"داعش" يتهاوى في دير الزور والأنظار تتجه نحو البوكمال

"داعش" يتهاوى في دير الزور والأنظار تتجه نحو البوكمال

01 نوفمبر 2017
بات "داعش" في آخر أيامه بدير الزور (فرانس برس)
+ الخط -



على وقع تقلّص نفوذ "داعش" في مدينة دير الزور لحساب توسّع سيطرة النظام، وردت أنباء عن اتصالاتٍ قد تؤمّن ممرات آمنة لخروج مسلحي التنظيم من هناك، في مقابل تعزيز "قوات سورية الديمقراطية" سيطرتها على منابع النفط، شرق الفرات، مع احتدام السباق نحو البوكمال، وذلك على وقع بداية النهاية لـ"داعش".

في هذا السياق، أعلن النظام السوري عن إحرازه تقدماً جديداً في معاركه بآخر أحياء سيطرة "داعش"، ضمن مدينة دير الزور، شرقي سورية، وهي مناطق تحاصرها قواته ومليشيات تساندها من أربع جهات. وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أمس الثلاثاء، أن "قوات النظام استعادت السيطرة على قسم من حي المطار القديم والمعهد الصناعي وبناء الحلبي في حي الرصافة بمدينة دير الزور"، مضيفة أن "وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة حققت تقدماً جديداً ضد تنظيم داعش في حي الحميدية بالمدينة بعد اجتثاث من تبقى من إرهابييه في عدد من الكتل السكنية والدوائر الخدمية والشارع الرئيسي، وصولاً إلى مدرسة خديجة الكبرى".

في غضون ذلك، كثّف الطيران الحربي غاراته بمدينة دير الزور، خلال اليومين الماضيين، مستهدفاً نقاطاً عدة بأحياء الحميدية والكنامات والجبيلة وغيرها؛ كما أفادت مصادر محلية عن "استهداف هذه الهجمات الجوية جسري الحويقة والأعيور، وإلحاق دمار كبير بها".

بدورهم، كشف ناشطون في دير الزور عن أن "قوات النظام تعمل على تعزيز نقاطها النارية في الأحياء التي تقدمت إليها بمدينة دير الزور، كالصناعة والعمال والعرفي، وتهاجم بالتوازي أحياء الشيخ ياسين والكنامات والحميدية، لتضييق الخناق على مسلحي داعش وحصرهم في مساحةٍ ضيقة. وهو ما يتحقق تباعاً، وسط أنباءٍ عن اتصالاتٍ يجريها وجهاءٌ محليون مع قادة التنظيم داخل مدينة دير الزور. وتبحث كذلك بالتنسيق مع قوات النظام، إنقاذ حياة من تبقى من عائلاتٍ مُحاصرة داخل أحيائها الخاضعة لداعش".

لا تفاصيل واضحة حول فحوى هذه الاتصالات، بحسب المصادر المحلية، التي قالت إن "المفاوضين عن داعش طلبوا تأمين ممرٍ آمن لخروجهم بأسلحتهم، برفقة العائلات المُحاصرة نحو البوكمال، وهو ما لم يتم الاتفاق عليه مع قوات النظام التي تواصل هجماتها".

في موازاة ذلك، عززت "قوات سورية الديمقراطية" مناطق سيطرتها شرقي نهر الفرات، بمحيط منابع النفط التي سيطرت عليها خلال الأسبوعين الأخيرين، في الوقت الذي بسطت نفوذها في قرى جديدة، وسيطرت على بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي، بعد اشتباكات مع "داعش"، في حين وصلت لمحيط بلدة جديد بكارة، الواقعة بين بلدتي خشام والبصيرة، شمال الشحيل بنحو 15 كيلومتراً. وكل هذه البلدات واقعة عند ضفة الفرات الشرقية المقابلة لمناطق الموحسن والبوليل والميادين على الطرف الغربي لمجرى النهر.



وتتجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة نحو مدينة البوكمال، التي باتت آخر معاقل "داعش" الهامة شرقي سورية، والواقعة قبالة مدينة القائم العراقية، مع كشف النظام السوري والمليشيات المدعومة إيرانياً، عن نيتهم فتح تلك المعركة لبسط نفوذهم على هذه المدينة الحدودية الهامة، والتي باتت معقل قيادة "داعش" الرئيسية في سورية.

وذكر مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون في النظام أنهم "عازمون على مواصلة دفع قواتهم حتى بسط نفوذهم على البوكمال وكامل الحدود العراقية - السورية". غير أنه في الوقت عينه، فإن التحالف الدولي وعلى لسان المتحدث باسمه ريان ديلون، أعلن يوم السبت الماضي، أن "المدينة هدف للتحالف بالتأكيد".

وتلا ذلك تصريحات الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، الذي اعتبر في تصريحات صحافية، أنه "إذا كان النظام قادراً على تحرير البوكمال فليتفضل، ولكن لا إمكانيات لديه. لا أعرف ما إذا كان حلفاؤه الإيرانيون سيساعدونه أم لا، وكل ما أعرفه هو أن قواتنا إن وصلت إليها ستحررها، وستحرر غيرها من المناطق".

ورشحت معلوماتٌ أن "التحالف الدولي قد يتيح المجال لقواتٍ تتبع للجيش الحر، ترابط حالياً قرب قاعدة التنف العسكرية على الحدود السورية - العراقية، وقرب الحدود الأردنية، للمشاركة في معركة البوكمال". لكن الناشط عامر هويدي قال لـ"العربي الجديد"، إن "هناك خشية من أن يؤدي دفع قوات الجيش الحر لمعركة البوكمال إلى إحراق ما تبقى من الجيش الحر، نتيجة حشد داعش الآن لقوته الأبرز هناك".

رسمياً، لا تأكيدات على إبلاغ المسؤولين العسكريين الأميركيين في سورية لفصائل الجيش الحر بالبادية بالاستعداد لخوض معركة البوكمال، فقد نفى المتحدث باسم "جيش مغاوير الثورة"، محمد مصطفى جراح، لـ"العربي الجديد"، تلقيهم "أي عرض من التحالف في هذا الإطار"، لكن مسؤول الإعلام في قوات أحمد عبدو، وهو سعيد سيف، أشار لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "لا يوجد شيء واضح وجدّي؛ لكن هناك ما يلوح في الأفق".


المساهمون