ألمانيا تستعد لاحتفالات رأس السنة وسط قلق عودة المقاتلين

ألمانيا تستعد لاحتفالات رأس السنة وسط قلق من عودة مقاتلين إرهابيين

30 ديسمبر 2017
التهديدات غير واضحة لكن الخوف قائم (باتريك بلول/ Getty)
+ الخط -
تستعدّ ألمانيا للاحتفال بالسنة الجديدة، بإجراءات وتدابير أمنية، وسط مخاوف من اعتداءات إرهابية يحتمل أن تعكر الجو العام في البلاد عشية الأعياد، بعد تحذيرات أمنية؛ على الرغم من عدم وجود تهديدات ملموسة، إنما قلق مع عودة مقاتلين إرهابيين تماهوا مع فكر تنظيم "داعش"، من أراضي النزاعات في الشرق الأوسط.

حذّر رئيس مكتب الاستخبارات الداخلية في هامبورغ، تورستن فوس، من مخاطر وصول أشخاص قاتلوا في صفوف "داعش" إلى أوروبا. واعتبر فوس في حديث صحافي أنه كلما تقهقر التنظيم في مناطق النزاعات زادت المخاطر من حدوث هجمات في أوروبا، وأن كل الخوف يبقى من القصّر الذين عاشوا في تلك المناطق وتعرضوا لعمليات غسل دماغ على أيدي التنظيم، ولا يستبعد أن يتم نقل عدد منهم إلى أوروبا وألمانيا، ومنها هامبورغ. وعليه يرى فوس أنه يجب التحضر لمواجهة نوع كهذا من التهديدات.

وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت هذا الشهر أن 50 مقاتلاً متطرفاً عادوا إلى ألمانيا من العراق والشام، علماً أن العدد الإجمالي من الألمان وصل إلى 960 سافروا للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة وعاد ثلثهم إلى ألمانيا، وقرابة 15% منهم من النساء.  

وكذلك قال رئيس مكتب الاستخبارات الداخلية في ولاية شمال الراين فستفاليا بوركهارد فراير: "إن استخبارات الولاية تخضع للمراقبة مجموعة تضم العشرات من النساء، تطلق على نفسها شبكة الأخوات، وتضم نحو 40 امرأة"، واعتبر في حديث لـ"فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ": "إنهن يلعبن الدور الذي لعبه الرجال السلفيون قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم وإيداعهم في السجون، هن ينظمن برنامجاً متكاملاً يبدأ بتعليم فنون الطبخ وصولاً إلى التعاليم الدينية للصغار والتحريض على غير المسلمين، والشبكة ناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وكشف رئيس هيئة حماية الدستور هانس غيورغ ماسن أن أعداد السلفيين في ألمانيا إلى ارتفاع بالمقارنة مع العام الماضي. فيما أشارت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) إلى أن العدد وصل الى 10800، أي بزيادة ألف سلفي عن العام الماضي، وهم منقسمون إلى مجموعات صغيرة منفصلة عن بعضها لتصعب على أجهزة الأمن مراقبتها. في وقت يقول خبراء أمن ألمان إنه ليس كل سلفي إرهابياً، إنما التجارب السابقة والخضات الأمنية التي شهدتها أوروبا خلال السنوات الماضية بينت أن كل إرهابي كان ينتمي إلى التيار السلفي، من دون التقليل من أهمية خطورة الأشخاص الذين تم اعتقالهم والذين سيفرج عنهم في أوقات لاحقة بعد أن يمضوا محكوميتهم.

وتفيد التقارير الصحافية، ومنها ما ذكرته "زود دويتشه تسايتونغ" أخيراً، بأنه تم استعراض 205 حالة؛ صنفت 82 منها من الفئة الحمراء الأكثر خطورة. وهي الفئة التي انتمى إليها أنيس العامري، منفذ عملية الدهس في سوق برلين الميلادي العام الماضي، وأودت بحياة 12 شخصاً، وهو ما تنبهت إليه الأجهزة الأمنية خلال هذه الفترة وقامت بوضع الكتل الخرسانية حول ساحات الاحتفالات وأسواق الميلاد. فيما الفئة الكبرى شملتها القائمة الصفراء. وضمت 96 شخصاً صنفوا ضمن الخطر المعتدل، وصنف 27 من ضمن القائمة البرتقالية، أي الخطر الواضح.

واستند المحققون في ذلك إلى نظام تحليل جديد يقيم التهديدات الإسلاموية بشكل أفضل. وصنّف 720 شخصاً بالخطرين في ألمانيا، بينهم محتجزون أو أشخاص خارج البلاد، منهم أقل من عشرة بالمائة من الأطفال والنساء. واعتمد فيه على 73 سمة، مثل التنشئة الاجتماعية والمواقف إزاء العنف والروابط الأسرية والاندماج الجيد والوظيفة الآمنة.

وقد قامت السلطات الألمانية مؤخراً باعتماد رادار رصد للمساعدة في تركيز جهود المراقبة من قبل وكالات التحقيق والاستخبارات على "الإسلامويين" الأكثر خطورة في البلاد، إضافة إلى مهامها في التنسيق بين أجهزتها الأمنية وفريق عمل إدارة المخاطر الذي أنشئ حديثاً. وتقدّم الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات المشورة بشكل أساسي بشأن حالات الأشخاص ذات الخلفيات الإسلاموية المتطرفة، الذين يشتبه بهم في التحضير لأعمال إرهابية.