وثيقة لترامب بديسمبر: تحالف سعودي مصري إسرائيلي ضدّ إيران

"ميكور.ريشون" تكشف وثيقة لترامب في ديسمبر: تحالف سعودي مصري إسرائيلي ضدّ إيران

11 نوفمبر 2017
ترامب سيعلن عن الوثيقة في ديسمبر (نيكولاس كام/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت صحيفة إسرائيلية النقاب عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعلن، في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وثيقة المبادئ التي تؤسس لانطلاق التحالف الإقليمي ضدّ إيران.

وفي تحقيق نشره موقع صحيفة "ميكور ريشون"، أمس الجمعة، أشار إلى أن الخطوات التي أقدم عليها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ضدّ إيران، أخيراً، تأتي تمهيداً للإعلان عن وثيقة ترامب.

وبحسب معدة التحقيق، فيزيت فيرينا، فإن إدارة ترامب قررت بعد مشاورات مع كل من مصر والسعودية وإسرائيل تضمين الوثيقة أيضاً مبادئ تسمح بانطلاق عملية التسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. 

ولفتت، في هذا السياق، إلى أن مرجعية المبادئ المتعلقة باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الوثيقة ستستند إلى التفاهمات التي توصل إليها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة الإسرائيلية، في حينه، إسحاق هيرتزوغ،  وعرضاها على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة مشتركة لهما تمت بشكل سري للقاهرة، في إبريل/نيسان من العام الماضي، إلى جانب أفكار طورها فريق ترامب.

ووفقاً للمعلقة الإسرائيلية، فإن تفاهمات نتنياهو - هيرتزوغ تنص على أنّ حل الصراع مع الفلسطينيين يجب أن يستند إلى استعداد فلسطيني لتقديم "تنازلات" في منطقة "ج"، التي تشكل أكثر من 60 في المائة من الضفة الغربية، مقابل التزام إسرائيل بتجميد الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، وتقديم تل أبيب "بوادر حسن نية" أخرى للفلسطينيين.

وأوضحت فرينا أنّ وثيقة ترامب ستتضمن "أفكاراً من خارج الصندوق" لحل الصراع، أعدها كل من المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة جيسين غرينبليت، والسفير الأميركي في إسرائيل دفيد فريدمان، وكلاهما ينتميان للتيار الديني اليهودي الأرثوذكسي، ومعروفان بحماسهما الشديد للمشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية. ويذكر أن نتنياهو امتدح، خلال محاضرة ألقاها في لندن الأسبوع الماضي "أفكاراً من خارج الصندوق أعدها فريق ترامب"، على حد تعبيره.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن نتنياهو أجهض التفاهمات مع هيرتزوغ، التي تمت صياغتها لتكون قاعدة لانضمام حزب "العمل" لحكومته، تحت ضغط قيادات في حزب الليكود الذي يتزعمه. وأشارت الصحيفة إلى أن الأحزاب المشاركة في الائتلاف اليميني الحاكم وجهت صفعة للسيسي، لأنها تجاهلت ما ورد في خطاب "أسيوط" الذي ألقاه في مايو/أيار 2016، والذي حث فيه على "وحدة" الأحزاب الإسرائيلية من أجل تحسين فرص تحقيق تسوية للصراع.

وفيما يتعلق بولادة فكرة عقد المؤتمر الإقليمي لحل الصراع التي تتبناها إدارة ترامب ونظام السيسي، لفتت فرينا إلى أنها طرحت لأول مرة خلال القمة الأميركية الإسلامية في الرياض، في مايو/أيار الماضي، التي حضرها ترامب.

وذكرت أن ترامب طرح على القادة السعوديين والخليجيين والسيسي السؤال التالي: "في حال أصدرت قراراً بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، كيف ستردون؟". فرد السعوديون: "في حال تمت الخطوة في ظل انطلاق عملية التسوية فإننا لن نعارض هذه الخطوة". وبحسب الصحيفة، فإن ممثلي قطر "كانوا الوحيدين الذين عارضوا التوجه الأميركي بشأن نقل السفارة وأخذوا يخوضون جدالات ضد الفكرة".

وواصلت فرينا سرد ما جرى قائلة، إنّ "السيسي تدخّل في النقاش واقترح أن يتم تنظيم مؤتمر إقليمي في شرم الشيخ، مستدركاً وجوب إنجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية، حتى يكون هناك عنوان واحد للفلسطينيين يتولى مقاليد الأمور في حال تم إنجاز التسوية"، على حد تعبير المعلقة الإسرائيلية.

