مقار الأحزاب الجزائرية: يوم طويل ورصد متواصل لمراحل الانتخابات

مقار الأحزاب الجزائرية: يوم طويل ورصد متواصل لمراحل الانتخابات.. وتخريب صناديق الاقتراع

23 نوفمبر 2017
الأحزاب عبأت أنصارها لمتابعة الانتخابات (العربي الجديد)
+ الخط -
شهدت مقار الأحزاب السياسية في الجزائر، على غير العادة، حركة وتأهباً منذ بدء العملية الانتخابية. الأعضاء والموظفون على مستوى المقار المركزية للأحزاب السياسية، المشاركة في المحليات، تجندوا لمتابعة وإكمال مسار الانتخابات بعد حملة انتخابية دامت 22 يوما، بينما أقدمت مجموعة من الشباب على تخريب صناديق الاقتراع في مدينة بوجليل وبني منصور بولاية بجاية شرقي الجزائر.

واستمر الناشطون في الأحزاب في متابعة ومراقبة مراكز الاقتراع بحسب القانون الانتخابي في الجزائر، فيما ظل العشرات منهم في مقار الأحزاب يتلقفون الأخبار المتتالية من مقار الاقتراع الموزعة عبر مختلف ولايات الجزائر.

مهمة ليست سهلة بالنسبة للعاملين في الأحزاب، وأعضاء اللجان المركزية المكلفة بمتابعة كل تفاصيل العملية الانتخابية مع المكاتب الولائية والقيادات الميدانية، ورصد أي إخلال بسير الانتخابات، ورفعها إلى القيادات المركزية للتصرف.

يوم سياسي طويل بالنسبة لهؤلاء، كما هو الحال بالنسبة لحزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" بقلب العاصمة الجزائرية، والذي تزين بشعارات حزبية باللغات الثلاث العربية والأمازيغية والفرنسية، حيث انهمك كوادر في المقر في إجراء المكالمات والتواصل مع الممثلين في الولايات ومع مرشحي الحزب للاطلاع على كل التفاصيل ومعرفة نسب المشاركة، بينما ظل بعضهم يراقب أخبارا عاجلة من شتى القنوات الجزائرية الحكومية والمستقلة.




أما في مقر "حركة مجتمع السلم"، كبرى الأحزاب الإسلامية في الجزائر بالمرادية بأعالي العاصمة الجزائرية، فيبدو الأمر أكثر تنظيما. عدد من الطلبة الجامعيين وكوادر الحزب تسمروا في قاعة العمليات من أجل متابعة الحدث السياسي اليوم، خصوصا أن الحركة تراهن بحسب رئيسها الحالي، عبد المجيد مناصرة، على الوجود في مختلف المجالس البلدية والولائية في الوطن.

وتتخوف الحركة من "التزوير" حيث دعا رئيسها إلى ضرورة التجنيد الشبابي لمنع الطريق أمام المعرقلين للعملية الانتخابية، وإرساء معالم "الديمقراطية وتجنب العنف" متوقعين ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات مقارنة بالتشريعيات السابقة.

وفتحت الحركة قاعة خاصة لتلقي المكالمات من مختلف مكاتبها الولائية لتلقي "كل كبيرة وصغيرة" تجند لها شباب الحركة من المناضلين والمتعاطفين معها.

أما حزب الأغلبية البرلمانية "جبهة التحرير الوطني" فظل مقره قبلة للوافدين والصحافيين منذ بدء عملية الانتخاب، سواء كانوا من المناضلين، أو المتعاطفين مع الحزب، بينما تعالت الأصوات هنا وهناك بين المناضلين الذين فضلوا متابعة التلفزيون الحكومي وهو يبث الصور الأولى والحصرية عند تصويت الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، والإدلاء بصوته في مركز الاقتراع بالأبيار بقلب العاصمة الجزائرية.

وتعالت الزغاريد والتصفيقات المعبرة عن فرحتهم بهذه الصور، كما خصّوا بالتصفيقات أمينهم العام، جمال ولد عباس، وهو يدلي بصوته، معتبرين في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد" الانتخابات عرسا حقيقيّاً لكل أسرة جزائرية وإسهاما في مواصلة البناء والحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.

بعض الأحزاب كحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، الذي يقوده رئيس الحكومة الحالي، أحمد أويحيى، خصصت قاعة للإعلاميين للسماح لهم بمتابعة أطوار العملية الانتخابية. وفي مقر الحزب كان يتم استقبال المواطنين ومناضلي الحزب، وتم تخصيص شاشات تلفزيون لمتابعة أطوار الانتخابات على القنوات الجزائرية، فيما يعمل فريق المتابعة في غرفة خاصة، ويُجري باستمرار ويستقبل المكالمات الهاتفية من الولايات حول مستجدات العملية في الداخل الجزائري.

أما مقر حزب "العمال" اليساري، الذي تقوده لويزة حنون، فكان وجهة للنقابيين والمناضلين في صفوف الحزب الذي "ظل يدافع عن حقوق العمال"، بحسب بعض من تجمعوا أمام مقر الحزب وهم يهتفون بحياة العمال وتشجيع الحزب على مواصلة النضال لاستقطاب حقوقهم، كما خصص الحزب غرفة عمليات لمتابعة العملية الانتخابية. 


وتوقف التصويت في مكاتب الاقتراع ببلدة بوجليل بسبب اكتشاف تلاعبات بالانتخابات، ما أدى إلى اندلاع مناوشات داخل مكاتب الاقتراع وتحطيم عدد من صناديق التصويت وبعثرة أوراق التصويت.

وفي بلدة بني منصور توقفت العملية الانتخابية بسبب مناوشات بين مناضلي أحزاب سياسية، وفي بلدة برافور بولاية البويرة قرب العاصمة الجزائرية تم تحطيم صندوق انتخاب من قبل مواطن تم توقيفه.