حقيقة منح الأسد الجنسية السورية لزعماء مليشيات عراقية

حقيقة منح نظام الأسد الجنسية السورية لزعماء مليشيات عراقية

12 ديسمبر 2017
النظام يمنح الجنسية لقادة المليشيات العراقية (فرانس برس)
+ الخط -
تتناقل أوساط سياسية عراقية وأخرى مقربة من مليشيات الحشد الشعبي العراقية، لليوم الثاني على التوالي، معلومات عن منح رئيس النظام السوري بشار الأسد لعدد من زعماء المليشيات العراقية وعناصرها البارزة التي قاتلت إلى جانبه في السنوات الماضية الجنسية السورية مع التزام النظام في دمشق الصمت حيال الموضوع.

وذكر مسؤول عراقي بارز في بغداد لـ"العربي الجديد"، أن "المعلومات المؤكدة هي منح ستة من زعماء الفصائل العراقية التي قاتلت الى جانب الأسد الجنسية السورية في حفل تكريم خاص لم يكن الأول من نوعه، إذ سبقه حفل مماثل بعد سيطرة النظام على مدينة حلب قبل أشهر عدة أقيم في مديرية الدعم والإسناد التي استحدثها النظام للتنسيق بين جيشه والمليشيات العراقية والأفغانية والإيرانية التي تقاتل إلى جانبه".

وأكد المسؤول العراقي أن "الحفل التكريمي الجديد جاء لدور المليشيات العراقية في فرض النظام سيطرته على بلدات دير الزور والبوكمال ومناطق أخرى قريبة".



وحاول "العربي الجديد" التأكد من دقة المعلومات من خلال أعضاء في البرلمان العراقي، إلا أن أياً من الذين تم التحدث إليهم لم يوافق على الحديث باسمه الصريح، معتبرين أن الموضوع سيكون محرجاً لحكومة حيدر العبادي في بغداد، لأن المكرّمين هم بالأساس من قيادات الحشد الشعبي في العراق ونفى العبادي في مرات عدة مشاركتهم بالقتال في سورية.

إلا أن مصادر مقربة من مليشيات "سيد الشهداء" و"النجباء" و"العصائب" أكدت أن الذين تم تكريمهم بالجنسية السورية هم كل من أبو ولاء الوائلي وأكرم الكعبي وقيس الخزعلي، وذلك لتضحياتهم، على حد وصف أحدهم.

وقال عضو في مليشيا "النجباء" لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس السوري أمر أيضاً بإقامة نصب وسط دمشق تكريماً لمن قاتل ضد الإرهاب من العراقيين واللبنانيين والإيرانيين وباقي الجنسيات الأخرى".

وأضاف "نعم مُنحت بعض القيادات الجنسية، وهو تكريم لهم، ولا يعني ذلك تخليهم عن جنسيتهم العراقية"، مبينا أن "العدد أكثر من ذلك بكثير، وتم منح إقامات مفتوحة لعوائل من قتل من الفصائل العراقية والإيرانية واللبنانية في سورية وسكن مجاني في حال رغبوا العيش هناك".

وبدأت مشاركة المليشيات العراقية بالقتال مع النظام السوري مع اندلاع الثورة المطالبة بتغيير النظام من خلال مليشيا واحدة أطلقت على نفسها اسم "أبو الفضل العباس" وأسسها المرجع الديني المقيم في النجف قاسم الطائي، لتتسع بشكل أكبر بمشاركة فصائل أخرى بلغت حتى مطلع العام الجاري 13 ميليشيا تحت إشراف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

من أبرزها "أبو الفضل العباس"، و"العصائب"، و"لواء أسد الله الغالب"، و"كتائب حزب الله العراقي"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"فيلق الوعد الصادق"، و"لواء كفيل زينب"، و"حركة النجباء قوات بدر"، و"لواء ذو الفقار"، و"لواء الإمام الحسين"، و"لواء المؤمل"، و"كتائب الثأر" التي تقاتل حالياً في حلب.

ووثقت منظمات دولية وأممية ومحلية سورية فضلاً عن ناشطين سوريين وعراقيين، انتهاكات تلك المليشيات داخل المدن والأراضي السورية، تفاوتت بين عمليات قتل وتعذيب واعتداء وسرقة، كان أبرزها مدينة القصير، غرب حمص، وخان طومان قرب حلب وبلدات وقرى أخرى في ريف دمشق وريف حماة الشرقية، وأخيرا في البوكمال ودير الزور.