مصر: لجنة توصي بتحويل مرسي للفحص بمستشفى خاص

بأمر المحكمة: لجنة طبية توصي بتحويل مرسي للفحص الطبي بمستشفى خاص

13 ديسمبر 2017
أوصت اللجنة بإجراء أشعة رنين على المخ(مصطفى الشامي/الأناضول)
+ الخط -
أوصت لجنة طبية مصرية رسمية بإجراء أشعة رنين مغناطيسي على المخ، في مستشفى خاص، بالإضافة إلى أشعة بانوراما على الأسنان، للرئيس المعزول محمد مرسي.

وقدمت النيابة العامة خلال جلسة اليوم، في محكمة جنايات القاهرة، مذكرة من قطاع مصلحة السجون بتاريخ 10 ديسمبر/ كانون الأول 2017، بإشراف المسؤول عن قطاع الخدمات الطبية بالسجون، تتضمّن تشكيل لجنة طبية بمعرفة قطاع مصلحة السجون، وتوقيع كشف طبي شامل على الرئيس محمد مرسي، لبيان حالته الصحية وتقرير العلاج اللازم له، وأشرف رئيس مصلحة الطب الشرعي وكبير الأطباء الشرعيين إلى جانب عشرة من الأطباء المتخصصين تخصصات طبية مختلفة على ذلك.

وجرى توقيع الكشف الطبي عليه وفحص شكواه الطبية، وانتهت في تقريرها إلى أنه يشكو من القناة الدمعية بالعين اليسرى، والسكر منذ زمن بعيد، وتم إجراء أشعة على ركبتيه، وفحص قاع العين وقياس النظر وضغط العين.

وأوصت اللجنة في تقريرها بإجراء أشعة رنين مغناطيسي على المخ، في مستشفى خاص، بالإضافة إلى أشعة بانوراما على الأسنان.

وأجّلت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الأربعاء، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، الملقب باسم "القاضي القاتل"، محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وآخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، في ما يُعرف بقضية التخابر مع حركات حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، إلى جلسة 27 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لاستكمال فضّ الأحراز بالقضية.

وواصلت المحكمة في جلسة اليوم عملية فض الأحراز، التي كانت عبارة عن تقارير وتحريات أمنية لجماعة الإخوان المسلمين وأعضائها، ومكتب الإرشاد منذ سنوات عديدة.

وطلب المحامي محمد الدماطي، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، خلال الجلسات الماضية، من المحكمة إدخال متهمين لم تلحق أسماؤهم في الدعوى، وهم كل من الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وقت الأحداث، ووزير الدفاع الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس المخابرات الحربية وقت الأحداث عبدالفتاح السيسي، والأخير هو الرئيس المصري الحالي.

واتهم "الدماطي" المتهمين المذكورين بالتخابر وارتكاب الجرائم المؤثمة في المواد أرقام 28 "د" و28 "ب" و77 من قانون العقوبات، الخاصة بالتخابر مع جهات أجنبية.

ودلل "الدماطي" على ذلك بشهادة وزير الداخلية الأسبق اللواء محمود وجدي، الذي قال فيها إن رئيس المخابرات العامة عمر سليمان أخبره أنه تم رصد التسلل عبر الحدود، وأنه تابع التسلل وتم رفع الأمر إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة في ذلك الوقت "مبارك"، إلا أنه طلب منه عدم اتخاذ أي إجراءات، وهو ما أيده أيضاً "طنطاوي" و"السيسي".

وهو ما يشكّل جريمة الامتناع على الرغم من قدرة القوات المسلحة على ذلك، لأن الجيش المصري العاشر على مستوى العالم ومن غير المتصور ألا تكون لديه القدرة على التصدي لهذا التسلل الذي وصل إلى الحدود المصرية الشرقية مروراً بالسجون المصرية ثم عودتهم مرة أخرى من دون أن تتصدى لهم.