وأوضحت أن الأميركيين اقتنعوا بموقف السيسي، وباتوا ينطلقون من افتراض مفاده أن إنجاز المصالحة الفلسطينية مهم أيضاً لمواجهة إيران، على اعتبار أنه يسهم في تقليص تدخّلها في الشأن الفلسطيني.

وحسب فرينا، فإن استدعاء القيادة السعودية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لزيارة الرياض على عجل، الأسبوع الماضي، في ظل التحولات الدراماتيكية على الصعيد الداخلي السعودي، يدلل على أن السعوديين يدركون أهمية دور تحقيق المصالحة الفلسطينية في محاصرة توسع إيران الإقليمي.

وأشارت، في هذا الشأن، إلى أن الجانب السعودي ضغط على عباس أيضاً لكي تقف السلطة الفلسطينية علناً إلى جانب السعودية في الصراع المفتوح مع إيران.
وبحسب الصحيفة، فإن وثيقة ترامب ترى في الحكومة الفلسطينية التي ستتشكل في أعقاب المصالحة طرفاً في التحالف الإقليمي ضد إيران.

واستدركت الصحيفة أنّ هناك خلافات بين مصر والسلطة الفلسطينية بشأن تطبيق اتفاق المصالحة، مشيرة إلى أن اللقاء الأخير بين عباس والسيسي على هامش مؤتمر الشباب في "شرم الشيخ" كان متوتراً، حيث تباينت مواقف الطرفين بشأن ترتيبات نقل السيطرة على معبر رفح في أعقاب إعلان المصالحة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك اعتقادا سائدا بأن تصدّر كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والسيسي، المشهد الإقليمي سيقلص إلى حد كبير من حجم التنازلات التي سيكون على إسرائيل تقديمها، حسب وثيقة ترامب. وأوضحت أن "ضعف الوازع الأيدلوجي لدى بن سلمان وبن زايد والسيسي سيفضي إلى عدم مطالبة إسرائيل بتقديم بوادر حسن نية ذات قيمة كبيرة للفلسطينيين".

وأشارت إلى أن مشروع "نيوم" الاقتصادي، الذي أعلن عن انطلاقه، أخيراً، يأتي كمركب اقتصادي يهدف إلى توفير بيئة إقليمية تساعد على تجفيف منابع الوجود الإيراني في المنطقة، إلى جانب انعكاساته الاقتصادية المتوقعة. وأوضحت أن حرص السعودية الشديد على تسلّم جزيرتي "تيران" و"صنافير" من مصر كان مرتبطاً بالخطة السعودية المسبقة لتدشين "نيوم" الاقتصادي.

وحسب الصحيفة، فإن السعودية ودولا سنية أخرى تجري تنسيقا واتصالات سرية مع إسرائيل حول آليات مواجهة إيران، مشيرة إلى أن "الدول العربية المعتدلة" معنية بالاستفادة من عوائد الشراكة مع تل أبيب لتحسين نتائج مواجهة إيران.

واستدركت الصحيفة، أن فرص نجاح تحرك ترامب المرتقب يتوقف على مدى قدرة بن سلمان على تحقيق الانتصارات في المواجهات التي فتحها، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي أقدم على مخاطرة كبيرة، بسبب "استعدائه" عددا كبيرا من الأطراف. وشككت الصحيفة في قدرة بن سلمان على مواجهة التحديات التي جلبها، حتى في ظل إعلان ترامب عن وقوفه خلفه.


وفي تطور آخر، كشف التحقيق أن هيرتزوغ شارك، الأسبوع الماضي، عبر تقنية "الفيديو كونفرنس" في مؤتمر "مغلق" نُظم في إحدى الدول الخليجية لمناقشة فرص حل الصراع.

وبحسب الصحيفة، التي لم تذكر اسم الدولة التي نظمت المؤتمر، فقد شارك 120 من الساسة والدبلوماسيين وصناع القرار من دول المنطقة والولايات المتحدة ودول أخرى في المؤتمر، مبينةً أن هيرتزغ قال في كلمته: "هناك التقاء مصالح نادر بين إسرائيل والقوى المعتدلة في العالم العربي يتوجب عدم السماح بتفويت استغلاله"، مشدداً على وجوب أن تقوم الإدارة الأميركية بوضع صيغة تكون مرتكزا لاستئناف المفاوضات.

على صعيدٍ آخر، رجّحت الصحيفة أن يكون إقدام بن سلمان على اعتقال ابن عمه الملياردير الأمير الوليد بن طلال جاء كـ"بادرة حسن نية تجاه ترامب".

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن ترامب غضب كثيراً من الوليد بن طلال، لأنه دعاه أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى ترك السباق الانتخابي "لأن فرص نجاحه في الانتخابات معدومة". وأشارت الصحيفة إلى أن "ترامب يفضل هذا النوع من بوادر حسن النية".