أزمة "اللافتة المسيئة للعاهل السعودي": الجزائر تفتح تحقيقاً وتعتذر

أزمة "اللافتة المسيئة للعاهل السعودي": الجزائر تعتذر بعد فتح تحقيق

20 ديسمبر 2017
من التظاهرات في الجزائر دعماً للقدس (فاروق باطيش/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أنّ اللافتة "المسيئة" للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي رفعها مناصرو فريق "أمل عين مليلة"، قد سبّبت أزمة بين السعودية والجزائر، ما دفع الأخيرة إلى فتح تحقيق ثم الاعتذار.

وكانت الجزائر قد فتحت تحقيقاً بالحادثة، إذ استدعت مصالح الأمن الجزائرية، أمس، عدداً من مناصري فريق "أمل عين مليلة" الذي ينشط في الدوري الجزائري الثاني للتحقيق، بعد رفع لافتة ضخمة تشبه الملك سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع كتابة باللغة الإنكليزية تقول "وجهان لعملة واحدة"، وذلك احتجاجاً منهم على إعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.
كما سارع وزير العدل الجزائري الطيب لوح، إلى الإعلان عن فتح تحقيق حول اللافتة التي رفعت في ملعب "عين مليلة"، وقال إن "النتائج الأولية للتحقيقات أثبتت أن الحادث فعل انفرادي ومعزول".

إلى أن أعلن السفير السعودي لدى الجزائر، سامي الصالح، اليوم، أن رئيس الحكومة  الجزائري أحمد أويحيى قدم اعتذاراً رسمياً إلى رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، بشأن اللافتة. وكان السفير السعودي نفسه قد توعّد الجماهير الغاضبة لأجل القدس.
ونشر السفير، اليوم الأربعاء، تغريدة جاء فيها "قدم دولة رئيس الوزراء الجزائري بعد لقائه اليوم معالي رئيس مجلس الشورى في المملكة، اعتذار الجزائر قيادة وحكومة وشعباً عما بدر من تصرفات غير مسؤولة في أحد الملاعب والتي لا تنمّ عن أخلاق الشعب الجزائري الأصيل وجاري اتخاذ اللازم تجاه من قام بذلك وضمان عدم تكراره". 
وذكر الوزير أن "الجزائر والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات طيبة امتدت لسنوات، كما أن الشعب الجزائري ليس من شيمه الإساءة إلى الأشقاء ممن ساندوه أثناء ثورة التحرير، إذ إن الملك سلمان كان عام 1956 مسؤولاً في مدينة الرياض ويرأس صندوق التضامن الذي أنشأه الملك سعود لدعم الثورة الجزائرية"، وفقاً له.
 
وكانت لجنة العقوبات التابعة للرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم قد استدعت رئيس فريق "عين مليلة"، الهادي بن صيد، للاستماع إليه حول قضية اللافتة.
وكرد فعل على استدعاء مناصري فريق "عين مليلة" للتحقيق، انتقد النائب في البرلمان عن كتلة "حركة مجتمع السلم"، حمدادوش ناصر، الأمر، وقال إن "التحقيق مع بعض أنصار فريق عين مليلة، بسبب تضامنهم مع القدس الشريف، هو مساس بالحريات وحقوق الإنسان، واعتداء على حرية التعبير عن الرأي بالطرق السلمية". وأضاف "ما رفعه المناصرون صورة عادية، مقارنة بما يُنشر عن الرؤساء".

وكانت جماهير الفريق العريق "عين مليلة" الذي يتصدّر بطولة الدوري الثاني في الجزائر قد رفعت لافتة عملاقة في مدرجات ملعب "الأخوة دمان دبيح"، خلال مباراة ضد فريق "غالي ري معسكر"، ظهر فيها وجه يمثل نصفه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والنصف الثاني وجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإلى جانبهما صورة لقبة الصخرة، وكتب عليها "وجهان لعملة واحدة" و"القدس لنا والبيت لنا".
وهدّد حينها السفير السعودي في الجزائر، في أحاديث صحافية، باتخاذ الإجراءات المناسبة في حق رافعي اللافتة. وهو ما أدى إلى ردود فعل غاضبة من الجمهور الجزائري بسبب تصرّف السفير، الذي اعتبروه مهيناً لهم ولجمهور كرة القدم. وطالب البعض بطرد السفير من الجزائر.

المساهمون