صحيفة روسية: سياسات ترامب والنفوذ الإيراني وراء زيارة سلمان

صحيفة روسية: سياسات ترامب والنفوذ الإيراني وراء زيارة سلمان

موسكو

رامي القليوبي

avata
رامي القليوبي
05 أكتوبر 2017
+ الخط -


ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، في عددها الصادر، اليوم الخميس، أنّ دوافع زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلى موسكو، تعود إلى حاجة السعودية لتعزيز العلاقات مع روسيا، في ظل تراجع الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وتنامي النفوذ الإيراني.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّه رغم الخلافات السياسية العديدة بين السعودية وروسيا، إلا أنّ البلدين أظهرا في الآونة الأخيرة استعداداً لتعزيز العلاقات، موضحة أنّ الأبعاد الاقتصادية لها صلة بالجوانب السياسية أيضاً.

ونقلت الصحيفة، عن غريغوري كوساتش الأستاذ في كلية التاريخ والعلوم السياسية والقانون في الجامعة الحكومية الروسية، قوله إنّ "السعوديين يحاولون تطوير العلاقات الاقتصادية معنا، معتبرين أنّ ذلك سيساعد إلى حد ما في تسوية المشكلات الناجمة عن سياستهم في المنطقة، وبدأوا يتعاملون معنا مثلما يتعاملون مع الصين تقريباً. من المعروف أنّ العلاقات السعودية الصينية في مجال الاقتصاد رائعة رغم تباينات سياسية كبيرة".

وأوضح كوساتش، أنّه على الصعيد السياسي يكفي للسعودية ألا تتدخل موسكو في الأزمة اليمنية، وتلتزم الحياد حيال أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

ورأى الخبير الروسي، أنّ زيارة الملك باتت ممكنة، بعد تقديم موسكو بعض التنازلات والمضي قدماً في بعض الملفات مثل "التقدّم في تحديد أسعار النفط العالمية واعتراف رئيسنا (فلاديمير بوتين) بدور السعودية كقوة رائدة في المنطقة، والسماح للسعوديين بالتحكّم في مختلف مجموعات المعارضة السورية، والتزام الصمت بشأن أعمالهم في اليمن"، مستبعداً في الوقت عينه، احتمال تقليص الدعم الروسي لإيران.

وكان الملك سلمان، قد وصل إلى العاصمة الروسية، مساء الأربعاء، ليبدأ زيارته التي وصفت بـ"التاريخية" لكونها أول زيارة يقوم بها عاهل سعودي إلى موسكو في تاريخ العلاقات.

ومن المقرر أن يعقد الملك سلمان، اليوم الخميس، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ستتركّز على الوضع في سوق النفط في ظل اتفاق خفض الإنتاج، والأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق ما أكده الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

وأعرب العاهل السعودي، عن أمله في أن تحقّق زيارته إلى روسيا "تعزيز العلاقات الثنائية، وخدمة الأمن والسلم الدوليين"، بحسب تصريح له، بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، عقب وصوله موسكو.

ولم يذكر بيان للديوان الملكي، مدة زيارة الملك السعودي، إلا أنّ وكالة "نوفوستي" نقلت عن مصدر روسي لم تسمّه أنّ العاهل السعودي، سيقضي 4 أيام في موسكو.


من جهته، رأى الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية يوري بارمين، أنّ زيارة الملك سلمان، تساعد روسيا في تأكيد دورها كلاعب رئيس في الشرق الأوسط.

وقال بارمين لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "يهمنا جدّاً تعزيز صورتنا كلاعب رئيس في الشرق الأوسط، وتلعب العلاقات مع السعودية دوراً حيوياً في ذلك".

وأضاف: "تؤدي محاولات السعودية إيجاد نهج جديد حيال روسيا، دوراً إيجابياً، لأنّها تساعدنا في رسم صورة قوة عالمية في الشرق الأوسط، تحلّ بشكل أو بآخر محل الولايات المتحدة التي قرر رئيسها دونالد ترامب تقليص وجودها في المنطقة".

وتابع قائلاً: "بدأ الأميركيون في الانسحاب من الشرق الأوسط، وبات ذلك واضحاً، بينما أصبحت إيران تؤدي دوراً أكبر مقارنة بعام 2015. وبعد اجتماع هذين العاملين، أدركت السعودية أنّه لن يساعدها أحد في تحقيق اتزان إيران إلا روسيا لما لها من الآليات غير المباشرة للتأثير على طهران".

إلى ذلك، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالعاصمة موسكو، مساء الأربعاء، نظيره السعودي عادل الجبير، الذي يرافق الملك سلمان في زيارته.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، إنّ الجبير ولافروف "عقدا في قصر ضيافة وزارة الخارجية الروسية بموسكو جلسة مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة للمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية".

كما التقى الجبير، رئيسة مجلس الاتحاد الفيدرالي الروسي فالنتينا ماتفيينكو، في مقر المجلس بموسكو، وفق المصدر ذاته.


ذات صلة

الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.
الصورة
تظاهرة ضد هيئة تحرير الشام-العربي الجديد

سياسة

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الجمعة، مناهضة لسياسة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، ومطالبة بإسقاط قائدها أبو محمد الجولاني.
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة

منوعات

دفعت الحالة المعيشية المتردية وسوء الأوضاع في سورية أصحاب التحف والمقتنيات النادرة إلى بيعها، رغم ما تحمله من معانٍ اجتماعية ومعنوية وعائلية بالنسبة إليهم.