السلطات الإيرانية تنذر احتجاجات طهران المتوقعة: سنتعامل بحزم

السلطات الإيرانية تنذر احتجاجات طهران المتوقعة: سنتعامل بحزم

طهران

فرح الزمان شوقي

avata
فرح الزمان شوقي
29 ديسمبر 2017
+ الخط -
قال المستشار الأمني لمحافظ طهران، محسن نسج همداني، إنه لم يتم إصدار أي تراخيص قانونية لأي تجمعات أو تظاهرات قد تخرج في العاصمة الإيرانية، مؤكدا أنه "في حال تنظيم أي منها فستتعامل السلطات والقوات الأمنية مع الأمر بشكل حازم".

وذكرت مصادر إيرانية، ومنها قناة صحيفة جوان المحافظة، على تطبيق تليغرام، أن معترضين خرجوا الجمعة في احتجاجات في كل من كرمانشاه وقم وأصفهان على غرار تلك التي حصلت أمس في مدينة مشهد. 

وأكدت جوان أن المتظاهرين أطلقوا شعارات منتقدة لسياسات الحكومة برئاسة حسن روحاني.  وأفادت أيضا أن بين المحتجين من طالب الحكومة بمتابعة ملف الأموال التي خسروها في استثمارات جمعيات ومؤسسات مالية مطالبين بمحاسبة المختلسين، فضلا عن مطالبتهم بحلحلة مشكلاتهم المعيشية. 

وركزت تصريحات بعض الساسة الإيرانيين الصادرة اليوم، وخاصة من المحافظين المنتقدين للحكومة، على ضرورة التنبه لهذه المطالب الاقتصادية وتلبيتها، إلا أنهم دعوا للحذر من استخدامها في تحقيق مآرب أخرى على حد وصفهم، ما أبرز قلقهم من شعارات ثانية خرجت على لسان محتجين.

وفي تصريحات صادرة عنه اليوم الجمعة، تعليقا على المظاهرات التي خرجت في منطقتي مشهد ونيشابور شمال شرقي إيران، أمس الخميس، احتجاجا على غلاء الأسعار وسياسات الرئيس حسن روحاني الاقتصادية، أضاف همداني أنه على قادة التيارات السياسية في إيران الحذر مما سيتم استغلاله من قبل من وصفهم بـ"المنافقين وطالبي الجاه والسلطة من معارضي إيران المقيمين في الخارج"، مؤكدا أن "هؤلاء يريدون توجيه ضربة للنظام في البلاد"، بحسب ما نقل عنه موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.

وفي السياق ذاته، حذر نائب الرئيس الإيراني الإصلاحي، إسحاق جهانغيري، مما حدث شمال شرقي البلاد، قائلا إن "البعض يستغلون ملف الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.. فخلف ما جرى قضية أخرى يجب تشخيصها والتركيز عليها".

وأضاف جهانغيري أن "الأمور ستنقلب على البعض في الداخل ممن يستغلون الأوضاع، كونهم يعتقدون أنهم سيضرون الحكومة الإيرانية"، مضيفا أن "من بدأوا بهذه التحركات الاجتماعية التي قد تتحول لحركة سياسية لن يكونوا هم نفسهم من سيستمرون بالاحتجاج، وإنما سيستغل آخرون مطالب البعض"، حسب تعبيره.

من جهته، علق إمام صلاة الجمعة في مشهد ورجل الدين المحافظ، آية الله أحمد علم الهدى، على ما جرى، قائلا إن "المواطنين يستطيعون إظهار مطالبهم عبر تجمعات قانونية ومتابعة قضاياهم حتى يصلوا لنتيجة، لكن الاحتجاجات التي خرجت في مشهد شارك فيها بعض من استغلوا الظروف، ورددوا شعارات غير تقليدية، وهم من تم اعتقالهم"، محذرا هو الآخر ممن وصفهم بـ"أعداء البلاد ممن يشاهدون الصور والفيديوهات التي خرجت من مشهد، ويتهيّأ لهم أن مواطنيها معارضون للنظام"، داعيا إلى "دعم الحكومة الإيرانية التي تم انتخاب رئيسها عبر صناديق الاقتراع، وصادق المرشد الأعلى على هذا القرار".

أما سادن العتبة الرضوية في مشهد والمرشح الرئاسي المحافظ السابق، إبراهيم رئيسي، الذي كان منافسا شرسا لروحاني، فأوضح أن "المواطنين الإيرانيين، ولاسيما الفقراء منهم، يتعرضون لضغوطات معيشية، وحل هذه المسألة أولوية في البلاد".

ونقلت وكالة "فارس" عن رئيسي قوله أيضا إنه "لو وقفت الحكومة مع المواطنين ووضعت مشكلاتهم الاقتصادية على رأس الأولويات، فسيقف الشارع معها ويدعمها".

وكان وكيل محكمة الثورة في مشهد، حسن حيدري، قد أكد اعتقال 52 شخصا شاركوا في احتجاجات الخميس، كما تبادلت مواقع إلكترونية صورا وفيديوهات لمحتجين خرجوا في مظاهرات عنوانها "لا للغلاء"، مرددين شعارات منتقدة للرئيس روحاني، الذي أعلن عن رفع أسعار البنزين منذ أن قدم موازنته الجديدة للبرلمان قبل فترة، وهو ما ترافق ورفع أسعار السلع الغذائية الرئيسية.

من جهتهم، أكد متابعون أن هذه الاحتجاجات خرجت أساسا لـ"المطالبة بتحصيل حقوق المواطنين ممن خسروا أموالهم التي وضعوها في مشاريع استثمارية في مؤسسات مالية"، مطالبين بمحاسبة المختلسين، وتطور الأمر لترديد شعارات مناوئة لروحاني، وحتى للمطالبة بالتركيز على حقوق الإيرانيين الاقتصادية والمعيشية بدلا من تقديم الكثير في ملفات إقليمية، من قبيل ما يجري في سورية.

واعتبر والي مشهد، محمد رحيم نوروزيان، أن "خروج المحتجين لم يكن قانونيا، كون المظاهرات لم تحصل على ترخيص"، مؤكدا تعامل السلطات مع الأمر بـ"دراية وحذر"، حسب وصفه.

وقد زادت حدة الانتقادات لسياسات الرئيس الاقتصادية من قبل الطيف المحافظ نفسه منذ فترة، كما أن بعض من انتخبوا روحاني لدورة رئاسية ثانية أبدوا امتعاضهم مما يجري، من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والانضمام لحملة "أنا نادم"، في إشارة للتصويت على التجديد لولاية ثانية للرئيس المعتدل.

ذات صلة

الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
تظاهرة ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب وحلب (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر الآلاف من الأهالي في مدن وبلدات ريفي حلب وإدلب، مطالبين بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في لندن تضامنا مع غزة (إكس)

سياسة

شهد عدد من المدن والعواصم حول العالم تظاهرات وفعاليات تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالحرب الوحشية المستمرة عليه منذ نحو 100 يوم.
الصورة
تحدى الشباب الأوروبي قرار حظر رفع العلم الفلسطيني (العربي الجديد)

سياسة

بدأ اتساع موجات التضامن مع فلسطين، وضد حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، يحرج الحكومات الغربية، خصوصاً أن موجات التضامن أظهرت وجود اختلاف لدى الجيل الشاب الحالي عن الذي سبقه.