"وول.ستريت": واشنطن لتعزيز السعودية صاروخيا بوجه إيران

"وول ستريت جورنال": واشنطن تتجّه لتعزيز القدرة الصاروخية للسعودية بوجه إيران

18 نوفمبر 2017
واشنطن تسعى لتطوير الدفاعات الجوية السعودية(جيف باشود/فرانس برس)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم ببحث سبل تعزيز دفاعات الصواريخ السعودية بسرعة وتعطيل تدفق الأسلحة الإيرانية المتطورة عبر الشرق الأوسط، في ظل تزايد المخاوف بشأن أزمة جديدة تزعزع الاستقرار في المنطقة.

ونقلت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته، اليوم، عن مسؤولين بإدارة الرئيس ترامب، قولهم إنهم سارعوا إلى تخفيف حدّة التوترات الإقليمية بعد التطورات غير المتوقعة التي اندلعت في الآونة الأخيرة، بما في ذلك الاضطرابات السياسية الداخلية في السعودية والاستقالة الغامضة لرئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، خلال زيارته للرياض، وكذلك إطلاق جماعة "أنصار الله" الحوثيين في اليمن صاروخاً إيراني الصنع سقط بالقرب من العاصمة السعودية.

وبحسب الصحيفة، فإنّ إدارة ترامب تدفع باتجاه التوصل إلى حل سريع للمأزق السياسي في لبنان لكي تتمكن مع المملكة العربية السعودية من التركيز على ما تعتبره التهديد الإقليمي الأكبر، وهو توريد إيران للأسلحة المتطورة إلى حلفائها في الشرق الأوسط، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب، في تصريحات للصحيفة، إنّ "حالة اللايقين لا تخدم أحداً سوى حزب الله وحلفائه"، مضيفاً أنه "كلما طال الوقت، كان الأمر أسوأ على المصالح السعودية والمصالح الأميركية ومصالح أصدقائنا".

ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها، إنه "لمعالجة ما تعتبرها الخطر الأكبر بين المستجدات الأخيرة، تقوم إدارة ترامب باستقصاء خطط جديدة من شأنها ردع التهديدات الإيرانية. وعلى رأس أجندة البيت الأبيض ضمان امتلاك السعودية القدرة على الدفاع عن نفسها ضد أي هجمات صاروخية أخرى".

ووفقاً للصحيفة ذاتها، فقد سمحت إدارة ترامب، خلال الشهر الماضي، للسعودية بشراء نظام دفاع صاروخي بلغ مليارات من الدولارات، ما يتيح للمملكة دفع ما يصل إلى 15 مليار دولار لمنصات الإطلاق والصواريخ والرادارات وغيرها من التكنولوجيا القادرة على مواجهة التهديد الإيراني.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنه يمكن تسريع هذه الصفقة بعد الصاروخ الذي استهدف الرياض في وقت سابق من هذا الشهر، والتي اتهمت السعودية إيران بالوقوف وراءه.

وأضاف المسؤولون عينهم "كذلك تدرس الولايات المتحدة طرقاً جديدة لعرقلة انتشار الصواريخ الإيرانية الصنع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وقد استولت البحرية الأميركية في وقت سابق على ما قالت إنه أسلحة إيرانية متجهة إلى حلفاء طهران الحوثيين في اليمن والمنخرطين في حرب طويلة مع السعودية".

واعتبر المسؤولون أنّ "الهجوم الصاروخي الأخير الذي استهدف الرياض أثار مخاوف بشأن انتشار صواريخ أكثر تقدماً على الحلفاء الإيرانيين". يذكر أن قراراً للأمم المتحدة مرتبط بالاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 يحظر نقل الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ، من أو باتجاه إيران. ويرى المسؤولون الأميركيون، أن هناك إمكانيات أكبر لتطبيق هذا الحظر الذي ينتهي في عام 2020.

ووفقاً لمسؤولين أميركيين، فإن الجيش الأميركي بدوره قد يكثف جهوده للاستيلاء على شحنات الأسلحة التي تمر عبر الخليج الفارسي إلى مختلف أنحاء المنطقة.

وفي هذا السياق، قال مسؤولون، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنّه "بالإضافة إلى ذلك قد تقوم الحكومة بحملة عامة موسعة لكشف عمليات نقل الأسلحة، وفضح الجهود الإيرانية المتسارعة لنقل أسلحة أكثر تطوراً لحلفائها".

وبحسب الصحيفة، كانت السعودية قد فرضت حصاراً على اليمن بعد إطلاق الصاروخ الأخير، ما تسبب بتذمر واسع بين مجموعات المساعدات الإنسانية وبعض المشرعين الأميركيين الذين قالوا إنّ حركة الرياض الأخيرة ستزيد من تفشي الكوليرا والمجاعة في اليمن.

ويقوم المسؤولون الأميركيون، وفقاً للصحيفة، بمداولات مع حلفاء الولايات المتحدة حول جهود تقييد برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية، الأمر الذي تسعى إليه إدارة ترامب حتى قبل إطلاق الصاروخ الأخير. ويقول مسؤولو الإدارة إنهم يأملون في استخدام الهجوم المحبط، هذا الشهر، الذي استهدف الرياض كعامل لاستنهاض الدعم الدولي.

ونقلت الصحيفة أيضاً، عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله، في هذا الصدد، إنه "قد يكون الهجوم الأخير حافزاً لاتخاذ شكل من أشكال العمل الجماعي بهدف تقييد الإيرانيين".

وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة على تنسيق التحركات مع إسرائيل بهدف تجنب اشتباك مباشر مع "حزب الله". وقد توجه أعضاء مجلس الأمن القومي، أخيراً، إلى إسرائيل لإجراء محادثات، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

بيد أن المسؤولين الأميركيين، بحسب الصحيفة، يشعرون بالقلق إزاء الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي وجه انتقادات قاسية لإيران وحليفها "حزب الله" لما لهما من دور في تأجيج التوترات الإقليمية.

ويرى المسؤولون، أن مصير الحريري قد يتسبب بتعقيد مثير للإحباط لإدارة ترامب، والتي تحتاج إلى قدر من الوضوح لتتمكن من تحفيز الحملة الجديدة ضد إيران.

وعن هذا الأمر، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: "اتفقنا نحن والسعوديون على أن استقالة رئيس الوزراء وأخبارها التي طغت على خبر التهديد الحقيقي، الذي تتعرض له العاصمة السعودية، كانت أمراً مؤسفاً".

وفي إطار استقالة الحريري وانتقاله إلى باريس، نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، قوله "رأينا أنه ربما قد يكون السفر إلى مكان آخر مثل باريس خياراً جيداً لكي يبرهن على امتلاكه حرية الحركة".

وعن حملة الاعتقالات في السعودية، نقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين قولهم إنهم "لم يتلقوا تمهيدات حول خطط السعودية لحملة اعتقالات داخلية أو للقاء الذي قلب الطاولة مع الرئيس الحريري"، لكنهم اعتبروا أن السعوديين لم يفكروا في العواقب المحتملة لأعمالهم، بما في ذلك دعوة المملكة المواطنين السعوديين لمغادرة لبنان مع بدء تفاقم الأزمة.

وقال مسؤول، للصحيفة الأميركية، إنّ الولايات المتحدة نقلت استياءها للرياض بعد عودة بعض الهدوء إلى المشهد. وأضاف أنه يرجو أن تتوضح التحركات القادمة للحريري قريباً.

وقال مسؤول أميركي آخر إنّ "اليومين المقبلين سيحملان النبأ اليقين".

المساهمون