المعارضة تقتحم "المركبات العسكرية" والنظام يلجأ للكلور السام مجدداً

المعارضة تقتحم "المركبات العسكرية" والنظام يلجأ للكلور السام مجدداً

16 نوفمبر 2017
واصل النظام قصفه بعنف للغوطتين (حمزة العجوي/فرانس برس)
+ الخط -

استخدم النظام السوري المواد السامة مجدداً في الغوطتين الشرقية والغربية بمحيط دمشق، في سعيه لصدّ هجمات قوات المعارضة، أو تحقيق تقدم في مناطق سيطرتها، بالترافق مع قصف جوي ومدفعي عنيف على تلك المناطق، والذي لم يحل دون تمكن مقاتلي المعارضة من تحقيق تقدم في الهجوم على إدارة المركبات العسكرية بمدينة حرستا. ومعركة إدارة المركبات من أقوى الجبهات، كونها إحدى أهم المواقع العسكرية للنظام السوري في كل محيط دمشق. حتى أنه سبق لمدير الاستخبارات الجوية التابعة للنظام، جميل حسن، أن سخر من المعارضة، في معركة سابقة للسيطرة على هذا الموقع، قائلاً ما مفاده إنه "في حال تمكن المسلحون (المعارضة) من السيطرة على إدارة المركبات العسكرية، فسنعطيهم المخابرات الجوية كهدية"، في إشارة إلى أهميتها للنظام.

في هذا السياق، أفادت "حركة أحرار الشام" بأنها "حققت تقدماً ملموساً في المعركة التي أطلقتها فعلياً يوم الثلاثاء الماضي، للسيطرة على إدارة المركبات العسكرية ومحيطها في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ما دفع قوات النظام إلى استخدام غاز الكلور، في محاولة لوقف هذا الهجوم"، الذي أسفر حتى الآن، بحسب مصادر عدة، عن فقدان قوات النظام السيطرة على معظم هذه المنشأة الحيوية.

وأضافت أن "مقاتليها سيطروا على أجزاء واسعة من إدارة المركبات، بما فيها مستودعات للأسلحة والمتفجرات، كما تم ضبط مواد غذائية من ضمن مساعدات دولية كانت مرسلة لأهالي الغوطة". وأكدت مقتل العشرات من عناصر النظام، بينهم لواء وضباط آخرون، مشيرة إلى أنه "يجري التنسيق مع الفصائل العسكرية الأخرى في الغوطة الشرقية للالتحاق بالمعركة". وشدّدت الحركة على أن "المعركة جاءت رداً على عدم التزام النظام باتفاق خفض التصعيد، وفي إطار حق الرد على مصادر النيران". وكانت "أحرار الشام " أعلنت، يوم الأربعاء، بشكل رسمي إطلاق معركة "بأنهم ظلموا" التي بدأتها فعلياً يوم الثلاثاء، وذلك بهدف السيطرة على إدارة المركبات، والرحبة 446 إضافة إلى المعهد الفني.

من جهته، أفاد الناشط الإعلامي علاء أحمد، الموجود في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، بأن "قوات النظام أطلقت قذائف مدفعية تحمل مادة غاز الكلور السام، باتجاه نقاط متقدمة للمقاتلين على الجبهة، ما تسبب بحدوث حالات اختناق بين بعض المقاتلين، إضافة إلى بعض الإعلاميين المرافقين لهم". وأضاف أن "طائرات النظام ومدفعيته تواصل قصف مناطق الغوطة الشرقية بشدة وسط تخبط لدى قوات النظام، التي فوجئت كما يبدو بالهجوم على إدارة المركبات"، مشيراً إلى أن "طائرات النظام قصفت للمرة الثانية خلال ساعات عن طريق الخطأ موقعاً لجنود النظام، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم".



بدورها، قالت مصادر ميدانية إن "المعركة حققت تقدماً كبيراً، وتمّت السيطرة على المبنى الرئيسي لإدارة المركبات، وبقي بيد قوات النظام الرحبة والمعهد الفني، الواقع شرق المبنى الرئيسي، بينما استقدمت قوات النظام تعزيزات إضافية للمنطقة التي تعتبر استراتيجية للنظام لناحية دورها اللوجيستي، وتمركز قوات الحرس الجمهوري وحزب الله فيها".

وقد أسفر القصف الجوي والمدفعي المكثف من جانب قوات النظام على مدن الغوطة الشرقية عن مقتل 11 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، في بلدة بيت سوى، بينما قُتل طفلان أيضاً جراء القصف الجوي على مدينة عربين، وشخصان جراء قصف الطيران الحربي لمدينة دوما، وشخصان جراء قصف استهدف مدينتي حمورية وسقبا.

وكشفت قوات النظام أن عناصرها استهدفوا "بصواريخ أرض - أرض والمدفعية، مواقع المجموعات المسلحة على محور جوبر ـ عين ترما، كما استهدفت مدفعية الجيش نقاط ومواقع تنظيم (فيلق الرحمن) في كل من بلدات كفر بطنا وحزة ومديرا بالقطاع الأوسط، بينما قام الطيران الحربي باستهداف مواقع المسلحين في بلدة دوما وعربين وحرستا بريف دمشق بضربات جوية عدة. كما استهدف سلاح الجو النقاط الأمامية للمسلحين في محيط إدارة المركبات بحرستا ومديرا بالغوطة الشرقية".

والهجوم هو الأول الذي تشنه فصائل المعارضة منذ شهر مارس/ آذار الماضي، بعد أن نفّذ الجيش الحر هجوماً ضد مناطق يسيطر عليها النظام في شمال شرقي دمشق، حيث حققت المعارضة تقدماً على حساب النظام، ولكن سرعان ما تراجعت تحت القصف الروسي والدعم الكبير للنظام من قبل المليشيات الحليفة. كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والنظام في الغوطة الغربية، خصوصاً في بيت جن ومحيطها، مع استخدام قوات النظام هناك أيضاً برميلاً يحتوي مادة غاز الكلور السام، ما تسبب بوقوع عدة حالات اختناق، وذلك بعد قصف مكثّف بالبراميل المتفجرة على البلدة وعلى بلدة كفر حور المجاورة. وحاولت قوات النظام، من دون نجاح حتى الآن، تحقيق تقدم في المنطقة مستخدمة سياسة "الأرض المحروقة"، عبر تكثيف القصف الجوي وإلقاء عشرات البراميل المتفجرة على بيت جن وكفر حور ومناطق أخرى بالمنطقة.

في شرق البلاد، استهدف الطيران الروسي منزلاً في قرية حسرات بريف مدينة البوكمال، ما أدى إلى مقتل شخصين. وقالت مصادر محلية إن "15 شخصاً قتلوا في غارات جوية مكثفة للطيران الروسي والتحالف الدولي على مناطق ما زالت بيد تنظيم داعش في محافظة دير الزور، شرقي البلاد"، مشيرة إلى أن "معظم القتلى سقطوا جراء القصف الجوي المكثف على مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، والتي ما زالت تحت سيطرة عناصر التنظيم".



وشهد محيط مدينة البوكمال عملية عسكرية واسعة للنظام السوري والمليشيات الموالية له، بغية السيطرة على المدينة القريبة من الحدود مع العراق. وباشرت قوات موالية للنظام السوري استعداداتها لإعادة اقتحام البوكمال التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".

وذكرت "فرات بوست" أن "قوات النخبة في حزب الله اللبناني المدعوّة بقوات الرضوان وصلت إلى مدينة البوكمال بالتزامن مع نقل عناصر لواء الفاطميون الأفغاني من مدينة دير الزور إلى البوكمال أيضاً. وتوافد عدد كبير من الفصائل اللبنانية والعراقية المختلفة إلى محيط المدينة تحضيراً لاقتحام المدينة". وشنّت المقاتلات الروسية غارات جوية عدة على مواقع التنظيم في بلدتي العشارة والقورية، شرق دير الزور، تزامناً مع عمليات عسكرية لقوات النظام على أطراف قرية محكان على ضفاف نهر الفرات.

من جهتها، أعلنت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" أنها "سيطرت على مواقع عسكرية عدة، بالقرب من منطقة المرسوم الغربي في بلدة أبو حمام، شرق دير الزور، وذلك خلال هجوم شنته انطلاقاً من مواقعها التي سيطرت عليها أخيراً في حقل التنك النفطي، لتصبح على مشارف بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي".

وفي وسط البلاد، واصلت قوات النظام والمليشيات الحليفة عملياتها في ريف حماة الشمالي الشرقي، وأعلنت انها سيطرت على قريتي الحازم، شمال غربي قصر الشاوي، وربدة، شمال قصر الشاوي، بعد مواجهات مع "هيئة تحرير الشام". كما دارت اشتباكات بين الجانبين وسط محاولة من قوات النظام للتقدم باتجاه قريتي الرشادية وحجاره بريف حلب الجنوبي.

وقالت مصادر النظام إن الطيران الحربي استهدف قرية الرشادية بالصواريخ الفراغية، كما طاول القصف قرية بليل ومناطق أخرى في الريف الشمالي الشرقي لحماة، بالتزامن مع هجوم عنيف لقوات النظام في محاولة للسيطرة على القرية. وأكدت مصادر إعلامية مقربة من النظام أن "الهدف من العمليات العسكرية التي تخوضها قوات النظام في ريف حماة الشرقي هو الوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري، شرق إدلب"، مشيرة إلى أن "قوات النظام سيطرت في الأيام الماضية على قرى عدة تقدر مساحتها بـ20 كيلومتراً مربعاً".