هزيمة مرشح ترامب لانتخابات مجلس الشيوخ في ألاباما

هزيمة مدوية لمرشح ترامب الجمهوري لانتخابات مجلس الشيوخ في ألاباما

13 ديسمبر 2017
مور لم يقر بالهزيمة(جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -

تلقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هزيمة سياسية مدوّية بفوز المرشح الديمقراطي، دووغ جونز، على المرشح الجمهوري المتّهم بالتحرش الجنسي روي مور، في انتخابات فرعية شهدتها، أمس الثلاثاء، ولاية آلاباما لشغل مقعد في مجلس الشيوخ، بدلاً عن السيناتور الجمهوري السابق ووزير العدل الحالي جف سيشنز.

وفاز المرشح الديمقراطي بفارق ضئيل وحصل على 49.9 في المائة من الأصوات، مقابل 48.4 بالمائة للمرشح الجمهوري بعد فرز 99 بالمائة من الأصوات.

واحتفل جونز مع أنصاره فور إعلان النتائج، في حين لم يقر مور بالهزيمة، وقال في خطاب ألقاه أمام أنصاره، في وقتٍ متأخر من الليل، إنّ الأمر لم ينتهِ وإنه سيطلب إعادة الفرز في حال تقلص الفارق في النتيجة إلى ما دون 0.5 بالمائة بعد الانتهاء من فرز جميع الأصوات ومنها أصوات العسكريين.

وتنفس أنصار الحزب الديمقراطي الصعداء، الليلة الماضية، مع الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي في ولاية تعتبر معقلاً أساسياً للجمهوريين والمحافظين، إذ عزز مقعد ألاباما قوتهم في مجلس الشيوخ، وأصبح لديهم 49 مقعداً مقابل 51 للغالبية الجمهورية الأمر الذي سيشكل عقبة إضافية أمام أجندة ترامب التشريعية.

وجاء فوز الحزب الديمقراطي في ألاباما بعد أسابيع من فوزهم في فرجينيا، ما يعني أن اتجاهات الاقتراع لدى الناخبين الأميركيين بدأت تميل لصالح الديمقراطيين، في ظل تصاعد الحرب داخل الحزب الجمهوري وترامب والاستبلشمنت، إلى جانب تراجع شعبية الرئيس الأميركي إلى حدود الثلاثين في المئة، وهذه أيضاً سابقة لم تحصل مع أي رئيس أميركي سابق بعد أقل من سنة من انتخابه.

إذن، المعركة الانتخابية ضد مور، وهو قاضٍ محافظ معروف بمواقفه العنصرية ضد أصحاب البشرة الداكنة، والمهاجرين اللاتينيين، والمسلمين. غير أن الهزيمة لها دلالاتها، وهي هزيمة لأجندة ترامب ومستشاره الاستراتيجي السابق ستيف بانون، الذي أشرف على الحملة الانتخابية لمور، وأقنع ترامب بدعمه، رغم الاتهامات بالتحرش الجنسي الموجهة إليه، ورغم طلب المؤسسة الحزبية الجمهورية من مور الانسحاب من السباق. وهي أيضاً تعويض متأخر عن هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة العام الماضي هيلاري كلينتون.

على أي حال فإن كلينتون تقدمت على ترامب هذه المرة، على الأقل سبقته إلى التغريد على موقع "تويتر" احتفالاً بفوز المرشح الديمقراطي فيما تجنب الرئيس التغريد أكثر من ساعة بعد إعلان النتيجة، لكنه عاد وغرد مهنئاً جونز بالفوز.



وقالت كلينتون، التي تفوق عليها ترامب في ألاباما بأكثر من ثلاثين نقطة في انتخابات العام الماضي، إنّ فوز الديمقراطيين في معقل الجمهوريين يؤشر إلى أنهم قادرون على المنافسة في كل مكان، في إشارة إلى انتخابات الكونغرس عام 2018، وانتخابات الرئاسة عام 2020.



ومن أبرز أسباب فوز الديمقراطيين هو الإقبال الكثيف للناخبين من الأقلية الأفريقية على صناديق الاقتراع بخلاف الانتخابات السابقة. ويعود الفضل بذلك إلى دعم باراك أوباما للحملة الانتخابية لجونز، وكذلك بسبب حالة الغضب من سياسات ترامب ومحاولاته القضاء على إرث رئاسة أوباما، الأمر الذي يرى الأميركيون الأفارقة أن خلفيته عنصرية.