تونس: شهادات حول أحداث الرش في جلسة لـ"الحقيقة والكرامة"

تونس: شهادات حول أحداث الرش في جلسة لهيئة "الحقيقة والكرامة"

25 نوفمبر 2017
تقديم شهادات كشفت عن حقيقة التعامل الأمني(العربي الجديد)
+ الخط -
بثت "هيئة الحقيقة والكرامة" مساء أمس الجمعة، جلسة علنية خصصتها لما يعرف بأحداث الرش (رصاص انشطاري)، بمحافظة سليانة شمال غربي تونس استمرت إلى ساعة متأخرة.

وتم خلال الجلسة تقديم شهادات كشفت عن حقيقة التعامل الأمني مع المحتجين والانتهاكات التي وقعت أيام 28 و29 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2012 لقمع الاحتجاجات التي انطلقت بالجهة.

وقدم وزير الداخلية الأسبق آنذاك، علي العريض، شهادة علنية مسجلة حول الأحداث التي وقعت، مقدما اعتذاره لضحايا الرش، وللأمنيين الذين أصيبوا خلال تلك المواجهات، معتبرا أن الأمنيين رفضوا استعمال الرصاص الحي في مواجهة المحتجين لأن أغلب زملائهم ممن سبق لهم أن استعملوا الرصاص في مواجهات شعبية سابقة، سجنوا.

واعتبر العريض أنّه أمام الأخطار التي كانت ستقع فقد تم استعمال سلاح الرش، وأن الاستعمال كان سريعا وتم في وقت وجيز، معتبرا أنه بمجرد أن بلغه أنه تم استعمال الرش طلب من الأمنيين التوقف عن ذلك، مشيرا إلى أن القيادة الأمنية هي التي تكون مسؤولة عن الميدان وتبادر بالتصرف، ولكن استشارة المديرين ووزير الداخلية تتم عندما تكون هناك عملية يقع التحضير لها مسبقا.

وقالت إحدى المحاميات من هيئة الدفاع عن ضحايا الرش بسليانة، ليلى حداد في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ محافظة سليانة عاشت أحداث الرش بعد الاحتجاجات العارمة للمطالبة بالتشغيل والتنمية والحق في المساواة الاجتماعية والاقتصادية، معتبرة أن أحداث الرش والتعامل الأمني مع المحتجين لا يختزل في تورط 4 أمنيين موقوفين حاليا على ذمة القضاء، بل هو أكبر من ذلك.

وأضافت حداد أنهم استأنفوا القضية لأن التعزيزات الأمنية والتحرك يكون بأوامر من القيادات العليا وتحت إشراف وزير الداخلية آنذاك كمسؤول أول والمدراء العامين ومحافظ سليانة، وكل هؤلاء يجب أن يمروا عبر القضاء تكريسا للمساواة.

وقال أحد المتضررين من الرش، يدعى الطيب كرامت، من محافظة سليانة إنه بتاريخ 28 نوفمبر 2012 كان واقفا أمام منزله، ورغم عدم مشاركته في التحركات الاحتجاجية التي دعا إليها الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة، إلا أنه تضرر من الغاز المسيل للدموع الذي ألقي بمنزله من قبل الشرطة.

وأضاف أنه خرج لتجنب الاختناق، وفي الأثناء كان رجال الشرطة يلاحقون عددا من الشباب وبمجرد محاولته الدخول إلى منزله أصيب بالرش من مسافة لا تتجاوز الـ 12 متراً، مؤكدا أنه ولغاية اليوم لا يزال يعاني، وتوجد نحو 100 حبة رش بجسمه.

واعتبر الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الستار بن موسى أن استعمال الرش لم يكن دفاعا عن النفس لأنه لوحظ وجود إصابات بالوجه مباشرة وأخرى من الخلف، معتبرا أنّ أغلب الأعوان لم تكن لديهم أي خبرة في التعامل مع هذا النوع من السلاح، مشيرا إلى أن الأخطر أن الرش الذي استعمل انتهت صلاحيته منذ عدة أعوام.

وأضاف بن موسى أنّه يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني عوقب أهالي سليانة على احتجاجاتهم وشهدت المنطقة استعمالا مكثفا للرش.

وكانت سعاد طعم الله إحدى ساكنات المدينة، قالت في شهادتها إنها تعرضت إلى الإصابة بالرش رفقة ابنتها صابرين السلامي عندما كانتا في طريقهما من منزلهما إلى المخبز في الحي، وتعرضت ابنتها إلى الإصابة في رقبتها وأصيبت هي في العديد من الأماكن من جسدها، الأمر الذي جعلها اليوم عاجزة عن القيام بالأعمال الفلاحية وتنظيف المنازل لإعالة أبنائها.

المساهمون