الخزعلي على الحدود اللبنانية: رسائل لبغداد وبيروت

الخزعلي على الحدود اللبنانية ــ الفلسطينية: رسائل سياسية موجهة لبغداد وبيروت

10 ديسمبر 2017
رسائل سياسية وجهها الخزعلي لبيروت وبغداد (GETTY)
+ الخط -
حمل ظهور قائد مليشيا "عصائب أهل الحق" العراقية قيس الخزعلي على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة الذي أغضب الحكومة في بيروت، لدلالاته العسكرية على أراضيها، رسائل موجهة إلى الداخل اللبناني والعراقي على حد سواء.

ففي حديث لـ"العربي الجديد"، بيّن مصدر قريب من قيادات مليشيا الحشد الشعبي العراقية التي تضم في صفوفها "عصائب أهل الحق" التي يتزعمها الخزعلي، أن ظهوره "موجه ويحمل رسالة".

 وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "الفصائل المسلحة التي قاتلت في العراق وسورية من الجنسية العراقية باتت فعلياً ضمن محور المقاومة ضد إسرائيل، ولن يكون حلها سهلاً على الحكومة العراقية".

المصدر نفسه قال إن "ظهور الخزعلي بلباس عسكري في المواقع التي يسيطر عليها حزب الله بمواجهة العدو الإسرائيلي، تأكيد على وحدة الرأي والموقف بين الفصائل المسلحة. هي رسالة من المليشيات في العراق وسورية إلى إسرائيل، مفادها بأن حزب الله ليس وحيداً، بل هناك فصائل أثبتت قوتها من خلال معارك مختلفة في مناطق مفتوحة بقتال مدن عراقية وسورية"، مؤكداً أن "الخزعلي ذهب إلى لبنان باتفاق مع عدد من قادة الفصائل العراقية أخرى، أي أن موقفه هو موقف عدة فصائل مسلحة قاتلت في العراق وسورية".



متخصصون في الشأن العراقي اعتبروا أن ظهور الخزعلي الأخير في الجنوب اللبناني تأكيد على "مشروع الهلال الشيعي" الذي تدعمه إيران، ويمتد إلى العراق وسورية ولبنان.

فبحسب الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن الجبوري، فإن "الغاية التي تأسست لأجلها مليشيا الحشد الشعبي انتهت بسيطرة القوات العراقية عسكرياً على البلاد، وينبغي حلها، لكن حتى الآن لم تحل هذه المليشيات، ما يعني أن الغاية أبعد من ذلك.

وانضمت جميع المليشيات المسلحة إلى منظومة الحشد الشعبي، من بينها مليشيا عصائب أهل الحق التي يعتبر زعيمها الخزعلي أحد أبرز المتورطين في جرائم تطهير طائفية وعرقية وإخفاء قسري لآلاف المدنيين العراقيين بين عامي 2014 و2017 في الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل وجرف الصخر.

 ويرى المحلل السياسي عماد البرزنجي أن "لا غرابة في ظهور الخزعلي بجنوب لبنان"، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد" أن "جميع المليشيات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، أو منذ إطاحة نظام صدام حسين، كانت تحمل شعارات مماثلة، وكان ولاؤها لطهران السمة الأبرز فيها، ربما نستثني المليشيات التي توالي مقتدى الصدر الذي يتحدث بصراحة عن انتمائه للقومية العربية وللإسلام، ويرفض تدخلات إيران بالشأن العراقي، بخلاف زعماء الفصائل الأخرى الذين يتحدثون صراحة بولائهم للولي الفقيه".

وأضاف البرزنجي أن "ظهور الخزعلي يحمل رسائل عدة. رسائل إلى رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، ورسائل إلى الحكومة اللبنانية أيضاً"، مستطرداً أن "قادة الفصائل يحاولون القول إن فصائلهم باتت إقليمية وليست محلية، وظهور الخزعلي في لبنان بهذه الهيئة تأكيد آخر يحاول أن يوجهه للعبادي".

أما رسالة الخزعلي الى لبنان، فيرى البرزنجي أن "حزب الله ليس وحيداً على الساحة اللبنانية، خصوصاً بعد أن أطلق رئيس الحكومة سعد الحريري اتهامه لحزب الله بزعزعة الأمن والتدخل بشؤون بلدان أخرى، وهو ما يجعل خصوم حزب الله في لبنان يعيدون حساباتهم في شكل الخطاب الذي يتبنونه سياسياً بوجود شريك سياسي يتمثل في حزب الله، يمتلك قوة مسلحة مدعومة بقوة خارجية".

 

وكانت قنوات عراقية تابعة لمليشيات الحشد الشعبي وأحزاب مقربة من إيران، قد بثّت لقطات مصورة أمس السبت، تُظهر الخزعلي برفقة عدد من قادة المليشيا وعناصر يتحدثون اللهجة اللبنانية يفترض أنهم من "حزب الله" عن استعدادهم لمهاجمة إسرائيل.

وقال قائد عسكري متحالف مع إيران، طالباً عدم ذكر اسمه، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، أن "الخزعلي كان برفقة قادة من عصائب أهل الحق، يقومون بجولة ميدانية على كامل الجبهة الأمامية مع فلسطين المحتلة".

وفيما لم يتضح موعد الزيارة بالضبط، يظهر الخزعلي بالفيديو إلى جانب قادة من المليشيا، يتحدث واحد منهم بلهجة لبنانية ويشير إلى جهات الأراضي المحتلة، شارحاً لمرافقيه أماكن وجود الجولان المحتل ومستوطنة كريات شمونة، ما يعني أنه من عناصر "حزب الله".

وانتقد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الزيارة، وطلب من القيادات العسكرية والأمنية إجراء "التحقيقات اللازمة واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأية أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية"، وفق بيان صدر عن مكتبه، كما اعتبر الحريري أن جولة الخزعلي "غير شرعية"، طالباً منعه من دخول لبنان.