هل نصحت السعودية المعارضة السورية بحضور مؤتمر "سوتشي"؟

هل نصحت السعودية المعارضة السورية بحضور سوتشي؟

25 ديسمبر 2017
المعارضة السورية متشبثة بمسار جنيف الأممي (Getty)
+ الخط -
تتضارب الأنباء بشأن ما جرى خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ورئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية، نصر الحريري، أمس الأحد، وما إذا كان الوزير السعودي قد دعا المعارضة إلى المشاركة بـ"مؤتمر الحوار الوطني" في سوتشي الروسية.

وفي السياق، نفى الناطق باسم هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية، يحيى العريضي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية عن عضو "منصة موسكو" السابق، نمرود سليمان، الذي قال إن الجبير نصح الهيئة العليا للمفاوضات بالذهاب إلى "مؤتمر الحوار الوطني" المزمع عقده في سوتشي الشهر المقبل.

وشدد العريضي على أن "نمرود سليمان لم يكن حاضرا في الاجتماع ولا هو في الهيئة، وما نقله دردشة تتضمن وجهة نظر ذاك الذي نقل له، مضافا إليها تفسيرات وقراءات ووجهة نظره الشخصية في ما جرى؛ فأصبح التين طينا والسيف صيفا"، على حد قوله.

وذكر الناطق باسم هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية أن سليمان لا يحمل، أيضا، صفة "المستشار السياسي للهيئة العليا للمفاوضات" التي قدمته بها "سبوتنيك"، موضحا أنه "لا علاقة له بالهيئة وليس من أعضائها".

وكان عضو "منصة موسكو" السابق قد صرّح بأن الجبير نصح الهيئة العليا بحضور "مؤتمر سوتشي"، وأنه قال لوفد المعارضة السورية الذي كان يرأسه الحريري: "الآن كل العالم متفق على الحل السياسي، لذلك على المعارضة استغلال هذه الفرصة".

ونقل سليمان عن الجبير، أيضا، قوله إنه على المعارضة "أن تتفق على الحلقة الأساسية، الحلقة الأساسية الآن هي مفاوضات سياسية من خلال جنيف، وإذا حدثت هناك اجتماعات أخرى، مثل أستانة وسوتشي، فيجب المشاركة فيها، ولكن الأساس هو جنيف".

وأضاف أن وزير الخارجية السعودي قال إن "الحل العسكري كلف السوريين ثمنا كبيرا، لذلك الآن بدأ الحل السياسي، وعليكم أن تقودوا هذه التجربة بالقوة، ونحن كسعوديين جاهزون لدعمكم في أي مجال تريدونه على أساس الحل السياسي، سواء كان هذا عن طريق الدبلوماسية السعودية، أو عن طريق اتصالنا، ولدينا أصدقاء كثيرون، وروسيا دولة صديقة لنا، يمكننا أن نتصل معهم، وأيضا مع الدول الأوروبية".

وتأتي تلك الأنباء التي نقلها نمرود سليمان في ظل الحديث عن توجه بعض الدول، في مقدمتها روسيا، لإضفاء شرعية على "مؤتمر الحوار الوطني"، الذي تسعى روسيا إلى عقده نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل، والحديث أيضا عن ضغوط من السعودية على هيئة التفاوض للقبول بالذهاب إلى سوتشي.

وكانت "هيئة التفاوض" قد أعلنت، الشهر الماضي، عن رفضها لمؤتمر الحوار في سوتشي عبر بيان لها، مؤكدة على "رفض مناقشة مستقبل سورية خارج الإطار الأممي القانوني"، مشيرة إلى أن دعوة روسيا لعقد "مؤتمر الحوار الوطني" هو "حرف لمسار الوساطة الأممية واستباق لمقتضيات الحل السياسي المنشود".

وتمّ أخيرا في السعودية، إثر انعقاد مؤتمر الرياض الموسع للمعارضة السورية "الرياض 2"، اختيار رئيس جديد للهيئة بعد زيادة أعضائها، وضم منصات جديدة وأعضاء مستقلين.

وفي سياق متصل، أعلن الكرملين، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عقد جلسة طارئة مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، اليوم، بحث خلالها الملف السوري، ومؤتمر سوتشي.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن "الرئيس بوتين بحث في جلسة طارئة، اليوم، مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، مستقبل التسوية في سورية".

وأضاف "تحدث المجتمعون بالتفصيل عن مستقبل التسوية في سورية في ضوء الجولة الأخيرة من مفاوضات السوريين في أستانة، وتبادلوا وجهات النظر حول التحضير لمؤتمر سوتشي".