يمن ثانٍ في لبنان

يمن ثانٍ في لبنان

06 نوفمبر 2017
استقالة الحريري أدت إلى ارتباك شعبي وسياسي (حسين بيضون)
+ الخط -
وقفنا في لبنان على حافة عُدوان إسرائيلي مُفترض ضدنا، فتبدلت كل أولويات المواطنين خلال دقائق قليلة فقط. وبين المزح والجد بحث البعض عن خيارات السفر أو الانتقال إلى أماكن آمنة داخل البلد بعد موجة القصف الجويّ الأول. هكذا نقلت أجواء استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من الحكومة اللبنانيين إلى أجواء العدو الدائم للبنان، الذين نراه مُتحيّناً الفرص لاستهدافنا. قدّم البعض نظرية أُخرى، ربطت الواقع اللبناني المُستجد في الرؤية السعودية الهوجاء، بواقع اليمن الذين تحوّل خلال سنوات قليلة إلى مقبرة ضخمة تضج بصواريخ وقنابل التحالف السعودي الذي يُقاتل الحوثيين. حوّلت هذه النظرية الحريري الموجود في السعودية إلى عبد ربه منصور هادي ثان. المضحك المُبكي هو تحوّل شخصيات سياسية مُتحالفة مع النظام السوري - صاحب الباع الطويل في الاغتيال السياسي - إلى مندوبين حقوقيين يُطالبون بكشف مصير الحريري وطبيعة إقامته في السعودية. فات هؤلاء أن والده تعرّض لعملية اغتيال منذ 12 عاماً، وأنهم برروها ولا يزالون حتى اليوم. كما استنفرت السيناريوهات كل الهواجس الأمنية المُحيطة بالسياسيين اللبنانيين في استعادة لمراحل سابقة طغى الخوف فيها على كل أشكال الحياة في لبنان. 

وعلى الهامش، ضاعت المشاريع الحياتية للمواطنين مع استقالة الحريري وانفراط عقد الحكومة التي وعدت المواطنين بترميم كل الخدمات من كهرباء واتصالات وماء وطبابة تآكلت على مر عقود من الهدر والفساد. وقياساً على النظريات المطروحة أمام اللبنانيين، فإن أي شكل من أشكال عدم الاستقرار الأمني ستُحول لبنان إلى يمنٍ ثانٍ، ولكن بسرعة أكبر. وعندها فقط سيُدرك الجميع أن لبنان انضم إلى قائمة "الأضرار الجانبية" في عاصفة الحزم.