محاولة تعويم

محاولة تعويم

05 نوفمبر 2017
يخشى سكان إدلب على مصيرهم (محمد الباكور/فرانس برس
+ الخط -
لا يزال تنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي يشكل تنظيم "النصرة" سابقاً عموده الفقري يعتقد أن بإمكانه تعويم نفسه محلياً ودولياً كجزء من الحل في سورية والهرب من تصنيفه كتنظيم إرهابي من خلال العمل على إنشاء واجهات مدنية يديرها من الخلف كان آخرها ما سمي بحكومة الإنقاذ التي تم تشكيلها في محافظة إدلب.

فبعد سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب قامت بحل كل الهيئات والإدارات المدنية والخدمية في المحافظة، وشكلت هيئات وإدارات بديلة عنها، ظاهرها مستقل ولكن تديرها النصرة من الخلف، وطلبت من كل العاملين الذين تمت إقالتهم فيما إذا كانوا يرغبون متابعة العمل في شؤون الناس المدنية أن يتقدموا للعمل ضمن الهيئات والإدارات الجديدة، ثم قامت بتشكيل مكاتب وهيئات جديدة توحي بانفتاح على ضمان الحريات العامة والتعاطي بجدية مع الشأن الخدمي والاقتصادي للمواطنين فشكلت هيئة للإعلام وأخرى للاقتصاد، ثم توجت هذه التشكيلات بتشكيل حكومة الإنقاذ المزعومة.

يمكن تفسير السماح لهيئة تحرير الشام بكل هذه التحركات بالتزامن مع الدخول التركي إلى محافظة إدلب، بأنه يعود لعدد من الأسباب، أولها أن المهمة الصعبة لتركيا كضامن في منطقة خفض تصعيد يسيطر عليها تنظيم مصنف كإرهابي يتطلب منها العمل على مسارين، الأول خلق تفاهمات مع هيئة تحرير الشام لضمان وقف إطلاق النار وتجنيب السكان ضربات الطيران الروسي وطيران النظام بحجة ضرب النصرة، فيما يقوم المسار الثاني على تفكيك هيئة تحرير الشام من الداخل. ويبدو أن هذه المهمة تتطلب عدم الصدام مع الهيئة في المرحلة الأولى.

أما السبب الآخر فهو أن أولوية تركيا في سورية هي مراقبة تحركات الأكراد في ظل طموحات انفصالية تشكل تهديداً للأمن القومي التركي لذلك ركزت تركيا في بداية تحركها على خطوط التماس مع مناطق سيطرة القوات الكردية.

أما السبب الثالث فيعود إلى طريقة الانتشار التركية التي تتمركز في كل المناطق المحيطة بمحافظة إدلب والتي تسعى تركيا إلى أن تكون سلسة ومن دون صدام.

لذلك قد يتمكن تنظيم "هيئة تحرير الشام" من تسويق نفسه مؤقتاً لكن هذا الأمر لا يعدو أكثر من مرحلة من التحولات التكتيكية التي تقوم بها جبهة النصرة في سبيل البقاء والتي لا يعتقد بأن يكتب لها النجاح.