اجتمع التونسيون أخيراً!

اجتمع التونسيون أخيراً!

08 أكتوبر 2017
يختلف التونسيون تقريباً حول كل شيء (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
يُفترض أن يكون الاختلاف رحمة، وألا يفسد للود قضية، لكنه يتحوّل في تونس أحياناً إلى نقمة وأوجاع لا تنتهي. وتعوّد التونسيون على خصومات، بمناسبة ومن دون مناسبة، حتى أصبحنا نبحث عن شيء يجمعنا ولو مؤقتاً.

ولئن كان من المفهوم، بل ومن المطلوب أيضاً، أن يكون هناك تباين بخصوص بعض القضايا والملفات السياسية، فإن قضايا أخرى يُفترض أن تكون محسومة، وألا تسبب كل هذا الضجيج بخصوصها، وألا تتحول في كل الأحوال إلى قضايا تشغل الرأي العام وتنتزعه مما هو أهم، وخصوصاً أن قائمة أولويات التونسيين ليست بالهينة وتتطلب جهداً ووقتاً كثيرا لحلهاً. ويختلف التونسيون تقريباً حول كل شيء، الحكومة والدستور ونظام الحكم والأحزاب والنقابات، وكل ما يتعلق بها وبأدائها ونتائج عملها، وهذا أمر طبيعي ومفهوم، برغم أن الدستور لا يزال طرياً وصيغ بإجماع نادر وتطلب جهداً خرافياً ليكون منتجاً توافقياً.

ويستعد التونسيون قريباً لمعارك طاحنة بدأت طبولها تدق بانتظام وقوة، أولها موازنة العام المقبل، وما تسرب منها من إجراءات ربما تزيد من تعكر الوضع. وشرعت الأحزاب والمنظمات في شحذ أسلحتها استعداداً للمعركة. وخلنا أن تاريخ الانتخابات البلدية في مارس/آذار المقبل قد حسم نهائياً، ولكن عادت أحزاب من المعارضة والائتلاف تشكك فيه، وربما يعود الجدل من جديد حوله في الوقت الذي بدأت فيه منظمات دولية تحذر من فرملة الانتقال الديمقراطي الذي تشهده البلاد بسبب هذه التأخيرات.

ولأنه لا يكفي التونسيين كل هذه الهموم والخلافات برزت قضية جديدة في الأيام الأخيرة بشأن قُبلة!، نعم قُبلة بين رجل وصديقته ألقت الشرطة القبض عليهما، وتحولت القضية إلى مناصرين ومناهضين. وتحولت صفحات "فيسبوك" إلى أرض معركة طاحنة بين الطرفين، تدخل فيها حتى السفير الفرنسي، في ما يبدو بنشر صورة له مع زوجته انتصاراً للقبلات. ولم ينقذنا من كل هذا إلا يوسف المساكني، لاعب المنتخب الذي أجّل لساعتين خلافات التونسيين وجمعهم حول أمل جديد بالتأهل الى مونديال روسيا بعد خيبتين متتاليتين. ولوهلة، توحدت الحناجر ونسي الجميع مشاكله وألقى السياسيون بأسلحتهم جانباً، بانتظار استعادتها سريعاً طبعاً، فأمامهم أسبوع حافل.