المفاوضات وهوامش المعارضة

المفاوضات وهوامش المعارضة

26 نوفمبر 2017
تحاول روسيا الترويج للحل من منظورها (Getty)
+ الخط -
مع انتهاء مؤتمر الرياض 2، والذي أنتج هيئة عليا للمفاوضات مهمتها تشكيل وفد مفاوض، استطاع الحفاظ على خطاب لا يزال يرفض وجود بشار الأسد ضمن المرحلة الانتقالية، ولا يزال يدعو إلى قيام الأمم المتحدة بدورها في جعل النظام يلتزم بالقرارات الدولية، وإن كان هذا الرفض وتلك الدعوة قد صيغا بلغة مهادنة أكثر من صيغة مؤتمر الرياض 1، إلا أن التحدي الأكبر الذي ستواجهه المعارضة هو عدم امتلاكها نقاط قوة يمكن طرحها خلال المفاوضات. أما السبب فيعود إلى تغير المزاج الدولي العام تجاه القضية السورية، خصوصاً بالنسبة للدول المسماة أصدقاء سورية. ويضاف إلى ذلك شبه انعدام للقوة العسكرية التي قطع عنها الدعم بشكل شبه نهائي، بالتوازي مع دعم غير محدود من قبل حلفاء النظام لقواته العسكرية والذي مكنه من تحقيق انتصارات كسب من خلالها مناطق جديدة منها ما كان بيد المعارضة والأهم المناطق التي استطاع تخليصها من سيطرة تنظيم داعش ليتم تسويقه كمحارب للإرهاب.

إن هذا المشهد الميداني والسياسي العام، الذي تدخل خلاله المعارضة إلى مفاوضات جنيف، بالتوازي مع إدخال التحركات الدولية الروسية كمرجعيات للحل السياسي من اجتماعات أستانة ومناطق خفض التصعيد التي نتجت عنها إلى مؤتمر سوتشي للمصالحة الذي تعمل روسيا على إنتاجه بدعم تركي إيراني، كل هذه المتغيرات السلبية بالنسبة للمعارضة تفقدها معظم أوراق القوة خلال المفاوضات بحيث لا يتبقى لديها سوى اللعب على الخلافات الدولية بين الدول المتدخلة بالشأن السوري. كالخلاف الروسي الأميركي، وتباين المصالح بين هاتين الدولتين في سورية. والخلاف بين ما يسمى محور الممانعة الذي تقوده ايران ويعتبر النظام جزءاً منه مع ما يطلق عليه محور الاعتدال العربي الذي تدعمه الولايات المتحدة. كذلك يمكنها الاستفادة من الخلاف التركي الأميركي حول موضوع الأكراد، وتسويق نفسها كبديل لقوات سورية الديمقراطية، خصوصاً مع تصريح الأميركيين أخيراً عن توقيف دعمهم المليشيا الكردية في سورية، والاستفادة من الخلاف الفرنسي مع النظام ومحاولة تسويق المعارضة نفسها كبديل أفضل، بالإضافة إلى الاستفادة من الصورة السيئة للنظام في الغرب، خصوصاً بعد التخلص من داعش الذي كان يطغى على صورة النظام.

المعارضة تدرك جيداً هذه الخلاف، لكنها قد تصل في حال تم استثمارها بالشكل الأمثل إلى أفضل السيئ من الحلول التي من الممكن أن ينتجها الحل السياسي.

 

دلالات