استمرار التصويت بالانتخابات البلدية في الجزائر

استمرار التصويت بالانتخابات البلدية في الجزائر وسط مخاوف من عزوف الناخبين

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
23 نوفمبر 2017
+ الخط -

ارتفعت نسبة التصويت في الانتخابات البلدية، التي تجري اليوم في الجزائر، إلى حدود 19 في المائة، قبل خمس ساعات من إغلاق مكاتب الاقتراع.

وقال وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، في تصريح صحافي من قاعة العمليات بوزارة الداخلية، إن نسبة التصويت بلغت 19.76 في المائة بالنسبة لاقتراع المجالس البلدية حتى الساعة الثانية ظهرا، فيما بلغت 19.10 في المائة بالنسبة لاقتراع المجالس الولائية.

ويتوقع أن ترتفع نسبة التصويت في آخر اليوم، حيث يشير السلوك الانتخابي الاعتيادي للجزائريين إلى أن أغلب المصوتين يتوجهون إلى مراكز الانتخابات بعد الرابعة عصرا، خاصة بالنسبة لفئة الشباب.

وكانت نسبة التصويت قد بلغت، حتى الساعة 11 صباحا، حدود 7 في المائة في هذا الاقتراع. 

وتتخوف السلطات الجزائرية من أن يتواصل عزوف الناخبين عن التصويت، على غرار النسب المتدنية التي سجلت في الاستحقاقات الانتخابية الماضية، لذلك تسعى إلى إقناع الناخبين بالمشاركة في انتخابات اليوم، بعد التراجع الكبير لنسبة التصويت في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، حيث تدنت نسبة التصويت والمشاركة في آخر انتخابات برلمانية أجريت في الرابع من مايو/ أيار الماضي إلى 37 في المائة.

واليوم الخميس، دعا رئيس الحكومة، أحمد أويحيى، بدوره الجزائريين إلى الإدلاء بأصواتهم واختيار ممثليهم في المجالس البلدية والولائية.

وقال أويحيى، عقب تصويته في العاصمة الجزائرية: "الكلمة والقرار اليوم في يد الشعب، والقيام بواجب الانتخاب الذي لا يستغرق الكثير من الوقت سيكون له الأثر على تسيير شؤون المواطنين طيلة خمس سنوات".

وتعهد رئيس الحكومة الجزائرية بضمان أقصى ما يمكن من الشفافية والنزاهة لهذا الاستحقاق الانتخابي.

وكان الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، قد أدلى بصوته في مدرسة ابتدائية، حيث وصل على كرسي متحرك، وبدت عليه علامات التعب والإرهاق، وكان برفقة شقيقيه ناصر وسعيد بوتفليقة، واثنين من أبنائهم. وقد وجه نداء للناخبين للتوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.


وفي السياق، ذكر رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، عبد الوهاب دربال، أن الهيئة لم تسجل اختلالات كبيرة من شأنها أن تضر بشفافية الاستحقاق الانتخابي.

وقال في تصريح عقب الإدلاء بصوته، إن "العملية الانتخابية في الجزائر تتحسن باستمرار، بالرغم من كل ما يقال". وأضاف "تم إلى حد الآن تسجيل بعض الإشعارات والإخطارات حول اختلالات طفيفة، لكنها كلها تمت معالجتها في الحين".

إلى ذلك، عبر رئيس حركة مجتمع السلم، عبد المجيد مناصرة، عن غضبه بسبب عدم وجود اسمه في قائمة الناخبين في مكتب التصويت المخصص له.

وقال مناصرة مخاطبا المشرفين على عملية التصويت: "هذه إدارة متخلفة وتريدون حكومة إلكترونية"، ووصف هذا الخطأ بـ"التخلف الإداري".

وتم تغيير مكتب التصويت الذي يصوت فيه مناصرة دون إبلاغه، حيث جرى العثور لاحقا على اسمه في مكتب تصويت قريب.

ورافق مناصرة الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، وعدد من أطر الحزب.

وكان الجزائريون قد بدأوا بالتوافد صباح الخميس، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية، وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال 22.3 مليون ناخب مسجلين في قوائم الهيئة الناخبة، أحصتهم وزارة الداخلية الجزائرية التي تشرف على تنظيم الانتخابات.

