النظام السوري يصعّد بريف حماة... والهدف مطار أبو الظهور

النظام السوري يصعّد بريف حماة... والهدف مطار أبو الظهور

22 ديسمبر 2017
تريد قوات النظام التوغل في إدلب (جورج أورفاليان/فرانس برس)
+ الخط -
صعّدت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في ريف حماة الشمالي مع وصول العميد سهيل الحسن إلى المنطقة، في محاولة جديدة للتوغل في عمق الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، بهدف الوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري الذي تسيطر عليه حالياً "هيئة تحرير الشام" (تحالف تقوده النصرة).

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب آخرون جراء قصف قوات النظام بالمدفعية وراجمات الصواريخ لمدينتي اللطامنة وكفر زيتا في حماة، من مواقعها في مدينة حلفايا، في حين استهدفت طائرات روسية قرى الرهجان وأم ميال والشاكوسية ورسم الصبع وأبو كهف وأبو عجوة ومويلح في ريف حماة الشرقي. كما طاول القصف الجوي الروسي قرية المشيرفة، شرق مدينة إدلب.

وأفادت مصادر موالية بأن قوات النظام بدأت عملية عسكرية بـ"تمهيد مدفعي وصاروخي مكثّف يستهدف مواقع المسلحين على محاور أم حارتين عطشان سكيك بريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب". كما أشارت إلى أن قوات النظام بدأت هجوماً جديداً على محور قرية أبو دالي بريف إدلب الجنوبي الشرقي، في محاولة للسيطرة على القرية بدعم جوي روسي.

 يأتي هذا التصعيد بالتزامن مع نشر مواقع موالية صوراً لوصول العميد سهيل الحسن، الملقب بـ"النمر"، إلى جبهات ريف حماة الشمالي والشرقي، لقيادة المعارك هناك. وأشارت تلك المواقع إلى أن الحسن وصل برفقة تعزيزات عسكرية بينها أسلحة تمت السيطرة عليها في معارك دير الزور الأخيرة.

وأظهرت الصور الحسن إلى جانب عدد من العناصر أثناء تفقد الجبهات في ريف حماة، والتي فشلت قوات النظام في التقدم من خلالها حتى الآن، إذ تحاول التوغل في عمق الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، بهدف الوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري. وقد فتحت ثلاثة محاور، الأول من ريف حلب الجنوبي إنطلاقاً من مناطق جبل الحص ورسم السيالة، والثاني من ريف حماة الشرقي مروراً بمنطقة الرهجان، بينما ينطلق الثالث من ريف حماة الشمالي، إذ تسعى قوات النظام، مرحلياً، للوصول إلى قرية أبو دالي التي خسرتها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكانت صفحات موالية ذكرت أن العمليات التي سيقودها الحسن تهدف إلى فتح طريق دمشق - حلب الدولي، الذي يمر من محافظة إدلب.

وتعتبر مجموعات "النمر" التابعة لسهيل الحسن، من أبرز المجموعات المقاتلة في صفوف قوات النظام، وأدت دوراً بارزاً في السيطرة على أحياء عدة من حلب المحاصرة وريفها، ومناطق مختلفة من سورية، آخرها دير الزور.

وظهر الحسن في 11 من شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مجتمعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد ومجموعة من الضباط الروس، خلال زيارة بوتين إلى قاعدة حميميم، في مشهد رأى محللون أنه يشير إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في سورية بقيادة الحسن وبدعم روسي.

 ووفقاً لمحللين عسكريين، فإنه إذا استطاعت قوات النظام السيطرة على مطار أبو الظهور، وهذا صعب عسكرياً نسبياً كون المنطقة سهلية ومكشوفة، فسوف تتمكن من قطع طريق حلب - دمشق من نقطة سراقب، والتقدم بالتالي بسهولة باتجاه مدينة سراقب، شرق مدينة إدلب.

وبحسب مصادر النظام، فإن وصول الحسن إلى ريف حماة بمثابة إعلان بدء الزحف نحو مطار أبو الضهور العسكري ومدينة إدلب.

وسبق أن وصلت مجموعات عسكرية من مليشيات سهيل الحسن في مطلع الشهر الحالي إلى المنطقة ذاتها، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام التابعة للنظام كمؤشر على اقتراب إعلان المعركة.

وكانت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، تعرضت في الآونة الأخيرة لخسائر كبيرة أثناء محاولاتها التقدم نحو ريف إدلب الجنوبي، ولو أنها تمكنت من السيطرة على قرى عدة في جنوب إدلب.

في غضون ذلك، تتواصل المعارك في ريف حماة الشمالي الشرقي بين فصائل معارضة وتنظيم "داعش". وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عناصر "داعش" شنّوا هجوماً جديداً على محور قرية رسم الحمام بهدف السيطرة على التلال المرتفعة المحيطة بها، وهو الهجوم الثالث على المنطقة خلال أربع وعشرين ساعة. وكان التنظيم قد بسط سيطرته، الليلة قبل الماضية، على قرية المشرفة بينما فشل في تحقيق تقدم على محور رسم الحمام، حتى صباح أمس، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين.

