إسرائيليون يخشون التحالف مع السعودية: تملك ثروة لكن فاشلة

نخب إسرائيلية تحذّر من التحالف مع السعودية: تملك ثروة أسطورية لكن فاشلة

02 ديسمبر 2017
السعودية لا تملك قوة صلبة لمواجهة إيران(مصطفى أوزر/فرانس برس)
+ الخط -
حذّر دبلوماسيون وباحثون إسرائيليون وأميركيون حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب من مغبة التحالف مع السعودية، على اعتبار أن هذا التطور سيفضي إلى "نتائج عكسية"، الأمر الذي بات نهجاً تتبناه المزيد من النخب الإسرائيلية واليهودية.

وفي تقرير نشره موقع صحيفة "جيروزاليم بوست"، أمس الجمعة، أوضح الباحثون والدبلوماسيون أنّه لا يمكن الرهان على التحالف مع الرياض في مواجهة إيران، على اعتبار أن السعودية "دولة فاشلة"، إلى جانب أن التجربة دللت أن نظام الحكم هناك لم يحرص على مراكمة أسباب "القوة الصلبة" بشكل يؤهل السعودية لمواجهة طهران.

ووصف رئيس "مركز يروشليم للدراسات الإستراتيجية"، وليام ونبيرغ، السعودية بـ"الدولة الفاشلة"، التي لا يمكن أن تكون قادرة على مواجهة إيران.

وأضاف: "على الرغم من أن السعودية تملك ثروة أسطورية، إلا أنها تعد دولة فاشلة، تعاني من انقسامات قبلية، وحكم أقلية تتنازعه الخلافات، مثل نظم الحكم في العهد البيزنطي، وهذه العوامل ستفضي إلى إحباط الإصلاحات التي يعتزم ولي العهد محمد بن سلمان تطبيقها".



وفيما يتعلق بالرهان على دور السعودية المحتمل في مواجهة إيران، رأى وينبرغ أنّ هناك الكثير من الشكوك حول درجة تصميم الرياض أو قدرتها على مواجهة إيران، لافتاً إلى أن السعوديين أثبتوا حتى الآن أنهم عاجزون عن تحويل الثروات المالية الضخمة التي جنوها من النفط إلى قوة على الأرض تعزز من مكانتهم الإقليمية.

وأضاف: "ليس للسعوديين قوة برية حقيقية قادرة على التحرك في عرض الشرق الأوسط وطوله".

وفي المقابل، أشار وينبرغ إلى أن إيران نجحت في بناء أذرع برية قادرة على التحرك على الأرض (مثل فيلق القدس في الحرس الثوري) إلى جانب إفادتها من أذرع عسكرية غير إيرانية تعمل بالوكالة لها في المنطقة، مشدداً على أن هذه التشكيلات تسهم في وقوع المزيد من الدول في قبضة طهران.

كما بيّن أن الاقتصاد السعودي متداع، إذ يعتمد سوق العمل في السعودية على 10 ملايين عامل أجنبي، في حين لا يحصل الشباب السعودي إلا على عدد ضئيل من فرص العمل النوعية في بلاده.

من هنا، حذّر وينبرغ قادة المنظمات اليهودية في الخارج من المسارعة للتوجه للرياض بحجة التمهيد لفتح أبواب السعودية أمام إسرائيل، مطالبة بأن يحدد هؤلاء القادة سقف شروط واضح أمام بن سلمان، على رأسها الاعتراف بإسرائيل.

وسخر من الحديث عن "الربيع السعودي"، الذي تمثله الإجراءات الأخيرة التي أقدم عليها ولي العهد محمد بن سلمان، مهاجماً الأوساط السياسية التي تصدق بأن السعودية يمكن أن تواجه إيران وتراهن على عوائد "تحالف إستراتيجي إقليمي بين الرياض وتل أبيب.

وحذّر من استخلاص استنتاجات خاطئة من الحملة العسكرية التي تشنها السعودية ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، والتصعيد ضد "حزب الله" وإيران، ووصف بن سلمان مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي بـ"هتلر" إلى جانب تجرؤ الإعلام السعودي على إجراء مقابلات مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي جادي إيزنكوت.

ودحض وينبرغ تفاؤل الذين يستبشرون بتوجه بن سلمان لإجبار رجال الدين في السعودية على العودة للأصول المعتدلة للدين، وإعلانه العزم على تعديل مناهج التعليم التي وصفها بـ"المتطرفة والرجعية"، إلى جانب محاربة المحسوبية ومظاهر غسل الأموال وغيرها.

بدوره، رأى  الباحث في مركز الأبحاث الأميركي "IDC"، الدكتور جونثان سايبر، أنّ إيران حققت إنجازات على حساب السعودية في كل الساحات التي شهدت صراعا بينهما، وهي: لبنان، سورية، العراق، اليمن، وقطر.

وأشار إلى أن بن سلمان لم يسعَ إلى تمكين السعودية من مراكمة "قوة صلبة" لتحسين قدرتها على مواجهة إيران.

ويتفق السفير الأميركي السابق في إسرائيل، دان شابيرو، مع مقاربة وينبرغ وسايبر، ساخراً من حديث السعودية عن مواجهة إيران.

وأوضح  شابيرو أن السعوديين يتجهون للخيارات السهلة من خلال "الكثير من الكلام وبعض التمويل والتوسع في مناشدة الآخرين للتجند للقتال، مقابل درجة عالية من السلبية عندما يدور الحديث عن دور السعودية نفسها في هذه المواجهة"، على حد تعبيره.

وعبّر شابيرو، الذي يعمل حالياً باحثاً في "مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي"، عن مخاوفه من أن بن سلمان يحاول دفع إسرائيل لشن حرب ضد إيران.

من جهته، حذّر المؤرخ من "مركز هرتزل" الإسرائيلي، عوفر عفري، من أنّ العائلة المالكة السعودية "مهلهلة لدرجة أن هناك احتمال أن تنهار في نهاية المطاف".

ولاحظ أن السعودية تهدر مليارات الدولارات على شراء السلاح المتطور من الولايات المتحدة، محذراً من أن هذا السلاح يمكن أن يقع في يد إيران في حال انهارت المملكة.

وكشف عفري النقاب عن أن قلقاً يساور إسرائيل منذ فترة طويلة من مصير السلاح السعودي في حال انهار نظام الحكم الحالي.

وأبدى مخاوفه من أن تكون إسرائيل مطالبة بدفع ثمن عال جداً لقاء انخراطها في التحالف السني الذي تقوده السعودية، محذراً من أنه في حال سقط النظام الحالي في السعودية فإن التنازلات التي ستقدمها تل أبيب من أجل حجز مكان في هذا التحالف ستكون من دون أي مقابل حقيقي.

المساهمون