وقبل 48 ساعة، كان الناخبون من البدو الرحل قد بدأوا في التصويت والإدلاء بأصواتهم في المكاتب المتنقلة المخصصة لهم في 10 ولايات في المناطق الصحراوية والحدودية.

وفي بلدية محمد بلوزداد، وسط العاصمة، توافد الناخبون للإدلاء بأصواتهم، وتواجد المراقبون الممثلون للأحزاب السياسية داخل مكاتب التصويت لمراقبة عملية الاقتراع، ومنع أي محاولة للإخلال بسير عملية الانتخابات.

ويتنافس في هذه الانتخابات 165 ألف مرشح من 51 حزباً سياسياً وأربعة تحالفات سياسية، إضافة إلى مستقلين، على عضوية 1841 بلدية ومجالس 48 محافظة.

وكانت السلطات الجزائرية قد أطلقت حملة دعائية لحث الناخبين على التوجه إلى صناديق الاقتراع، على أمل أن تكون نسبة المشاركة أكبر من 37 في المائة المسجلة في آخر انتخابات تشريعية.


(العربي الجديد)


وتراهن أحزاب الأغلبية على الاستمرار في الهيمنة على الانتخابات، فيما تنافس أحزاب المعارضة على تحقيق إنجازات انتخابية رغم استمرار تشكيكها في نزاهة الانتخابات.

وهذه سادس انتخابات بلدية في الجزائر في عهد التعددية السياسية الذي بدأ عام 1989 عقب انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول 1988.

وجندت السلطات الجزائرية 180 ألف شرطي لتغطية وتأمين الانتخابات، بحسب نائب مدير الشرطة الحضرية، سعدي مجيد، بينهم 50 ألف شرطي تم توزيعهم على مراكز الاقتراع.

كما أعلنت قيادة الجيش الجزائري عن خطة عسكرية لتأمين مكاتب الاقتراع في القرى والبلدات والمناطق الجبلية. ودعا قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق قايد صالح، قبل يومين، جنود وضباط الجيش إلى التنفيذ الصارم لخطة تأمين جميع مراحل العملية الانتخابية.

واعتمدت السلطات الجزائرية 700 صحافي لتغطية الانتخابات، بينهم 36 مراسلا لوسائل إعلام أجنبية.


(العربي الجديد)


وقاطع حزب سياسي واحد هو حزب "جيل جديد" هذه الانتخابات، بسبب رفضه للانتخابات التي وصفها بالمسرحية السياسية، بخلاف حزب "طلائع الحريات" الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي قرر المشاركة في الانتخابات البلدية بعد مقاطعة انتخابات مايو/أيار الماضي.

ذات صلة

الصورة
الجزائر/جنازة عميد الحركة الحقوقية علي يحيى عبد النور/العربي الجديد

سياسة

تعرّض ممثلون لرئاسة الجمهورية في الجزائر لملاحقة حادة من قبل ناشطين غاضبين، خلال تشييع جنازة عميد الحقوقيين وفقيد الحركة الحقوقية في البلاد علي يحيى عبد النور.
الصورة
الجزائر

سياسة

فوجئت السلطة الجزائرية باندلاع حراك 22 فبراير، ووجدت نفسها مضطرة لتلبية بعض مطالبه. لكن رغم استقالة عبد العزيز بوتفليقة وبدء محاكمة العديد من أركان النظام السابق، الصدام بين السلطة والحراك مستمر إلى اليوم لأسباب عدة.
الصورة
الجزائر/سياسة

سياسة

في الذكرى الأولى لاندلاع الحراك الشعبي في الجزائر في 22 فبراير/ شباط من العام الماضي، يمكن تسجيل إنجازات عدة له، لا سيما على صعيد عودة الزخم للشارع، في الوقت الذي لا تزال فيه الكثير من التحديات ماثلة أمام الحراكيين.
الصورة
الجزائريون يحيون الذكرى الأولى للحراك الشعبي ضد بوتفليقة

سياسة

استعاد الجزائريون، اليوم الجمعة، لحظات تاريخية حدثت قبل عام، عندما اندلعت مظاهرات وحراك شعبي عارم ضد السلطة والرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومنظومة الحكم التي كانت ترافقه، وقد تدفقت سيول بشرية في شوارع العاصمة الجزائرية وأغلب المدن احتفاء بالذكرى.