الجيش العراقي يتعقب خلايا "داعش" في ديالى

الجيش العراقي يتعقب خلايا "داعش" في ديالى ومخاوف من اعتقالات عشوائية

02 ديسمبر 2017
عمال يرفعون الأنفاض في محافظة ديالى (الأناضول)
+ الخط -
أعلنت وزارة الدفاع العراقية اليوم السبت، عن انطلاق عملية عسكرية واسعة لتعقب خلايا مفترضة لتنظيم "داعش" في مناطق شرق محافظة ديالى، وصولا إلى الحدود العراقية الإيرانية حيث بلدة مندلي الحدودية، ما أثار مخاوف من عودة موجة الاعتقالات العشوائية، ووُضعَ في إطار إحكام السيطرة على خط طهران - العراق - سورية، الذي هندسه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.

وقالت قيادة عمليات دجلة التي تتولى مهام حفظ الأمن في مناطق شمال وشمال شرق العاصمة بغداد، في بيان، إنّ "العملية انطلقت من محورين وتستهدف تعقب خلايا التنظيم في منطقة حوض الندا وحتى منطقة قزلاق شرق ديالى".

وأضاف البيان أن "العملية انطلقت بمشاركة قوة مشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي من محورين لتعقب وملاحقة خلايا داعش بدعم جوي من طيران الجيش العراقي".

واعتبر البيان أنها "تأتي ضمن استراتيجية مواصلة الضغط على التنظيم وملاحقته وإحباط فرص إعادة تجميع صفوفه"، كما تأتي بعد سلسلة عمليات متواصلة في مناطق محافظة ديالى الحدودية. 

وتأتي العملية في وقت شهدت فيه البلاد استعادة القوات العراقية السيطرة على آخر معاقل التنظيم الإرهابي في مناطق غربي الأنبار، بعد عمليات مماثلة واسعة مدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي، انتهت بالسيطرة على مناطق: عنه، وراوه، والقائم غربي البلاد.

وشهدت محافظة ديالى توتراً مستمراً منذ عام 2003 بحكم موقعها الجغرافي المحاذي لإيران، وتغول المليشيات المدعومة إيرانياً في المنطقة، فضلاً عن سيطرة الجماعات المسلحة في السنوات السابقة على مناطق واسعة منها. واعتبر مراقبون أن العملية غير واضحة المعالم كونها تستهدف ما وصفت بخلايا "داعش" على الرغم من أن المحافظة أصبحت تحت سيطرة القوات العراقية بالكامل منذ منتصف عام 2015.

ويقول الخبير الأمني فاروق الحيالي إن "العملية تستهدف كما وصفتها قيادة العمليات خلايا داعش في مناطق خاضعة لسيطرة الدولة وهو ما يعني العودة إلى أسلوب الاعتقالات العشوائية بدون مذكرات قضائية او تهم مقرونة بدلائل". ويضيف الحيالي لـ"العربي الجديد": "ليس هناك أي تواجد للتنظيم في مناطق ديالى التي يسيطر عليها حاليا الحشد الشعبي والقوات العراقية بالكامل، لذلك فإن هذه العملية تثير الريبة ويبدو أنها تستهدف تمهيد الطريق المؤدي من إيران إلى شمال ديالى وصولا إلى شمال صلاح الدين وجنوب كركوك وجنوب الموصل ثم إلى سورية كما رسم قاسم سليماني".

وكانت الحكومة العراقية أعلنت في يناير/ كانون الثاني 2015 أن محافظة ديالى أصبحت خالية تماماً من أي وجود لتنظيم "داعش" الإرهابي، بعد عمليات عسكرية واسعة تمكنت خلالها القوات العراقية من استعادة السيطرة عليها. وشهدت ديالى تمدد التنظيم منتصف 2014 في أجزاء واسعة منها، في القرى والأرياف تزامناً مع سيطرة التنظيم على محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين، حيث تبعها موجات نزوح كبيرة ما زالت مستمرة بعد سيطرة القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي.

ويرى خبراء أن محافظة ديالى الحدودية هي واحدة من أخطر المناطق في العراق، بحكم موقعها الجغرافي المحاذي لإيران، حيث تدفق المليشيات الإيرانية ومحاولة تأمين المحافظة عبر مليشيات الحشد الشعبي العراقية المدعومة منها بغية إحكام السيطرة دوما على الطريق الواصل نحو صلاح الدين وكركوك والموصل وسورية.

وتعاني محافظة ديالى من التغيير الديمغرافي المستمر منذ عام 2003 والذي أسفر عن تهجير آلاف الأسر بدوافع طائفية، سبقتها عمليات تطهير عرقي نتج عنها مقتل العشرات وحرق وتدمير الممتلكات.



 الطيران العراقي يطهّر وادي حوران من فلول "داعش"

وفي غضون عمليات شرق محافظة ديالى، ينفذ الطيران العراقي عمليات تمشيط في صحراء وادي حوران غربي محافظة الأنبار، حيث تمكن من رصد عدد من جيوب التنظيم الإرهابي وقتل العديد من عناصره.

وقال ضابط في قيادة عمليات الأنبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية لم تبدأ بعد بتنفيذ خطتها العسكرية لتحرير صحراء وادي حوران، لصعوبة طبيعتها الجغرافية، والتي تتطلب استعدادا عالي المستوى"، مبينا أنّ "الخطة الحالية تركز على متابعة جيوب التنظيم، عن طريق الطيران العراقي". وأوضح، أنّ "الطيران رصد عددا من الجيوب وقصفها، وأوقع قتلى وجرحى في صفوف التنظيم يزيد عددهم عن 23 عنصرا".

وكانت قيادة العمليات المشتركة، قد أعلنت في وقت سابق، عن إجراء الاستعدادات اللازمة لخوض "أصعب المعارك" في وادي حوران بصحراء الأنبار، والذي يعد آخر معاقل التنظيم في البلاد.

ووضعت قيادة العمليات المشتركة خطة لتسليم المناطق المحررة الى القوات العشائرية والشرطة المحلية في محافظة الأنبار". وقال القيادي العشائري في المحافظة باسم الفهداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادة العمليات عقدت اجتماعات مع القادة العشائريين في المحافظة، ووعدت بتسليمهم الملف الأمني في المحافظة"، وأضاف، أنّ "القيادة أكدت وضع خطة عسكرية شاملة لحفظ أمن المناطق المحررة في الأنبار"، وأنّ "الخطة تعتمد على تسليم هذا الملف إلى القوات العشائرية، والشرطة المحلية، بعد انسحاب القوات منها".

وتابع "قيادة العمليات ستسلم القوات العشائرية والشرطة الأسلحة التي تكفي للقيام بهذه المهمة"، مشيرا إلى أنّ "الخطة لا تشمل المناطق الحدودية والتي ستتولى مهام حمايتها القوات الأمنية". يشار الى أنّ القوات العراقية استطاعت تحرير مناطق محافظة الأنبار بشكل كامل، بينما ما تزال صحراء المحافظة تضم جيوبا خطيرة للتنظيم، وتسعى القوات للسيطرة عليها.