تحديد موعد الانتخابات العامة بالعراق والعبادي يطمح لولاية ثانية

الانتخابات العامة بالعراق في مايو 2018... والعبادي يطمح لولاية ثانية

22 أكتوبر 2017
العبادي سيدخل الانتخابات بتحالفات جديدة (محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -

حددت المفوضية العليا للانتخابات في العراق، اليوم الأحد، موعدًا جديدًا لإجراء الانتخابات العامة في البلاد، والتي ينتج عنها انتخاب برلمان جديد ورئيسي الحكومة والجمهورية، في وقت أكدت فيه مصادر حكومية عراقية لـ"العربي الجديد"، عزم رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، على الدخول في تحالفات مع قوائم سنية ومدنية، أملًا في انتزاع ولاية ثانية له، مستغلًا سلسلة النجاحات الأمنية التي حققها على مستوى الحرب على الإرهاب وتحرير المدن، وأخيرًا بسط نفوذ الدولة على المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات "البشمركة".

وقال بيان لمفوضية الانتخابات العراقية، وهي أعلى سلطة دستورية مسؤولة عن تنظيم عمليات الانتخاب في العراق، إن "المفوضية أكملت أغلب الاستعدادات المتعلقة بانتخاب البرلمان العام، لذا فإن مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات يقترح على مجلس الوزراء أن يكون السبت 12/5/2018، موعدًا لإجراء انتخاب البرلمان لدورته الرابعة".

وأضاف أن "ذلك يأتي احترامًا للمدد الدستورية التي نص عليها الدستور، وحرصًا من مفوضية الانتخابات على هذه المدد وفق الجدول الزمني المعد من قبلها".

وشهد العراق، منذ الاحتلال الأميركي للبلاد ولغاية الآن، ثلاث عمليات انتخابية عامة جرت في أعوام 2005 و2010 و2014، تسلم حزب "الدعوة الإسلامية" فيها جميعًا السلطة، ضمن ما يعرف بـ"التحالف الشيعي"، الذي رجح كفته تصويت التحالف الكردستاني له في تسلم منصب رئاسة الحكومة، مقابل منصب رئاسة الجمهورية للأكراد.

ويتوقع أن تشهد الانتخابات الجديدة المقبلة مفاجآت كبيرة على مستوى الحكومة ورئاسة الجمهورية في حال إجرائها، إذ تلف موعد الإجراء شكوك كثيرة حول القدرة على تنظيمها، خاصة مع وجود نحو مليوني نازح داخل العراق، ومثلهم خارجه، مع الدمار الواسع في المدن نتيجة تحريرها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، فضلًا عن احتلال مليشيات "الحشد الشعبي" مدنًا أخرى، كجرف الصخر وبيجي ويثرب والعويسات وسواها، فضلًا عن اشتداد الأزمة بين أربيل وبغداد، والتي توحي بطول مدتها.

خلال ذلك، قالت مصادر سياسية في التحالف الوطني الحاكم، إن رئيس الوزراء حيدر العبادي بصدد تشكيل تحالف جديد خارج عباءة حزب الدعوة، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، والمتهم بقضايا فساد وانتهاكات طائفية خلال فترة توليه السلطة في البلاد.

ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن ثمة تفاهمات جديدة بين العبادي وكتل سنية، أبرزها تحالف القوى العراقية، للدخول في تشكيل جديد لخوض الانتخابات، أو تشكيل تحالف داخل البرلمان.

وقال قيادي بارز في "التيار الصدري" إن هناك تفاهمات بين القوى السنية و"التيار الصدري" والتيار المدني مع العبادي، ومؤخرًا مع إياد علاوي أيضًا، وقد تنتج عنها تحالفات انتخابية جديدة.

ولفت إلى أن المجلس الأعلى و"تيار الحكمة والفضيلة" وحزب الدعوة بزعامة المالكي، ما زالوا ضمن فريق واحد مدعوم بشكل واضح من إيران، فيما تنقسم مليشيات الحشد، بمختلف فصائلها، بين العبادي واختيار شخصية ثانية لتسلّم الحكم في البلاد أربع سنوات أخرى.

وأكد أن الحراك السياسي الانتخابي للعبادي يحظى بدعم أميركي، وقد تمارس الرياض دورًا في الضغط على التحالف السني العراقي لدعم العبادي للفوز بولاية ثانية، "كونه الأفضل حتى الآن"، على حد قوله.

ولفت إلى أن "البوصلة الكردية كانت قبل إجراء الانتخابات مع العبادي، إلا أن التطورات الأخيرة السياسية والعسكرية في الأزمة بين بغداد وأربيل جعلت من الصعب التكهن بالموقف الكردي من الانتخابات بشكل عام".