايات المتحدة الأميركية... إضافة بالطبع إلى مطلب طرد السفراء الإسرائيليين من دول عربية تقيم علاقات مع الاحتلال.

تعطي اتفاقية فيينا 1961 أحقية للدول بطرد الدبلوماسيين الذين لا ترغب في وجودهم على أراضيها. وينص البند رقم 9 من الاتفاقية على أنه "يحق للدولة المستقبلة، في أي وقت ومن دون تقديم المبررات لقرارها، إخطار الدولة المرسِلة بأنها تعتبر رأس بعثتها الدبلوماسية السفير أو أيًا من أفراد طاقم الدبلوماسيين في سفارتها أو آخرين عاملين فيها "شخصاً غير مرغوب فيه". وفي هذه الحالة يتعيّن على الدولة المرسِلة إما سحب الشخص المسمَّى في هذا الصدد أو إنهاء خدمته في بعثتها الدبلوماسية.


من أبرز من تجرأ في السابق على هذا القرار؟ فلنكتشف سوياً...

تركيا

في العام 2011، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا قررت طرد السفير الإسرائيلي في أنقرة وتعليق اتفاقاتها العسكرية مع إسرائيل، وذلك على خلفية رفض الأخيرة الاعتذار عن مداهمتها أسطول الحرية وقتل تسعة أتراك على متن سفينة مرمرة.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تعترف بالسفير الأميركي لديها وعليه مغادرة تركيا إذا كان هو من قرر وقف إصدار التأشيرات. وذلك، بعدما اتهم أردوغان الولايات المتحدة بافتعال أزمة التأشيرات بين البلدين.

فنزويلا

في العام 2009، أعلن وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده قررت طرد السفير الإسرائيلي شلومو كوهين مع ستة موظفين آخرين، تضامنا مع الشعب الفلسطيني واحتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. 

الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، بدوره، طرد السفير الأميركي في كراكاس باتريك دادي عام 2008، بسبب نزاع حول تورط الولايات المتحدة في احتجاجات عنيفة في بوليفيا. وعاد دادي إلى فنزويلا بعد تولي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة.

مصر

أصدرت رئاسة الجمهورية المصرية خلال ولاية الرئيس محمد مرسي بياناً في العام 2012 ضد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وقرر مرسي سحب السفير المصري لدى الاحتلال، وتكليف المندوب المصري لدى مجلس الأمن لدعوة عاجلة للتباحث حول اعتداء إسرائيل على الشعب الفلسطيني، وكذا استدعاء السفير الإسرائيلي في مصر وتسليمه رسالة احتجاج عما حدث في فلسطين، والتأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات.

وطبعاً، لا يمكن نسيان ما قام به المتظاهرون عند انطلاق الثورة المصرية، حين سيطروا على السفارة الإسرائيلية في القاهرة بعد اقتحامها وإنزال العلم الاسرائيلي ورفع العلم المصري مكانه، وتطايرت آلاف الأوراق والوثائق في محيط المبنى بعدما تم رميها من قبل المتظاهرين.

الأردن

في عام 1970، قرر الملك حسين طرد السفير الأميركي في عمّان، بسبب ما وصفه الملك بـ"إهانة السفير الأميركي لكرامة الأردن والأردنيين". وكان سفير الولايات المتحدة قد قال إن "الأردن غير قادر على حماية نفسه من المنظمات الفلسطينية، فلذلك لن يكون قادرا على حماية المسؤول الأميركي"، فطلب الملك الراحل مغادرة السفير الأردن خلال 12 ساعة، وذلك وفق رئيس الوزراء الأردني الأسبق زيد الرفاعي.

السعودية 

نقلت تقارير، وضمنها إسرائيلية، أن ترامب حصل على تغطية وموافقة سعودية قبل إعلان قراره الأخير منذ أيام، لكن الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز كان قد أمر السفير الأميركي في السعودية في العام 1988 بمغادرة البلاد احتجاجاً على تدخله في أمور ترتبط بالسيادة السعودية، عندما احتج السفير الأميركي على صفقة الصواريخ الصينية التي أبرمتها الرياض مع بكين.

الإكوادور

في الإكوادور العام 2011، طردت حكومة الرئيس رافائيل كوريا السفيرة الأميركية، هيذر هودجيز، بسبب تعليقات عن الفساد الحكومي في البلاد صدرت عنها وفق ما تم تسريبه في وثائق "ويكيليكس". 

بيلاروسيا

في العام 2008، استدعت وزارة الخارجية في روسيا البيضاء (يبلاروسيا) القائم بالأعمال الأميركي، جوناثان مور، وسلمته قائمة من 10 دبلوماسيين في سفارته أعلنت أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم، وكان هذا ردًا على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على مينسك. 

الجزائر

في العام 1967، عندما دمر الإسرائيليون الطيران المصري، طلب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر من الرئيس الجزائري هواري بومدين المساعدة بإرسال طائرات عسكرية من الجزائر. علم السفير الأميركي بالجزائر، واجتمع مع بومدين ليخبره عن استياء الولايات المتحدة من هذا الأمر. فقال له بومدين "انتهى الزمن الذي كانت فيه أميركا تعطي الأوامر والشعوب الصغيرة تطيع". ثم أردف "انتهت المقابلة يا سعادة السفير" طالباً مرافقته إلى الباب، وفق ما صرح السفير الجزائري السابق عثمان سعدي لمحطة تلفزيونية جزائرية.

المساهمون