التهدئة السياسية في لبنان تواكب "تريّث" الحريري

التهدئة السياسية في لبنان تواكب "تريّث" الحريري

23 نوفمبر 2017
كتلة "حزب الله" أشادت بالتصريحات الإيجابية للحريري (حسين بيضون)
+ الخط -

انعكس تراجع رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، عن قرار استقالته، الذي أعلنه من العاصمة السعودية الرياض، مطلع الشهر الجاري، تهدئة فورية على الصعيدين السياسي والشعبي في لبنان، بعد يوم واحد فقط من إعلانه "التريّث" استجابة لطلب رئيس الجمهورية، ميشال عون. 

ولم تقتصر أجواء التهدئة على الوضع الداخلي في لبنان، بل تواصل الجهد اللبناني لتظهير موقف الدولة من خلال الرسالة التي وجهها وزير الخارجية، جبران باسيل، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الخميس، وأكد فيها "تمسك لبنان الكامل بروح ونص ميثاق جامعة الدول العربية، وخصوصا مادته الثامنة التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". 

كما أكد باسيل في رسالته "رفض لبنان تهديد أمن وسيادة الدول العربية الشقيقة كافة، واستعداده للتعاون القضائي مع أي تحقيقات تجريها الأجهزة المختصة بشأن التهديدات أو الأعمال الإرهابية التي تطاولها من أي جهة أتت". 

وجددت الخارجية اللبنانية التأكيد على أن "سياسة لبنان قائمة على إبعاده عن نيران الأزمات المحيطة به، مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على صون مصلحته العليا واحترام القانون الدولي، والاحترام المتبادل للسيادة في علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة".

وفي الوقت عينه، أوضح باسيل أن "لبنان يسعى لأن يبقى واحة سلم وسلام، وأن لا ينتقل بهوى البعض وفعل البعض الآخر إلى ساحة قتل وقتال، وهو أسس لسياسة توافقية بين مختلف مكونات المجتمع تقوم على المشاركة الحقيقية في الحكم بين اللبنانيين، متناصفين بين المسلمين والمسيحيين، ومتعادلين بين سنـّة وشيعة". 

وحذّر من أن "المس بالاستقرار في لبنان سيؤثر على استقرار دول المنطقة، وستكون له تداعيات على النازحين السوريين إلى أراضيه، كما سيؤدي إلى إضعاف خاصرة الجيش اللبناني، الذي ساهم في اجتثاث الجماعات الإرهابية من الأراضي اللبنانية، ومقاومة غطرسة الإرهاب وإسرائيل". 

كما أجرى رئيس مجلس الوزراء اتصالا هاتفيا، ظهر اليوم، بأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للاطمئنان على صحته بعد الفحوص الطبية التي أجريت له. وكان الاتصال مناسبة للتأكيد على العلاقات الثنائية الأخوية بين الدولتين.

وتلقى الحريري بعدها اتصالا من نائب رئيس الجمهورية العراقية، إياد علاوي.

وعلى الصعيد الداخلي، أبدت "كتلة المستقبل النيابية" والمكتب السياسي لـ"تيار المستقبل" ارتياحهما لعودة الرئيس سعد الحريري إلى "موقعه الطبيعي". 

وأعلن الطرفان بعد اجتماع برئاسة الحريري في بيت الوسط "رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية". واعتبرت "كتلة الوفاء للمقاومة" (حزب الله) أن عودة الرئيس الحريري إلى لبنان و"التصريحات الإيجابية التي صدرت عنه، والمسار الإيجابي الذي تسلكه المساعي والمشاورات، تبشر بإمكانية عودة الأمور إلى طبيعتها".

وأشارت الكتلة، بعد اجتماعها الأسبوعي، إلى أن "إسقاط دولة (داعش) الإرهابية في العراق وسورية، وحماية لبنان من وباء مشروعها، هو بحق إنجاز تاريخي كبير للشهداء والمقاومين والجيوش والأنظمة والقوى المنخرطة في محور المقاومة على امتداد الجغرافيا الإقليمية المستهدفة".

وقال النائب حسن فضل الله، الذي تلا البيان: "ننتظر حصول تحولات استراتيجية كبرى في منطقتنا ومحيطها جراء إنجاز القضاء على (داعش)". 

وفي المقابل، برز تصريح لوزير العدل السابق، أشرف ريفي، حذّر فيه من "العودة للتسوية السابقة التي كرَّست الوصاية الإيرانية على لبنان". 

وغرد ريفي عبر حسابه على موقع تويتر، قائلا: "الحكومة المتريثة مختلَّة التوازن لمصلحة (حزب الله)، والمطلوب تسوية حقيقية بشروط الدولة". ​

وأضاف: "(حزب الله) ذراع لإيران في لبنان والمنطقة، وخطورته على لبنان غير مرتبطة حصراً بتهديده أمن الدول العربية، بل بكونه أيضاً أداة لفرض هيمنة وغلَبة في الداخل اللبناني وتقويض الدولة، وأي تسليم بهيمنة السلاح مرفوض".