فرنسا وألمانيا تستبعدان احتجاز الحريري في السعودية

فرنسا وألمانيا تستبعدان احتجاز الحريري في السعودية

10 نوفمبر 2017
وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان (باتريك كوفاريك/فرانس برس)
+ الخط -
استبعدت فرنسا، اليوم الجمعة، أن يكون رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري خاضعاً للإقامة الجبرية في السعودية، مشيرة إلى عدم وجود أي قيود على حركته، كما أكدت مسؤولة ألمانية أنّه ليس لدى برلين ما يدل على أنّ الرياض تحتجز الحريري.

وصرّح وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، اليوم الجمعة، لإذاعة "أوروبا 1": "نعم، على حد علمنا. نعتقد أنه حر في تحركاته والمهم أنه يتخذ خياراته".

وذكر دبلوماسيون أنّ سفير فرنسا لدى السعودية اجتمع مع الحريري، أمس الخميس، قبل زيارة لم تكن مقررة سلفاً قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرياض التقى خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ولم يتضح ما إذا كان ماكرون قد أجرى أي اتصال مع الحريري خلال الزيارة.

وترتبط باريس بعلاقات خاصة مع لبنان مستعمرتها السابقة ومع الحريري الذي يملك منزلاً في فرنسا حيث عاش عدة سنوات.

وقال ماكرون في دبي، أمس، إنّ هناك اتصالات غير رسمية مع الحريري لكن ليس هناك طلب لنقله إلى فرنسا.

وأضاف: "ما يهمنا هو استقرار لبنان وطرح حل سياسي بسرعة".

ومن المقرر أن يزور لو دريان السعودية يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني قبل أن يسافر إلى إيران في وقت لاحق من الشهر الجاري.

من جهتها، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الجمعة، إنّ برلين ليس لديها ما يدل على أنّ الحريري، محتجز رغماً عنه في السعودية. وأضافت أنّ برلين تعتقد أنّ الحريري حر الحركة.

وقالت المتحدثة، في مؤتمر صحافي دوري، إنّه "ليس لدينا دليل على أنّ الحريري محتجز في الرياض ونفترض أنّه يذهب لأي وجهة شاء".

وقال متحدث باسم الحكومة، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ ألمانيا تشارك السعودية قلقها بشأن تدخل إيران في اليمن، ودعم طهران لرئيس النظام السوري بشار الأسد، و"حزب الله" اللبناني.

مطالب بعودة الحريري

أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، القائم بالأعمال السعودي في بيروت، وليد بخاري، خلال لقاء في قصر بعبدا الرئاسي، أنّ ملابسات استقالة الحريري "غير مقبولة"، مطالباً بعودته إلى لبنان.

عون وبخاري اليوم (تويتر) 

وعبّر عون عن قلقه، إزاء ما يتردّد عن الظروف التي تحيط بوضع الحريري الذي أعلن من السعودية استقالته من رئاسة وزراء لبنان، يوم السبت الماضي.

وقالت مصادر رئاسية، لـ"رويترز"، إنّ عون طالب "بجلاء" الظروف التي تحيط بوضع الحريري، وذلك خلال اجتماع مع سفراء أجانب وممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في لبنان.

وكان مسؤولان كبيران بالحكومة اللبنانية، قد قالا لـ"رويترز"، أمس الخميس، إنّهما يعتقدان أنّ السعودية تحتجز الحريري. وقال مصدر ثالث، وهو سياسي بارز وثيق الصلة بالحريري، إنّ السعودية أمرته بالاستقالة ووضعته قيد الإقامة الجبرية. وذكر مصدر رابع مطلع على الوضع أنّ السعودية تفرض قيوداً على تحركاته، الأمر الذي تنفيه الرياض.

وتلقى النظام اللبناني جرعة دعم دولي عبر اللقاء الذي عقده عون، مع سفراء "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، في قصر بعبدا لبحث تطورات استقالة الحريري، وغيابه عن البلاد منذ تقديم الاستقالة.

وأكد أعضاء المجموعة، التي تأسست عام 2013، وتضم الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، "التأييد الكامل لإدارة الرئيس عون للأزمة الحالية"، كما شددوا على ضرورة المحافظة على "استقرار لبنان".

ويأتي هذا الموقف الدولي، بعد سلسلة لقاءات جمعت سفراء الدول الكبرى في لبنان مع الرئيس عون، ومع الحريري في الرياض، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي للأخير.

كما تأتي بعد الزيارة التي قام بها المدير العام لجهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إلى باريس، للبحث مع المسؤولين الفرنسيين في حقيقة طوعية إقامة الرئيس الحريري في الرياض.

وكان أعضاء مجموعة الدعم الدولي للبنان قد اجتمعوا، قبل أسبوع، وأعربوا عن قلقهم عقب إعلان استقالة الحريري، وشددوا على أهمية "قيام الجميع بدعم استمرارية مؤسسات الدولة اللبنانية، وإجراء الانتخابات في حينها، وفقا للدستور".

إلى ذلك، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط: "بعد أسبوع من إقامة جبرية كانت أو طوعية آن الأوان لعودة الشيخ سعد والاتفاق معه على استكمال مسيرة البناء والاستقرار"، مشددا على أنه "لا بديل" عن الحريري.

كما نقلت "رويترز" عن جنبلاط قوله إنّ لبنان لا يستحق اتهامه بإعلان الحرب على السعودية، مضيفاً أنّ من المحزن حقاً أن توجّه الرياض مثل هذا الاتهام للبنان بعد عقود من الصداقة.