اعتقال الداعية السعودي بن مسفر: الانحراف عن الولاء المطلق

الداعية السعودي سعيد بن مسفر... الاعتقال لمن ينحرف عن الولاء المطلق

10 نوفمبر 2017
رمز الموالين للنظام في تيار "الصحوة" (تويتر)
+ الخط -
اعتقلت السلطات السعودية الأكاديمي والداعية الإسلامي البارز في تيار "الصحوة"، الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني، رغم موالاته المعروفة للنظام السعودي، وذلك ضمن حملة الاعتقالات الكبرى في تاريخ السعودية الحديث، والتي طاولت عدداً كبيراً من رجال الدين والمفكرين والمحللين السياسيين والأمراء ورجال الأعمال.

وسبق اعتقاله حملة تضييق، واستدعاء للتحقيق وتوقيف محاضراته، وسؤاله عن مواقف تنحرف عن الولاء المطلق لحكم محمد بن سلمان.

ولد سعيد بن مسفر في مدينة أبها، جنوب السعودية، عام 1943، ودرس في جامعة الإمام محمد بن سعود، وحصل منها على البكالوريوس، ثم نال درجتي الماجستير والدكتوراه في العقيدة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وعين فيها أستاذا في الدراسات الدينية، قبل أن يتقاعد منها ويُنتدب عضوا في هيئة التدريس بكلية الحرم المكي.

وبدأ بن مسفر بالظهور في عام 1979 مع بروز نجم "الصحوة" وتحالف السلطات السعودية مع هذا التيار كردة فعل على اقتحام الحرم المكي من قبل الجندي المتطرف في الحرس الوطني، جهيمان العتيبي. وبدأ بن مسفر خطيباً في المساجد والفعاليات العامة محرضاً ضد التيارات الليبرالية والحداثية التي "تسعى لهدم المجتمع السعودي"، بحسب قوله، وانضم إلى جماعتي "الإخوان المسلمين" ثم "التبليغ" قبل أن يستقيل منها ويعتزل الحياة السياسية مبكراً، كما اشتهر بفتاواه الصارمة الرافضة لقيادة المرأة للسيارة والاختلاط.

ومع الغزو العراقي للكويت، عام 1990، خالف بن مسفر زملاءه من علماء "الصحوة" الذين رفضوا دخول القوات الأميركية لتحرير الكويت من الغزو العراقي، وأيّد بفتاواه الحكومة الكويتية، كما رفض المشاركة في الاحتجاجات التي قام بها تيار "الصحوة" عقب عام 1991، والتي قادها سلمان العودة وسفر الحوالي ومحسن العواجي واكتفى بالحياد.

ومكافأة للموقف الذي اتخذه بن مسفر، لم تضيق الحكومة الخناق عليه كما فعلت مع بقية الدعاة الذين ألقتهم بالسجن، كما أيّد بن مسفر حرب "عاصفة الحزم" التي شنتها السلطات السعودية في اليمن، حيث اعتبرها في خطبه "حربا إيمانية ضد الطائفة الشيعية وتمددها نحو السعودية".

لكن مواقف بن مسفر المؤيدة للحكومة لم تشفع له في ظل حملة تصفية بقايا أعضاء تيار "الصحوة" الذين ما زالوا خارج السجون، إذ أوقفت السلطات خطبه ومحاضراته قبل أسبوعين من اعتقاله، ثم قامت بإيقافه عن العمل واستدعائه، رغم كبر سنه، وتفتيش منزله، وسؤاله حول مواقفه السابقة، والتي اشتملت على الجلوس مع سلمان العودة، ومديح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ثم قامت بإيداعه في سجن غير معلوم حتى الآن.

وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد وعد في مؤتمر الاستثمار العالمي، أواخر الشهر الفائت، بـ"تدمير" تيار "الصحوة" الذي تحالفت الحكومة معه لفترة طويلة، واستخدمته كأداة لمواجهة الجماعات الإسلامية وغير الإسلامية الأخرى.