جلسة طارئة للمجلس المركزي الفلسطيني لبحث قرارات بشأن القدس

عباس: جلسة طارئة للمجلس المركزي الفلسطيني لبحث قرارات حاسمة بشأن القدس

31 ديسمبر 2017
عباس لم يحدد طبيعة الإجراءات (Getty)
+ الخط -
أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء اليوم الأحد، أن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية سيناقش في جلسته الطارئة قضايا استراتيجية تهم مصير الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وسيتخذ قرارات حاسمة للحفاظ على القدس وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال عباس، في كلمة بمناسبة الذكرى الـ 53 لانطلاقة الثورة الفلسطينية: "سنعقد جلسة طارئة للمجلس المركزي الفلسطيني في الأيام المقبلة، وهو أعلى سلطة تشريعية للشعب الفلسطيني تنوب عن المجلس الوطني الفلسطيني، وذلك لمناقشة قضايا استراتيجية تهم مصير شعبنا وقضيته العادلة، واتخاذ القرارات الحاسمة للحفاظ على القدس وحماية حقوق شعبنا".

وتابع: "كما سنمضي قدماً في جهودنا السياسية والدبلوماسية بالانضمام لجميع المنظمات والمعاهدات الدولية، علماً بأننا أصبحنا أعضاء كاملي العضوية في أكثر من مائة منها، وسنعمل، وبشكل حثيث، على نيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتحقيق مزيد من الاعترافات من الدول التي تؤمن بحل الدولتين، ولم تعترف بعد بدولة فلسطين".

وشدد الرئيس الفلسطيني على مواصلة العمل لتوحيد الأرض والشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وصولاً لسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد، مطمئناً أبناء الشعب الفلسطيني بالسير في درب المصالحة بخطى واثقة وحثيثة، وتتويجها بوحدة وطنية راسخة وقوية.

إلى ذلك، قال عباس إن "المؤامرة على القدس لن تمر، ولن نسمح لكائن من كان أن يمس بحقوقنا وثوابتنا الوطنية، فهذه مسيرة ياسر عرفات، وعبد القادر الحسيني، وعز الدين القسام، وجورج حبش، وأحمد ياسين، ورفاقهم من قادة وشهداء الشعب الفلسطيني".

وأضاف الرئيس الفلسطيني: "لن نقبل ببقاء الوضع القائم، ولن نقبل بنظام الأبارتهايد، ولن نقبل بسلطة دون سلطة، واحتلال دون كلفة، وعلى إسرائيل أن تعيد النظر في سياساتها وإجراءاتها العدوانية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا قبل فوات الأوان".

وشدّد عباس على أنه "بعد مضي قرن من الزمان على وعد بلفور الغادر الظالم، وانقضاء سبعة عقود على النكبة، وخمسين عاماً على احتلال إسرائيل لما تبقى من أرض فلسطين، نواجه تحدياً جديداً تقوده الولايات المتحدة الأميركية، انحيازاً ودعماً لإسرائيل، قوة الاحتلال، بالاعتداء على مكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد خالفت القانون الدولي والشرعية الدولية وفقدت أهليتها كوسيط في عملية السلام".

وأكد عباس أن القدس تواجه مؤامرة كبرى لتغيير هويتها وطابعها، والاعتداء على مقدساتها الإسلامية المسيحية، وهي بحاجة ماسة لوقفة شموخ وإباء من الجميع في العالم، فالقدس الشرقية هي مدينة السلام، وكانت وما زالت وستظل إلى الأبد، عاصمة دولة فلسطين.



وقال الرئيس الفلسطيني إن "كرامة شعبنا وحقوقه وثوابته غير قابلة للمساومة، ونحن بإذن الله قادرون، في كل مرة يتعرض فيها شعبنا ومقدراته للخطر، أن نقف بكل شموخ واعتزاز، مستمدين ذلك من عدالة قضيتنا وصمود شعبنا ومبادئنا التي لن نحيد عنها، لندافع عن شعبنا وقضيتنا ووطننا ومقدساتنا، ونقول لا لمن يحاولون فرض الإملاءات علينا".

وأضاف: "شعبنا لن يخضع ولن يركع ولن يستسلم، وهو باقٍ وصامد، ومرابط في وطنه بمسيحييه ومسلميه، في القدس زهرة المدائن وفي كل بقعة من فلسطين"، مؤكداً على أن راية الحرية ستبقى تتلقفها الأجيال الفلسطينية، جيلاً بعد جيل، "فها هم أطفالنا وشبابنا وشاباتنا ونساؤنا وشيوخنا ماضون في عطائهم وتضحياتهم، لمجابهة جرائم الاحتلال وبطشه، وكلكم شاهد على اغتيال الشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا، واعتقال الفتى فوزي الجنيدي بوحشية من قبل عشرات من جنود الاحتلال، وكذلك اعتقال الفتاة الزهرة عهد التميمي التي دافعت بشجاعة وشموخ عن حرمة منزلها وأهلها ووطنها في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي الغاشم".

وقال عباس: "بالرغم من كل ذلك، فإننا نقول لإسرائيل إذا كنتم تريدون السلام والأمن والاستقرار، فعليكم إنهاء احتلالكم واستيطانكم لأرضنا، أرض دولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وعلى رأسها اللاجئون والأسرى، استناداً لقرارات الشرعية ذات الصلة".

وأكد عباس أن "هناك خطوطاً حمراء، وثوابت تشكل الأساس في موقفنا، نلتزم بها ولا يمكن لأحد أن يتجاوزها، وهي: لا حل إلا على أساس قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار الجمعية العامة رقم 19/67 الصادر في 29/11/2012، وقرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، وقرارات المجالس الوطنية، ومبادرة السلام العربية التي تؤكد جميعها على إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 والقدس الشرقية بحدودها الكاملة عاصمة لها".

كذلك أكّد أن تطبيق مبادرة السلام العربية مرهون بإنهاء إسرائيل لاحتلالها الأراضي الفلسطينية والعربية، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار 194، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله أولاً وقبل كل شيء.

وكان عباس قد أوقد قبيل هذه الكلمة، مساء اليوم الأحد، شعلة الانطلاقة الـ53 لحركة "فتح" والثورة الفلسطينية المعاصرة، بمشاركة قيادات فلسطينية، ووضع عباس قبيل إيقاد الشعلة إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وسبقت ذلك مسيرات كشفية انطلقت من مدينة رام الله باتجاه ضريح عرفات.

وعقب إيقاد الشعلة، أكد عباس في كلمة مقتضبة أن القدس التي حاولوا ويحاولون أن يغيروا مجرى التاريخ والجغرافيا والأديان والتوراة والوجود الحقيقي لها، ليقولوا هي عاصمة للآخرين، كلا، إنها عاصمة الشعب الفلسطيني الأبدية.

وأضاف عباس أن "المسجد الأقصى موجود منذ آلاف السنين، لذلك مهما حاولوا أن يغيروا التاريخ لن يستطيعوا، ونحن هنا مرابطون، نحن هنا باقون، نحن هنا صابرون، نحن هنا صامدون، نحن صابرون ومرابطون، وسنبقى هنا، ولن نغادر بلدنا، ولن نرتكب الأخطاء الحمقاء التي حدثت في الماضي، وباقون هنا حتى تحرير فلسطين، وأرضها، وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين".