خمسون قتيلاً في الأتارب والائتلاف يحمل روسيا المسؤولية الكاملة

خمسون قتيلاً ضحايا مجزرة الأتارب والائتلاف يحمل روسيا المسؤولية الكاملة

13 نوفمبر 2017
ثمة مفقودون لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض (الأناضول)
+ الخط -




ارتفع إلى خمسين قتيلًا عدد ضحايا القصف الجوي الروسي على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي شمال سورية، في حين علقت مديرية التربية والتعليم الدوام المدرسي في المدينة، في وقت أدان فيه "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" المجزرة، محملًا روسيا المسؤولية المباشرة والكاملة عن جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري.

وذكر مصدر من الدفاع المدني السوري في حلب، لـ"العربي الجديد"، أن عدد ضحايا القصف الجوي الروسي على منطقة السوق في مدينة الأتارب بلغت قرابة خمسين قتيلًا، بينهم ستة أطفال وثلاث نساء، ولا تزال الحصيلة مرجحة للارتفاع، نتيجة وجود مفقودين مصيرهم مجهول تحت الأنقاض.

وتعرضت مدينة الأتارب، عصر اليوم، إلى ثلاث غارات جوية استهدفت بصواريخ شديدة الانفجار منطقة السوق ومخفر "الشرطة السورية الحرة" في المدينة، حيث تمت تسوية مبان بأكملها في الأرض.

وفي الشأن، أعلنت "مديرية التربية والتعليم"، التابعة للمعارضة السورية، في مدينة الأتارب، عن تعليق الدوام الرسمي في المدارس، يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين، وذلك حفاظًا على سلامة الأطفال والمدنيين، بعد القصف الروسي الذي تعرضت له المدينة اليوم.

من جانبه، أدان الائتلاف الوطني السوري، في تصريح صحافي، بأشد العبارات "الجريمة الوحشية التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الروسي، وأسفرت في حصيلة أولية عن سقوط أكثر من 40 شهيداً من المدنيين وجرح عشرات آخرين، عقب استهدافها، بصواريخ فراغية، سوقاً في بلدة الأتارب غرب حلب اليوم الإثنين".

وأضاف الائتلاف: "روسيا، التي تسعى بكل وسيلة للالتفاف على إرادة السوريين وتطويقهم من خلال مبادرات ومشاريع ملتوية؛ تستمر في التنكر لتعهداتها والتزاماتها تجاه اتفاق خفض التصعيد الذي يُفترض أنها طرف ضامن فيه، وتقوم بقصف سوق تغصُّ بالمدنيين في وضح النهار وتدمير عشرات المنازل والمباني في الأتارب التي لا تضم أي فصيل عسكري، وتخضع لسلطة مجلس مدني وجهاز للشرطة المحلية".

وحمّل الائتلاف "الجانب الروسي المسؤولية المباشرة والكاملة عن جرائم الحرب التي ارتكبها في سورية منذ بدء تدخله العسكري، إضافة إلى المسؤولية عن جرائم الإبادة واستخدام الأسلحة الكيميائية والمحرمة من قبل نظام الأسد". داعيًا "مجلس الأمن إلى إدانة المجزرة ومرتكبيها، وملاحقتهم بكل الوسائل بوصفهم مجرمي حرب، والعمل الجدي لحماية المدنيين السوريين من استمرار تلك المجازر".

وفي السياق، وجّه "مركز الأتارب الإعلامي" نداء إلى كافة فرق الدفاع المدني في مدينة إدلب وريف حلب الغربي، من أجل التوجه إلى مدينة الأتارب للمشاركة في إنقاذ المدنيين العالقين تحت الأنقاض.



ويأتي ذلك في ظل تجدد الاشتباكات بين "حركة نور الدين الزنكي" و"هيئة تحرير الشام" في ريف حلب الغربي.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات تجددت في محور قرية كفرتين والفوج 111 في ريف حلب الغربي، وسط قصف متبادل.

من جانبها، اتهمت وكالة "إباء" التابعة لتنظيم "هيئة تحرير الشام" فصيل "الزنكي" بالهجوم على مقرات التنظيم في محيط كفرتين غربي حلب، حيث يقوم عناصر التنظيم بصد الهجوم، وفق قولها.

وكان الطرفان قد توصلا، مساء أمس، عن طريق وساطة وجهاء ومجلس الأتارب المحلي إلى وقف لإطلاق النار، تمهيداً لعقد اجتماع بين الطرفين من أجل حل النقاط العالقة بينهما، بالتفاوض.

وشهد ريف حلب الغربي، منذ يوم الأربعاء الماضي، اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين، في حين يتكتم الطرفان على حجم الخسائر في صفوفهما.

ويشار إلى أن مناطق سيطرة المعارضة السورية المسلحة في ريف حلب الغربي، والتي تشهد قتالًا مع تنظيم "هيئة تحرير الشام"، ضُمّت مع إدلب إلى مناطق خفض التصعيد المتفق عليها في محادثات أستانة.

في غضون ذلك، جُرح مدنيّون، بينهم طفلان، اليوم الإثنين، جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة إدلب، شمال غرب سورية، في حين سيطرت قوات النظام السوري على بلدة دوما، في ريف حماة الشرقي، وسط البلاد.

وقال "مركز إدلب الإعلامي" إن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة وقود في شارع الثلاثين بمدينة إدلب، ما أدى إلى وقوع جرحى من المدنيين، بينهم طفلان، فضلًا عن وقوع أضرار مادية.

وتزامن الانفجار في مدينة إدلب مع تحليق من الطيران الحربي الروسي فوق المدينة، بحسب ناشطين.

إلى ذلك، سيطرت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها على بلدة دوما، الواقعة شرق قصر أبو سمرة، في ناحية الحمرا، بريف حماة الشرقي، بعد معارك مع تنظيم "هيئة تحرير الشام".

وبسيطرة النظام على قرية دوما، يكون قد وصل إلى الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظة إدلب ومحافظة حماة من الجهة الشرقية.

ويشهد ريف حماة الشرقي هجومًا مستمرًا من قوات النظام السوري على مواقع "هيئة تحرير الشام"، و"جيش العزة"، وذلك بالتزامن مع إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة.

في غضون ذلك، قتل وجرح مدنيون، اليوم الإثنين، بقصف جوي من الطيران الحربي الروسي على بلدات في بادية البوكمال، بريف محافظة دير الزور، شمال شرقي سورية، في حين قتل قياديان في تنظيم "داعش" الإرهابي بغارة جوية على مدينة البوكمال.

وقالت مصادر محلية، إن الطيران الحربي الروسي قصف الأحياء السكنية في بلدات الباغوز والمراشدة والسفافنة في بادية البوكمال، القريبة من الحدود السورية العراقية، ما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى بين المدنيين، معظمهم أطفال ونساء.

وفي سياق متصل، أفادت شبكة "فرات بوست" بمقتل قياديين اثنين من تنظيم "داعش"، إضافة لإصابة العديد من قيادة وعناصر التنظيم، بقصف جوي استهدف مدينة البوكمال صباح اليوم.

وكان تنظيم "داعش" قد تمكن، أمس، من استعادة السيطرة على كامل مدينة البوكمال، بعد هجوم معاكس شنه ضد قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها، في حين انسحبت الأخيرة إلى محيط المدينة.

إلى ذلك، سيطرت قوات النظام السوري، والمليشيات المساندة لها، على قرية أبو الغر، إثر معارك مع تنظيم "هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشمالي الشرقي وسط البلاد.

وفي ريف دمشق الشرقي، قصفت قوات النظام بالمدفعية الأحياء السكنية في مدينة دوما، وبلدة النشابية ومدينة عين ترما ومدينة حرستا ما أسفر عن وقوع أضرار مادية.

وفي شأن متصل، قضى عنصران من المعارضة السورية المسلحة خلال مواجهات مع قوات النظام السوري في محور حي جوبر شرق مدينة دمشق، في محاولة تقدم من الأخيرة في المنطقة.