"المركز العربي" عن تسريبات العتيبة ضدّه: تلاقٍ إماراتي إسرائيلي

"المركز العربي" عن تسريبات العتيبة ضدّه: تلاقٍ إماراتي إسرائيلي

03 نوفمبر 2017
اعتبر المصري التسريبات عداء للحرية الأكاديمية (العربي الجديد)
+ الخط -
ليست التسريبات الجديدة لسفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، والتي يهاجم فيها، برسائل متبادلة مع المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط، دينيس روس، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات لتنظيمه مؤتمراً عام 2016 في تونس، عن مقاطعة إسرائيل، هجوماً للنيل فقط من المركز، بقدر ما تمثل اعتداء على الحرية الأكاديمية، ومحاولة لترهيب الباحثين والأكاديميين العرب، كما تعكس انحطاطاً دبلوماسياً لدى العتيبة، والذي ينشغل عن عمله الدبلوماسي بتمويل مراكز أبحاث غربية هدفها التحريض ضدّ قطر، في مقابل استهداف مراكز أبحاث علمية تعقد مؤتمرات حول الديمقراطية وحقوق الشعوب ومقاطعة نظام الأبارتهايد الإسرائيلي؛ ما يعدّ انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا.

وفي هذا السياق، وصف المدير التنفيذي للمركز، محمد المصري، أنّ تسريبات العتيبة، والتي هاجم فيها مؤتمر المركز الذي عُقد حينها تحت عنوان: "استراتيجية المقاطعة في النضال ضدّ الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح"، تنمّ عن عداء كبير للحرية الأكاديمية وللإنتاج المعرفي.

وقال المصري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّ ما كشفه موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني، يعكس مستوى التواطؤ والرداءة السياسية بين هذين الشخصين، ويؤكّد انحيازهما للاحتلال الإسرائيلي، ولسياسات الفصل العنصري، متسائلاً في الوقت نفسه، عن الجهة الحقيقية التي يمثل مصالحها العتيبة في واشنطن.

وكان موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني قد كشف أنّ يوسف العتيبة بحث مع المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط دينيس روس، "معاقبة" قطر، بسبب دعمها الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل (بي دي إس)، واستياءه من مؤتمر حول الموضوع نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في تونس، فقد وُصفت حركة "بي دي إس"، في المؤتمر، بأنّها "وسيلة لا استغناء عنها في النضال ضد الظلم الإسرائيلي"، وسعى المؤتمر "نحو فهم أفضل لأهميتها ولأفضل الوسائل التي يمكن من خلالها تعزيز مقاطعة إسرائيل".

وقال المصري إن هذه التسريبات تكشف في جوهرها عدم قبول الشخصين مبدأ الحرية الأكاديمية، واصفاً المؤتمر الذي عقده المركز في تونس في أغسطس/ آب 2016، وشارك فيه باحثون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية بأنه كان ناجحاً.

وأكّد المدير التنفيذي للمركز العربي لدراسة السياسات على استقلالية المركز عن سياسات الحكومات، وسعيه إلى إنتاج معرفة رصينة ومحترمة، وإن كان هذا لا يعني أنّ "علماء الاجتماع والسياسية يمكنهم البقاء محايدين عندما يتعلق الأمر بدراسة حقوق الإنسان والديمقراطية وقضايا التمييز العنصري".

وقال المصري إنّه "لا يمكن إلا أن نكون منحازين لقضايا حقوق الإنسان وتقرير المصير للشعوب والوقوف ضدّ الاحتلالات، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي، وسياسات الفصل العنصري الإسرائيلية".

وفي معرض رده على سؤال حول استهداف العتيبة وروس في مراسلاتهما المسربة، للمركز العربي تحديداً، قال إن هذا الاستهداف يعكس تطابق الرؤى بينهما، للهجوم على كل من ينتقد الاحتلال الإسرائيلي وسياسات الفصل العنصري، حتى لو كان مركزاً أكاديمياً للأبحاث، فضلاً عن استغلالهما وجود مقر المركز في الدوحة، لتشويه سمعة قطر.

وأنتج المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات خلال ست سنوات أكثر من 250 كتاباً أكاديمياً في قضايا الديمقراطية والتحول الديمقراطي والحرية، والعلاقات العربية مع مناطق مختلفة من العالم، وفي قضايا التطور الاقتصادي والمساواة، وأصدر دوريات محكمة في مجالات العلوم الاجتماعية المختلفة.

وأكّد المصري على استمرار المركز في عمله البحثي، قائلاً إنّ "هذا أفضل ردّ على هذا الاستهداف الرخيص من قبل مناصرين للاحتلال والاستبداد"، خالصاً إلى أنّ "هدف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كان وسيبقى سعادة الإنسان".