"الثوب الجديد" للعدالة والتنمية يثير سجالاً بالمغرب

"الثوب الجديد" للعدالة والتنمية يثير سجالاً بالمغرب

12 ديسمبر 2017
المؤتمر لم يحسم الجدل داخل "العدالة والتنمية" (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -
أثار "الثوب السياسي الجديد"، الذي لبسه حزب "العدالة والتنمية"، الذي يقود الحكومة بالمغرب، بعد انتخاب سعد الدين العثماني أمينا عاما جديدا خلفا لعبد الإله بنكيران، وانتخاب إدريس الأزمي رئيسا للمجلس الوطني (برلمان الحزب)، انتقادات وتساؤلات حول مستقبل الحزب.

وتضمنت الانتقادات عدة أسئلة حول مدى قدرة حزب "العدالة والتنمية" على تجاوز أزمته، وحفاظه على التماسك الداخلي الذي اشتهر به من بين الأحزاب المغربية، في سياق توجه لافت تجسّد في "إبعاد" بنكيران ومناصريه من الأمانة العامة للحزب.

هذا "الإبعاد" تسبب، بعد انتهاء المؤتمر الوطني الثامن للحزب، في تبادل الاتهامات بين محسوبين على الأمين العام السابق، وبين قياديين ووزراء يناصرون توجهات العثماني السياسية، ومن ذلك انتقاد خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة "العدالة والتنمية"، طريقة ترشح العثماني نفسه للأمانة العامة، باعتبار أنه "ما كان عليه أن يحرص على طلب المسؤولية".

ولم يتأخر رد مناصري الأمين العام الجديد، إذ أكد نائب الأمين العام الثاني في "العدالة والتنمية" ووزير التشغيل، محمد يتيم، أن "العثماني لم يطلب المسؤولية"، مشيرا إلى أنه "سبق أن أعفي من وزارة الخارجية خلال التعديل الحكومي، وامتثل راضيا حين أخبره بنكيران بذلك، ورفض منصبا حكوميا عرض عليه".

وتعليقا على التطورات التي يشهدها الحزب الأول في المغرب، قال أستاذ التعليم العالي بجامعة مراكش، محمد نشطاوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "مصير هذا الحزب قد لا يكون كغيره من الأحزاب المغربية، التي عانت بعد مشاركتها في العمل الحكومي، وخضوعها لقواعد اللعبة السياسية مثل حزب (الاتحاد الاشتراكي)".

وشدد نشطاوي على "قدرة حزب (العدالة والتنمية) على ضبط قواعده والتحكم في التيارات التي تتخلله بفعل قوة تنظيمه"، دون أن يستبعد أن يكون لـ"التصدعات الداخلية" الأخيرة التي عرفها الحزب تأثيرها، موضحا أنها "قد لا تترك بصماتها على أنصاره فقط، بل كذلك حتى على المتعاطفين معه".

واعتبر المتحدث ذاته أن قيادات في الحزب أبدت تمسكها بكراسي المسؤولية، كما تشبث بنكيران بالولاية الثالثة، ما أفضى إلى "حدوث مناوشات بين أنصار التمديد وتيار الاستوزار"، مضيفا أن "هذه الوقائع تؤشر على أن الحزب سيعاني في الفترة المقبلة من تصدعات قوية، خصوصا أنه مقبل على محطات مهمة، ستظهر هل بالفعل سيتمكن من لملمة خلافاته وطي صفحة بنكيران بما لها وما عليها".

وبخصوص مستقبل بنكيران، أوضح المحلل ذاته أن مرحلته انتهت، خصوصا بعد إزاحته عن رئاسة الحكومة، مما أتاح الفرصة لبعض قيادات الحزب لـ"دق آخر مسمار في نعشه" من خلال رفض التمديد له لولاية ثالثة، واعتبار وجوده مؤشرا على "خطر صدام الحزب مع القصر، وهي حجة أريد بها باطل"، وفق تعبير نشطاوي.