مصر: احتمال الخرق الأمني في حادثة العريش يقلق النظام

مصر: احتمال الخرق الأمني في حادثة العريش يقلق النظام

26 ديسمبر 2017
عقد صبحي اجتماعاً مع قيادات الجيش (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

ألقت حادثة استهداف تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم "داعش"، وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية اللواء مجدي عبد الغفار في العريش، بظلالها، ليس فقط داخل المؤسسة العسكرية ولكن على مصر بأكملها، خصوصاً مع تزايد المخاوف من عدم قدرة الجيش على حسم المعركة في سيناء. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تحدث بنبرة واثقة، محملاً رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد حجازي، مع وزارة الداخلية، مهمة القضاء على الإرهاب في سيناء خلال 3 أشهر، وهي مهلة تنتهي بنهاية فبراير/شباط المقبل. لكن المعطيات قد تتبدل، في ظل ما يحيط بهذه الواقعة من احتمالية وجود تسريب داخلي أتاح للتنظيم محاولة اغتيال الوزيرين.

وقالت مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية، إن وزارة الدفاع تشهد حالة من الاستنفار غير الطبيعية خلال هذه الأيام. وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن وزير الدفاع عقد اجتماعاً مع عدد من قيادات الجيش المصري للوقوف على طبيعة الاستهداف لمطار العريش خلال زيارته مع وزير الداخلية. وتابعت أن الاستخبارات الحربية تولت فتح تحقيق موسع حول ملابسات الاستهداف، خصوصاً أن تلك الزيارات تكون سرية للغاية، خوفاً من تسريب أخبار الزيارة إلى التنظيمات الإرهابية هناك. ولفتت إلى أن هناك تخوفات من وجود تسريب لخبر الزيارة وتفاصيلها إلى العناصر الإرهابية، مستبعدة أن يكون هناك اختراق على مستوى القيادات في سيناء، ولكن ربما تسلل الأمر عبر أفراد في الجيش علموا بالزيارة. وأكدت أن زيارة القيادات العسكرية تكون محاطة بقدر كبير من السرية، ولا يعرفها سوى قيادات الجيش في سيناء، وهي دائرة صغيرة للغاية، متوقعة أن يكون تسريب الزيارة جاء من سيناء وليس من وزارة الدفاع.


ولفتت المصادر إلى وجود احتمال لأن يكون التنظيم الإرهابي عرف بوجود شخصيات كبيرة في مطار العريش مع تزايد عمليات التأمين الشديدة، وقرر استهداف المطار بشكل عشوائي من دون معرفة أنها زيارة لوزيري الدفاع والداخلية. ولمّحت إلى احتمالية إجراء تعديل في بعض قيادات الجيش التي تتولى مسؤولية العمليات في سيناء خلال الفترة المقبلة، إذ إن استهداف المطار كان عبارة عن جرس إنذار شديد. وحول التقرير الذي عرضه وزير الدفاع على السيسي، خلال استقباله لصبحي وعبد الغفار، أوضحت أن التقرير لم يقدم معلومات وافية حول كيفية معرفة العناصر الإرهابية بالزيارة، ولكن وعد وزير الدفاع بتقديم تقرير آخر بعد استكمال التحقيقات حول الواقعة.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر قريبة من دوائر اتخاذ القرار، إن الطائرة التي عاد بها وزيرا الدفاع والداخلية ليست تلك التي توجها بها إلى سيناء. وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الصور التي تم التقاطها فور وصول الوزيرين إلى القاهرة بعد عودتهما من سيناء، تؤكد أن استهداف المطار تم خلال تواجدهما، ولا صحة لما تردد عن استهداف المطار بعد مغادرتهما سيناء. وتابعت إن ثمة أزمة داخل أجهزة الدولة السيادية والأمنية حيال عدم القدرة على التعامل مع ملف المعلومات، وكشف أي خيوط للتنظيمات المسلحة داخل أجهزة أمنية، وهو أساس أي مواجهة للجماعات الإرهابية بسيناء. ولفتت إلى أن هناك استياء شديداً لدى السيسي حيال عدم قدرة الجيش والشرطة على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه تماماً، وإن كان تحجيم الجماعات الإرهابية أمرا ملاحظا بشدة، ولكن الرئيس الحالي يستعجل حسم المعركة قبل انتخابات الرئاسة المقبلة. وشددت على أن مهلة الـ 3 أشهر التي حددها السيسي لرئيس أركان الجيش كانت سقطة كبيرة، وربما كانت هناك مبالغة في تقدير المدى الزمني في حسم المعركة بسيناء، وربما سيكون لها انعكاسات سلبية على موقف السيسي الانتخابي، لأنها ستكون نقطة ضده خلال الانتخابات.