عدنان أبوعودة يستعرض يومياته إلى جانب الملك حسين

عدنان أبو عودة يستعرض يومياته إلى جانب الملك حسين

30 نوفمبر 2017
يوميات أبوعودة صدرت عن المركز العربي (العربي الجديد)
+ الخط -

استعرض الوزير والمستشار والرئيس الأسبق للديوان الملكي الأردني، عدنان أبو عودة، يومياته إلى جانب الملك الأردني الراحل، حسين بن طلال، في محاضرة أقامها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مساء أمس الأربعاء. 

وعرض أبو عودة في كتابه "يوميات عدنان أبو عودة (1970-1988)"، الصادر مؤخرًا عن المركز العربي، للوضع السياسي في الأردن آنذاك، وعلاقاته الداخلية والخارجية خلال فترة تدوينها، كاشفاً خفايا الحوادث التي مرّت بها المنطقة، وانعكاساتها على الداخل الأردني، ليعيد طرحها من وجهة نظر سياسية ويضيف أجزاءً تُكمّل صورة المشهد وتتقاطع معه.

وتكتسي هذه اليوميات (موضوع المحاضرة) أهميةً بالغة، نظرًا إلى أنّها دُوّنت متزامنةً مع الحوادث والوقائع من خلال مشاركة صاحبها فيها، لا من خلال العودة إليها لاحقًا، حيث تعد وثيقة تاريخية تقدّم بعض الإجابات عن مسائل وقضايا لا نزال نعيش تبعاتها حتى اليوم، وتثير كثيرًا من التساؤلات والاستفسارات حولها.

وتطرّق أبو عودة إلى بعض جوانب الكتاب، الذي يتناول محطات مهمة في الفترة 1970-1988، ومن أبرزها حرب أكتوبر 1973، والمداولات التي جرت أثناءها وقبلها وبعدها، وما ترتب عليها من نتائج، والدور الذي أدّته كل واحدة من دول الطوق فيها، ومؤتمر الرباط عام 1974، والتوترات التي رافقت مقرراته، وعلى رأسها إعلان منظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، وإعفاء الأردن من مسؤولياته تجاه الضفة الغربية، وما استجد بعد ذلك من أوضاع كان من أهمها إجراء التعديلات الدستورية والداخلية اللازمة لتتوافق مع تلك المقررات. 

كما أنّها تنقل صورة المشهد على الصعيد الإقليمي أيضًا، فهي تتناول الحرب العراقية- الإيرانية؛ أسبابها وتداعياتها، وتباين مواقف الدول العربية منها. وكذلك مفاوضات السلام الإسرائيلية- العربية، وجولات كيسنجر في المنطقة، وما أجراه خلالها من لقاءات، وما طرحه فيها من مقترحات، وأثر ذلك كله في القضية الفلسطينية.

ولم تخلُ محاضرة أبو عودة من آراء وأفكار وملاحظات وتحليلات سياسية قدمها صاحبها معلقًا على مجريات الحوادث، ومواقف الأطراف الداخلية والخارجية منها؛ ما يعكس موقفه الشخصي، ودوره الذي أداه فيها، كما هو واضح في التصوّر الذي كتبه لتطوير الاتحاد الوطني، ومذكرته بخصوص الإفراج عن المعتقلين لأسباب تتعلق بالمنظمات الفدائية، والتحليلات أو الملاحظات التي قدّمها على خلفية القرارات التي تمخضت عن المؤتمرات أو اللقاءات أو الاجتماعات مع شخصيات قيادية عربية وأجنبية، وحديثه عن فكرته حول التسوية السلمية لقضية الشرق الأوسط. 

كما أنّها تعرض، في سياق نقلها الحدث اليومي، صورة لآليات تأليف الحكومات المتعاقبة خلال الفترة التي شملتها، ملقيةً الضوء على مدى تأثر تلك الحكومات، وتأثيرها في الأوضاع الجارية.

وكشف أبو عودة فيما يتعلق بملابسات اغتيال رئيس الوزراء الأردني، وصفي التل، في القاهرة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1971، عن وجود شبهات عن الرواية الحقيقية لاغتياله وهوية الشخص الذي أطلق النار على التل، حيث بينت التحقيقات أن رئيس الوزراء الأردني قتل برصاص قناص، وأنه كان لدى الحكومة الأردنية شكوك في الجهة الحقيقية التي تقف وراء اغتياله، وأن الشكوك ذهبت باتجاه العقيد معمر القذافي، أو المخابرات المصرية، إلا أن التحقيقات لم تحسم الأمور.

وعقب الأستاذ الزائر بقسم التاريخ بمعهد الدوحة للدراسات العليا، مهند المبيضين، على يوميات أبو عودة، إذ اعتبرها "جزءًا من المراجعة التاريخية لأحداث مفصلية معاصرة في تاريخ الأردن والمنطقة العربية، خلال النصف الثاني من القرن العشرين". 

وقال المبيضين إن "الكتاب يدور في أربع دوائر أساسية: الدائرة الأولى هي الدائرة المحلية الأردنية، بما فيها من قضايا البناء والعلاقة بين الحكم والمجتمع والنخب. والدائرة الثانية هي القضية الفلسطينية وبدايات السعي العربي نحو السلام والتمثيل الشرعي الفلسطيني الوحيد. في حين خصصت الدائرة الثالثة للعلاقات العربية بين الأردن ومحيطه، والسجال الأردني السوري على موضوع السلام، والعلاقة مع العراق ودول الخليج العربي ومصر. أما الدائرة الرابعة فهي دائرة العلاقات مع الغرب". 

وبخصوص دائرة العلاقات مع الغرب، أكد أنها قائمة على أربعة أقطاب، هي الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد السوفياتي، وبريطانيا، وفرنسا. 

و"بين هذه الدوائر، يبقى السؤال دائمًا، وفقًا للدكتور المبيضين: لماذا يكتب عدنان أبو عودة هذه اليوميات؟ وكيف يكتب؟ ولمن يكتب؟"، ليخلص إلى أنّ "الكتاب يتجاوز كونه رغبةً أو طقسًا توثيقيًا، ولعله ينحو نحو إبراء النفس". 

كما تناول الكاتب والصحافي الأردني، ورئيس قسم الرأي بصحيفة "العربي الجديد"، معن البياري، منهجية "اليوميات"، وأكد أنها ليست مذكرات، مؤكداً أهمية "كتاب اليوميات" للباحثين والدارسين في الشؤون العربية، الأردنية والفلسطينية والسورية والعراقية والخليجية. 

وبيّن البياري أنّ "الكتاب لا يعني الأردنيين وحدهم، بل يضيف إضاءات مهمة تخصّ قضايا عربية عديدة، إضافةً إلى قضية الصراع العربي الإسرائيلي والسياسة الأميركية"، معتبراً أن "الكتاب ببُعديه التوثيقي والتحليلي يعدّ مصدرًا لا غنى عنه للدارسين في مختلف هذه الحقول".   



دلالات

المساهمون