لقاءات في "الخفاء" بين مسؤولين إسرائيليين وسويديين

لقاءات في "الخفاء" بين مسؤولين إسرائيليين وسويديين

08 ديسمبر 2017
وزيرة الخارجية السويدية التقت السفير الإسرائيلي في ستوكهولهم (Getty)
+ الخط -
بادر مسؤولون إسرائيليون، بينهم سفير إسرائيل الجديد في السويد، إلى لقاءات "بالخفاء"، في الآونة الأخيرة، مع مسؤولين سويديين، بينهم وزيرة الخارجية، مارغوت فالستروم، التي تتهمها المؤسسة الإسرائيلية بـ"معاداة اليهود"، في محاولة لرأب الصدع الذي تسبب به اعتراف السويد بدولة فلسطين سنة 2014، ومن ثم تصريحات وزيرة الخارجية السويدية، التي انتقدت قيام إسرائيل بقتل منفذي العمليات الفلسطينيين بلا محاكمة.

وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، عن أن السفير الإسرائيلي التقى مع وزيرة الخارجية السويدية الشهر الماضي، لكن شيئًا لم يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الإسرائيلية. فضلًا عن ذلك، وبعد 3 سنوات من الاعتراف السويدي بفلسطين، زارت شخصيات سويدية رفيعة إسرائيل في الشهر الأخير، والتقت بمسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس "الكنيست"، يولي إدليشطاين، ووزير العلوم والتكنولوجيا، أوفير أكونيس.

خطوة اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية، أقامت الدنيا ولم تقعدها في تل أبيب، ووصل حد إطلاق بعض المسؤولين الإسرائيليين، بينهم وزير الخارجية آنذاك، أفيغدور ليبرمان، تصريحات شديدة ضد السويد، وتم استدعاء السفير السويدي في تل أبيب لجلسة "توبيخ"، كما استدعت إسرائيل سفيرها في السويد للمشاورات.

تدهور آخر شهدته العلاقة بين البلدين، بعد تصريحات فالستروم، والتي ربطت بين الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وبين هجمات باريس عام 2015، وحذرت من إعدام منفذي العمليات الفلسطينيين بدون محاكمات من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

حينئذ، قالت حكومة السويد ووزيرة خارجيتها، إن التصريحات أُخرجت عن سياقها الصحيح، بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اعتبر تصريحاتها "مقززة، غير أخلاقية وغبية". وقاطعت إسرائيل الوزيرة السويدية ورفضت استقبالها في لقاءات سياسية خلال زياراتها إلى تل أبيب. وسارت الأمور إلى إعلان نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيبي حوطوبيلي، أن "إسرائيل تغلق الأبواب بوجه الزيارات الرسمية لمسؤولين سويديين".


محاولات لإنهاء الأزمة

وأوضحت صحيفة "هآرتس" أن جهوداً تبذل في هذه الفترة لإنهاء الأزمة. وخلال الشهر الماضي، قام مسؤولان رفيعان من حزب الوزيرة فالستروم، بزيارة رسمية إلى إسرائيل، بحيث حل رئيس البرلمان السويدي، أوربان ألين، ضيفاً على رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدليشطاين، كما كانت هناك زيارة لوزيرة التجارة السويدية، آن ليندا، وقامت بتعيين مسؤولة عن علاقات التعاون الاقتصادية بين البلدين، فضلاً عن لقائها بمسؤولين إسرائيليين رفيعين مثل الوزير أوفير أكونيس.


إلى هذه اللقاءات، يُضاف لقاء تم يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بين سفير إسرائيل الجديد في ستوكهولم، إيلان بن دوف، ووزيرة الخارجية السويدية.

وقالت الوزيرة فالستروم، في حديث لصحيفة "هآرتس" العبرية: "أسعدني جداً لقاء السفير الإسرائيلي الجديد في ستوكهولم. دارت بيننا محادثة جدّية وبناءة. يوجد مناخ جديد وأنا أتطلع إلى العمل المشترك".

ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمقرب من الوزيرة، أن السفير الجديد "أظهر نهجاً جديداً تماماً، وكان من الواضح أنه ركز على الحوار، وكان صريحاً ومباشراً وكان نهجه بناءً ومفتوحاً. وسيلتقي الطرفان مجدداً مستقبلاً".

تمسك كل طرف بموقفه

السفير الإسرائيلي بن دوف، قال إن اللقاء جاء في إطار لقاءات روتينية تعقدها وزيرة الخارجية السويدية مع السفراء الجدد. وحول السؤال إن كان اللقاء تم بمعرفة نتنياهو، أجاب أن أي سفير لا يفعل شيئاً مخالفاً لتعليمات وزارة الخارجية. ومع هذا، فإنه لم يتم الإعلان عن اللقاء أمام وسائل الإعلام، ولا من خلال صفحة "فيسبوك" الخاصة بالسفير، كما هو معتاد في كثير من الحالات، ولم يتم تعميم بيان حول اللقاء على وسائل الإعلام.

وأوضح بن دوف أنه لم تكن أية نية للتستر على اللقاء، معللاً ذلك بالقول: "هناك لقاءات كثيرة لا يتم الإعلان عنها". وذكر أن "هنالك تطورات في العلاقات بين البلدين، لكن لا يوجد قرار رسمي حول هذا الأمر أو تغيير في السياسة الإسرائيلية. في كل لقاءات التعارف التي أجريتها لم أخفِ أننا نرى في القرار السويدي (الاعتراف بدولة فلسطينية) خطأً استراتيجياً من الدرجة الأولى، وخطأً مصيرياً، لم يتسبب بأضرار للعلاقات الثنائية فقط، ولكن أيضا لعملية السلام".

وتابع السفير الإسرائيلي في ستوكهولم أن "الأجواء الجديدة بين السويد وإسرائيل لم تأت على حساب الطلب الصريح بتحسين السياسة السويدية تجاه إسرائيل. لم نقرر غض الطرف عن الأمر وكأن شيئاً لم يكن. نحن بالتأكيد نتوقع حدوث تحول في سياسة السويد أحادية الجانب".

على الطرف الآخر تتمسك وزيرة الخارجية السويدية بموقفها من أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية منح أملاً للشباب الفلسطينيين، وحدّ من عدم المساواة بين الطرفين في الصراع. فالستروم قالت إن إسرائيل عاقبت السويد على خطوتها، واستخدمتها بهدف ردع دول أخرى من السير على خطاها. وقالت لصحيفة "هآرتس": "نحن لسنا ضد إسرائيل، نحن متمسكون بحل الدولتين. نؤيد السلام ونريد علاقات مع إسرائيل ومع الفلسطينيين".

وذكرت وزيرة الخارجية السويدية أن الانتقادات التي طاولتها واتهامها بمعاداة اليهود ليست موضوعية، "ومن المؤسف أنه تم نشر الكثير من الأكاذيب عني. إنه لأمر محزن وسيىء"، مستدركة "من يتابع مسيرتي السياسية، يعلم بأن محاربة معاداة السامية والنازية، كانت دائماً إحدى المحفزات القوية التي تحرّكني. لا يمكن اتهام كل من يوجه انتقادات لأنشطة سياسية كالمستوطنات غير القانونية بأنه معادٍ للسامية. هذا لا يساعد في شيء".