قوات النظام تستعيد القريتين.. وتفاقم محنة المدنيين بدير الزور

قوات النظام السوري تستعيد مدينة القريتين.. وتفاقم محنة المدنيين في دير الزور

21 أكتوبر 2017
تستمرّ معاناة أهالي دير الزور (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -
سيطرت قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات أجنبية، ظهر اليوم السبت، على مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، بينما تتصاعد محنة المدنيين في دير الزور شرقي البلاد.

وقالت وكالة "سانا" الرسمية إن قوات النظام تمكنت من القضاء على جميع عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي داخل مدينة القريتين، إثر عملية عسكرية تزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي مكثّف.

وسبق أن رفض عناصر التنظيم الخروج من المدينة، بعد تقديم قوات النظام عرضاً لهم بالتوجّه نحو شرق دير الزور بعيد أيام قليلة من سيطرتهم عليها إثر عملية مفاجئة نهاية الشهر الماضي، ضمن ما سماها التنظيم "غزوة أبو محمد العدناني".

واتهمت روسيا قوات التحالف، والذي تقوده الولايات المتحدة، بتسهيل قدوم عناصر "داعش" من قاعدة التنف شرقي البلاد.

وبعد أن سيطرت قوات النظام على حقل العمر النفطي في ريف دير الزور، قالت إنها واصلت تقدمها وسيطرت على قريتي الحصان وشقرا شمال نهر الفرات، وإنها تتقدم باتجاه قرية محيميدة التي تقع تحت سيطرة المليشيات الكردية.

وقالت مصادر محلية إن الطيران الحربي استهدف بلدة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، فيما ألقت مروحيات تابعة للنظام براميل متفجرة على قرية الصبحة في الريف ذاته.

كذلك طاول القصف الجوي مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية، إضاقة لبلدة ذبيان التي تعرضت لقصف جوي ومدفعي، ما أوقع خسائر كبيرة في الممتلكات.

وكان ثلاثة مدنيين قد قتلوا بقصف مدفعي لقوات النظام السوري على بلدة الشحيل شرق دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

وقصفت قوات النظام المتمركزة في بلدة البوليل غرب نهر الفرات بقذائف المدفعية منازل المدنيين في بلدة الشحيل شرق نهر الفرات، ما أسفر عن وفاة امرأة وابنتها وطفلها.

وشهد شرق دير الزور نزوح قرابة 400 ألف مدني، نتيجة القصف الجوي لروسيا والنظام، والذي استهدف التجمعات المدينة والمعابر النهرية، ما أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين.

وقد وجّه المجلس المحلي لمحافظة دير الزور التابع لـ "الحكومة السورية المؤقتة" اليوم السبت، نداء إنسانياً لـ "الأمم المتحدة والأمانة العامة لمجلس حقوق الإنسان، والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، ومجموعة أصدقاء الشعب السوري، بتحييد المدنيين عن القصف وحمايتهم".

وطالب المجلس، في بيان، بتأمين ممرات إنسانية آمنة للمدنيين الهاربين من المعارك في المحافظة، وإدانة القصف العشوائي، وتجريم القصف المتعمد الذي يستهدف المعابر المائية عبر نهر الفرات، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لملاحقة المسؤولين عن تلك المجازر.

وأشار المجلس إلى أن عناصر تنظيم "داعش" ينقلون بالحافلات على مرأى من أنظار العالم من دون استهدافهم، فيما تقصف طائرات النظام وروسيا المعابر المائية التي يسلكها المدنيون عبر نهر الفرات هرباً من العمليات العسكرية.

وأوضح البيان أنه "تمّ توثيق مقتل 178 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وإصابة 197 آخرين، وفقاً لشبكات حقوقية ومدنية في دير الزور".

وتشهد محافظة دير الزور في الأشهر الأخيرة قصفاً جوياً وصاروخياً لروسيا والنظام، إضافة إلى معارك تنظيم "داعش"، وكل من قوات النظام ومليشيات قسد، أدت إلى مقتل مئات المدنيين.

وتحدثت شبكة "فرات بوست" عن تفشي العديد من الأمراض الجلدية، إضافة إلى مرض التهاب السحايا الناتج عن الإصابة بجرثومة (اللوكيميا) بين النازحين من دير الزور في مخيم السد بريف الحسكة.

ويقع مخيم السد ضمن منطقة صحراوية قاحلة على بعد كيلومترين من نهر الخابور الخاضع لسيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية".

وفرّ إلى هذا المخيم وغيره من المخيمات القريبة من محافظة دير الزور آلاف النازحين من أبناء المحافظة بعد أن حاصرتهم قوات النظام والمليشيات المقاتلة معه.

ووثقت منظمات طبية كثيراً من حالات الإصابة بأمراض الجرب والأكزيما وأمراض أخرى لم تكشف التحاليل الطبية ماهيتها حتى الآن، في ظل النقص الحاصل في الدواء وضعف قدرة الكوادر الطبية على التعامل مع هذه الأمراض، وكذلك انعدام الرعاية الطبية لفترات طوية وعدم وجود الأدوية المناسبة للتعامل مع هذا النوع من الأمراض نتيجة لغياب المشافي أو حتى النقاط الطبية المتنقلة التي من شأنها التعامل مع هذه الحالات.