تواصل التراشق بين النظام السوري و"قسد"

تواصل التراشق بين النظام السوري و"قسد" وجدل حول مصير عناصر "داعش" وعائلاتهم

20 ديسمبر 2017
معارك نفوذ بين "قسد" والنظام (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

يتواصل التراشق والاتهامات بين النظام السوري والمليشيات الكردية، وكذلك بين الولايات المتحدة وروسيا، بشأن التعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقد وصف النظام السوري "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بأنها "داعش جديدة" في الشمال الشرقي من سورية. وفي مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية اليوم، قال نائب وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، "هناك داعش آخر قد يسمى قسد، ويحاول الأميركيون دعمها ضد إرادة الشعب السوري".

ورأى أن "قسد" في خدمة أميركا والمخططات الغربية ضد شعب سورية وضد الدولة السورية"، مضيفاً أن "من يعمل على تفتيت الدولة السورية، ويضع شروطا على إعادة دمج المناطق السورية ببعضها، ليس بسوري ولا يمكن الوثوق به" حسب تعبيره.

وطالب "قسد" بالتراجع عن مواقفها "لكي يكونوا جزءًا لا يتجزأ من الجمهورية العربية السورية، وإلا فإن مصيرهم سيكون نفس مصير "داعش" وجبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المسلحة"، حسب تعبيره، معتبراً أن "كل من يحمل السلاح ضد الدولة فهو إرهابي".

ويأتي حديث المقداد بعد يومين من تصريح لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، قال فيه إن "كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن"، في رد على سؤال عن الوحدات الكردية في سورية.

بدورها، ردت "قسد" بالقول إن "نظام الأسد هو من فتح أبواب سورية على مصراعيها للإرهاب".

ويأتي التوتر بين الطرفين بعد أسابيع من الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش"، حيث يتنافس الطرفان في شرقي البلاد، للاستحواذ على الأراضي التي انسحب منها التنظيم.

كما يتزامن ذلك مع الحديث عن مؤتمر "الحوار الوطني" في سوتشي الروسية، وما يرافقه من تساؤلات عن مشاركة الطرف الكردي، في المفاوضات الخاصة بالتسوية السياسية في سورية.

وتحاول "قسد" التي تحظى بدعم من الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي، إقامة نظام فيدرالي شمالي البلاد، يشمل ثلاث مناطق، هي منطقة الجزيرة في الحسكة، وعين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي، ومنطقة عفرين في ريف حلب الغربي.



من جهة أخرى، اتهم المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، رايان ديلون، النظام السوري والروس، بمساعدة عناصر "داعش" على الانتقال إلى مناطق بالقرب من دمشق.

ونفى ديلون، وفقاً لما نشرته وزارة الدفاع الأميركية، ما قالته موسكو بشأن القضاء على التنظيم، لافتاً إلى أن "قسد ما زالت مستمرة في مهمتها لطرد "داعش"، وقد سيطرت على 1700 ميل مربع، منذ أيلول/سبتمبر الماضي". وقال "إن قسد ما زالت تلاقي مقاومة من عناصر التنظيم في المنطقة، معتبراً ذلك "عملية تهدف إلى تأخير قسد في تقدمها، ومنح عناصر التنظيم الفرصة للتوجّه إلى مناطق أخرى جنوب غرب أو شمال غرب سورية، ليجدوا ملاذاً آمناً أو لاستكمال القتال".

وكان التحالف الدولي قد أعلن، أمس، القضاء على 3 قياديين بارزين في تنظيم "داعش" خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة في العراق وسورية.

وذكر بيان للتحالف، أنه تم قتل القيادي أبو فيصل ونائبه أبو قدامة العراقي في غارة جوية على منطقة حوض الفرات، يوم 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري. كما تم القضاء على مصطفى كمال جاسم محمد الزاوي، بالقرب من الشرقاط في العراق، يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

من جهتها، ذكرت صحيفة "أوراسيا دايلي" الروسية، أن مقاتلي تنظيم "داعش" الذين يتكلمون اللغة الروسية فروا من سورية إلى مصر، وذلك بناء على تغريدة نشرتها الصحافية جوانا باراتشوك، التي تعمل على تعقب خطوات مقاتلي تنظيم "داعش" الذين ينحدرون من دول الاتحاد السوفييتي سابقا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن مجموعة من مقاتلي تنظيم "داعش" انتقلوا من الرقة نحو شبه جزيرة سيناء، حيث توجد إحدى خلايا التنظيم. ونشرت الصحيفة صورة، تزعم أنها التقطت في مصر، تتضمن عبارة "الشيشان الجديدة" كتبت على جدران أحد المنازل.

من جهة أخرى، أصدر المجلس العسكري في بلدة أخترين بريف حلب قرارا يمنع عائلات وزوجات عناصر تنظيم "داعش" من العودة إلى البلدة التي كانت خاضعة لسيطرة الأخير.

وجاء في قرار حمل توقيع القادة العسكريين في المجلس العسكري لأخترين، أن عناصر تنظيم "داعش" من أبناء البلدة يمنع عودتهم إلى منازلهم، كما يمنع عودة كل امرأة من سكان أخترين تزوجت من عنصر أجنبي في التنظيم، أو تزوجت من عنصر في التنظيم بعد إعلان المعارك ضده.

وتضمن القرار أيضا أن النساء التي ثبت تعاملهن مع التنظيم أو تربطهن علاقات زواج أو خطبة، يمنعن من العودة، بينما يسمح فقط بالعودة للواتي قتل أزواجهن ولديهن أطفال تحت 12 سنة، بشرط ألا يطالبن بأموال وأملاك زوجها في أخترين.

وذكرت مصادر محلية أن العائلات من أخترين التي ثبت تعاملها مع "داعش" أو موالاتها له، يقدر بـ40 إلى 50 عائلة، مشيرة إلى أن شهادات الأهالي هي الاستناد الرئيسي في إثبات التهم للعائلات.

وتسيطر فصائل الجيش السوري الحر العاملة ضمن عملية "درع الفرات" على أخترين، منذ أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.