قطر تجدد استعدادها للحوار لحل الأزمة الخليجية

قطر تجدد استعدادها للحوار لحل الأزمة الخليجية

18 نوفمبر 2017
وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني(العربي الجديد)
+ الخط -
أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ما زالت ملتزمة بالتوصل لحل للأزمة الخليجية، لافتا إلى أن حصار قطر مستمر بسبب سلوك السعودية والإمارات تجاه الدوحة، واتخاذهما تدابير غير قانونية ضدها.

وشدد الوزير القطري، في مقابلة أجراها مع شبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية، على أن "قطر ما زالت ملتزمة بالتوصل إلى حل، لأننا نؤمن أن هناك تهديدا أكبر يحيط بالمنطقة، وهو الإرهاب".

ونبه إلى أن الحملة الدعائية التي دشنت ضد دولة قطر، والتي تتهم الدوحة بدعم الإرهاب بدون أي حقائق أو أدلة على ذلك، هي حملة "عارية من الصحة ولا أساس لها"، واصفاً ما يتم ترويجه ضد قطر بـ"الإشاعات الكاذبة".

ولفت إلى أن "دولة قطر رائدة في مكافحة أيديولوجية الإرهاب والتطرف"، مستدلاً على ذلك باستضافتها للمركز العالمي للتحالف الدولي، وكذلك مساهمتها في بناء المدارس وتوفير التعليم الجيد للمجتمعات الضعيفة والفقيرة في الخارج. وأشار في هذا الصدد إلى أن قطر توفر التعليم لنحو 7 ملايين طفل في عدّة بلدان بمنطقة شرق ووسط آسيا.

وبخصوص العلاقات القطرية الأميركية، قال وزير الخارجية القطري إن بلادها طالما كانت شريكاً وحليفا قوياً للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنها تستضيف ما بين 11 إلى 12 ألف جندي أميركي في قاعدة "العديد" الجوية الأميركية، والتي تشن من خلالها الولايات المتحدة ضربات عسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

وأضاف أن الولايات المتحدة دائما ما تعبر عن تقديرها لهذه الشراكة. وفي المقابل، تقدر قطر كثيراً أيضاً هذه الشراكة والعلاقة وتعمل على زيادة تطويرها.

وعن موقف الإدارة الأميركية من حصار قطر، قال محمد بن عبد الرحمن إن قطر تتلقى دعماً كبيراً على جميع الأصعدة من الولايات المتحدة لوضع نهاية لهذا الحصار، سواء كان ذلك من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو أعضاء إدارته مثل وزير الخارجية ريكس تيلرسون أو وزير الدفاع جيمس ماتيس.

وعن أسباب استمرار الحصار، قال إن "الحصار مستمر بسبب سلوك السعودية والإمارات تجاه قطر، واتخاذهما تدابير غير قانونية ضد قطر، من خلال إغلاق الحدود وتفريق الأسر وكذلك خلق دعاية معادية ضد قطر".

وبالنسبة لعلاقات قطر مع إيران، قال وزير الخارجية القطري إنّ هذه العلاقات فريدة من نوعها، حيث تقع قطر في الوسط بين دولتين كبيرتين هما السعودية وإيران وتتشارك معهما الحدود.

ولفت إلى أن هناك، رغم ذلك، مخاوف من نفوذ إيران في المنطقة، مؤكدا وجوب أن تعالج هذه الخلافات بطريقة سلمية، وهو ما تشجع قطر جميع دول الخليج الأخرى على القيام به، وهو كذلك القرار الذي اتخذ خلال قمة لدول مجلس التعاون الخليجي عقدت في عام 2016.

وأوضح: "في ديسمبر 2016، كان قرار قادة دول مجلس التعاون الخليجي هو الانخراط في حوار مع إيران بناء على مبادئ بين مجلس التعاون ككتلة واحدة وبين إيران".

وبسؤاله عمّا إذا كان هناك شعور بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يشكل تهديداً على مستقبل قطر، قال: "نحن نرى تحولاً في السياسة السعودية، وكذلك الإماراتية عن اتفاقية مجلس التعاون والتي كانت تنص على المشاركة، وهناك شعور الآن بعدم القدرة على التنبؤ بسياسات السعودية والإمارات في المنطقة".

وأضاف: "هناك الكثير من الفوضى والأزمات التي نشأت في المنطقة، وقد كانت قطر مجرد جزء من استراتيجية أكبر نراها تحدث الآن في لبنان أيضاً".

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها.

(قنا)

المساهمون