 ونقلت وسائل إعلام مقربة من "هيئة تحرير الشام" عن القيادي فيها، أبو شهادة، قوله إنهم استدرجوا "عصابات البغدادي إلى أحد وديان المنطقة، واستهدفناهم بمختلف أنواع الأسلحة، ما اضطرهم للانسحاب"، في إشارة إلى عناصر داعش الذي يتبعون أبو بكر البغدادي.  

ويسعى "داعش" منذ خروجه من ناحية عقيربات نحو الشمال السوري في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لدخول قرى وبلدات في ريف حماة الشرقي.  

وتزامن ذلك مع أنباء عن اتفاق بين النظام و"وحدات حماية الشعب" الكردية على تسليم الأخيرة أحياء تخضع لسيطرتها في حلب لقوات النظام. وكان قد تم رفع علم النظام فوق بعض المؤسسات العامة في أحياء سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية في مدينة حلب، مثل بستان الباشا والهلك وبعيدين والشيخ مقصود والشيخ خضر، وذلك بعد تفاهم بين الجانبين. وينص في أحد بنوده على "إعادة تفعيل جميع مؤسسات الدولة غير المدمرة، ومنها المدارس التي تدرس منهاج وزارة التربية، وإدارتها من قبل موظفي الدولة، على أن يرفع العلم السوري الرسمي فوقها وفي مناطق محددة مرتفعة جرى الاتفاق عليها وفوق أسوار طويلة ترتفع عن نظيرتها التي تحمل أعلام الوحدات الكردية"، وفق صحيفة الوطن الموالية للنظام، التي قالت إن الاتفاق جاء إثر سلسلة اجتماعات مشتركة، بعد عام كامل من سيطرة قوات النظام على مدينة حلب.

إلى ذلك، قتل طفلان وسقط العديد من الجرحى، جراء سقوط عدة قذائف صاروخية مجهولة المصدر على شارع النيل وحيي الأندلس والشهباء في مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات النظام.

وفي محيط العاصمة دمشق، تواصل قوات النظام محاولاتها لإحكام الحصار على بعض بلدات الغوطة الغربية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، عبر فصل منطقة بيت جن عن منطقتي بيت سابر وكفر حور. وتعرضت المنطقة، أمس الخميس، لمزيد من القصف المدفعي من جانب قوات النظام. وأعلنت فصائل معارضة قتل ضابط من قوات النظام وجرح مجموعة من العناصر إثر محاولة تقدم جديدة على محور قرية مغر المير قرب بلدة بيت جن.

وبينما قصفت قوات النظام مدينتي حرستا وعربين في الغوطة الشرقية، قالت مصادر محلية إن اتفاق خروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" من الغوطة الشرقية توقف مؤقتاً بسبب مجموعة من العراقيل مثل ملف أسرى الهيئة الذين يحتجزهم "جيش الإسلام"، إضافة إلى الخلافات داخل الهيئة نفسها بين مؤيد ورافض لعملية الخروج.

وأوضحت المصادر أن فريقاً داخل "هيئة تحرير الشام" يرفض الخروج إذا لم يتم إنهاء ملف الأسرى لدى "جيش الإسلام"، خصوصاً بعد إعلان مقتل 17 من أصل 30 من هؤلاء الأسرى.

وتداولت حسابات مقربة من "هيئة تحرير الشام"، أنباء عن عمليات إعدام نفذها "جيش الإسلام" بحق عناصر من الهيئة كانوا معتقلين لديه، منذ حملته الأمنية الأخيرة في مايو/ أيار الماضي في الغوطة، بينهم خمسة أشخاص مطلوبين للإنتربول الدولي، مثل أبو حفص الأردني (ابن أخت الشيخ عبد الله عزّام) والذي تم اعتقاله وزوجاته بعد إعطائهم الأمان من قبل جيش الإسلام قبل أن تظهر صورته قتيلاً برصاصة في الرأس. وترفض "الهيئة" تسليم أسرى "جيش الإسلام" الذين تحتجزهم قبل الإفراج عن أسراها. وكان متحدث باسم جيش الإسلام قال إنه لن يتم الإفراج عن مقاتلي الهيئة إلا باتجاه الحافلات التي تقلهم إلى إدلب. ويصل عدد مقاتلي "تحرير الشام" في الغوطة الشرقية إلى 800 مقاتل يقودهم "أبو عاصم جبهة". وكانت حافلات وصلت إلى معبر مخيم الوافدين الواصل بين مناطق المعارضة ومناطق النظام، قبل حوالي أسبوع، وذلك بناء على اتفاق تم توقيعه بين روسيا وفيلق الرحمن، أحد أبرز فصائل الغوطة الشرقية.



دلالات

المساهمون