وكانت محكمة النقض قد قضت في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بقبول طعن الرئيس محمد مرسي وآخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، على أحكام الإعدام والسجن الصادرة ضدهم في القضية، وقررت المحكمة إلغاء الأحكام الصادرة عن محكمة أول درجة، وإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى مغايرة للدائرة التي أصدرت الحكم.

وقد أوصت نيابة النقض، أمام محكمة النقض، في رأيها الاستشاري، بقبول الطعن المقدم على كافة الأحكام الصادرة، وطالبت بإلغاء الأحكام وإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى مغايرة للدائرة التي أصدرت الحكم.

ودفعت هيئة الدفاع عن المعتقلين، خلال مرافعتها أمام محكمة النقض، بعدم اختصاص محكمة الجنايات التي أصدرت حكم أول درجة ولائيًا لنظر القضية، على سند قول إن الرئيس محمد مرسي لم يتنح عن الحكم، أو يتنازل عنه، وإنه ما زال يتمتع بصفته رئيساً جمهورية.

وأوضحت هيئة الدفاع أن الثورات التي مرّت بتاريخ مصر لم تُزِل صفة رئيس الجمهورية عن الذين كانوا يحكمونها، والدليل على ذلك الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي ظلّ يتمتع بصفته رئيساً للجمهورية منذ اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 حتى 11 فبراير/ شباط 2011، أي لمدة 18 يوماً كاملة لم تزل عنه صفة رئيس الجمهورية، إلا حين إعلانه التنحي عن منصبه.

وكذلك ملك مصر الأسبق "فاروق"، لم تزل صفته عنه إلا عندما قرر التخلي عن عرش البلاد، وأشارت هيئة الدفاع إلى أن الرئيس مرسي لم يتنح أو يتنازل عن سلطاته كرئيس، لأن زوال الصفة لا يتحقق إلا بإقرار أو كتابة.

وطالبت هيئة الدفاع بمراجعة البنود التي تم تقديمها للمحكمة، وطالبت بضم ملف قضية اقتحام السجون إلى ملف قضية التخابر لوحدة الموضوع بينهما.

وقالت هيئة الدفاع إن محكمة الجنايات بأول درجة رفضت طلبها بضم القضيتين، على الرغم من تشابه الاتهامات والوقائع محل الاتهام، وعاقبت الجنايات 10 متهمين وردت أسماؤهم في القضيتين بعقوبة مزدوجة عن نفس الاتهامات.

وطالب الدفاع ببطلان الحكم المطعون عليه بسبب الخطأ في تطبيق القانون والفساد في الاستدلال والإخلال بحق الدفاع وبطلان إجراءات الضبط الجنائي وبطلان تحقيقات النيابة العامة وقاضي التحقيق، ونقض الحكم، وإلغائه وإعادة إجراءات المحاكمة أمام دائرة أخرى مغايرة للتي أصدرت حكم أول درجة.

وجاء الطعن على حكم محكمة جنايات القاهرة "أول درجة"، برئاسة المستشار شعبان الشامي، الذي قضى بمعاقبة "مرسي"، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، و15 آخرين من قيادات الجماعة بالسجن المؤبد، ومعاقبة 16 آخرين (بينهم 13 هارباً) بالإعدام شنقاً، وفي مقدمتهم النائب الأول للمرشد العام للجماعة، خيرت الشاطر، ومعاقبة اثنين آخرين بالسجن لمدة 7 سنوات.

واستمرت جلسات القضية وقتها لمدة 471 يوماً، إذ بدأت أولى الجلسات يوم 16 فبراير/ شباط 2014، وعقدت خلالها قرابة 45 جلسة، حتى حُجزت للحكم بجلسة 16 مايو/ أيار 2015، التي أصدر فيها القاضي قراراً بإحالة أوراق عدد من المتهمين إلى المفتي لأخذ رأيه الشرعي في إعدامهم، وحدّد لها جلسة 2 يونيو/ حزيران 2015 للنطق بالحكم، إلى أن جاء قراره بمدّ أجل الحكم لجلسة 16 يونيو/ حزيران 2016، وصدر الحكم في ذلك التاريخ.

دلالات