القوات العراقية تدخل بلدة متاخمة لأربيل وتشتبك مع أكراد

القوات العراقية تدخل بلدة متاخمة لأربيل وتشتبك مع أكراد

بغداد

براء الشمري

avata
براء الشمري
20 أكتوبر 2017
+ الخط -
تمكّنت القوات العراقية، اليوم الجمعة، من دخول بلدة التون كفري الواقعة شمال مدينة كركوك (شمال العراق)، على حدود محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ترافق ذلك واشتباكات مع مسلّحين أكراد.

وأكد مصدر أمني عراقي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أنّ قوة عراقية مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية ومليشيا "الحشد الشعبي"، دخلت التون كفري بعد اشتباكات مع مسلحين أكراد، مشيراً إلى أنّ الاشتباكات ما تزال مستمرة، لكن بشكل متقطع.

ومع دخولها إلى التون كفري، أصبحت القوات العراقية، على مقربة من حدود أربيل عاصمة إقليم كردستان، بحسب المصدر، لافتاً إلى وجود تحشيدات كبيرة لقوات "البشمركة الكردية" على حدود البلدة، من جهة أربيل.

وفي السياق، أفادت وسائل إعلام كردية، اليوم الجمعة، بأنّ اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات "البشمركة" الكردية، ومليشيا "الحشد الشعبي"، بعد دخول عناصر الأخيرة إلى بلدة التون كفري.

وقال تلفزيون "روداو" الكردي، إنّه "بعد سيطرة عناصر الحشد الشعبي على كركوك، بدأ ينقل عدداً كبيراً من قواته إلى التون كفري، منذ مساء أمس الخميس، وحاول التقدّم للسيطرة على البلدة، إلا أنّ قوات البشمركة تصدّت لهذه القوات".

ونقل عن ضابط كردي، قوله "تمكّنت قوات البشمركة، ومنذ الصباح الباكر اليوم الجمعة، من التصدّي والوقوف بوجه هجمات قام بها عناصر الحشد الشعبي بالأسلحة الثقيلة الأميركية، في محاولة منهم للدخول إلى مركز التون كفري"، مؤكداً التصدي لهم وإحراق عجلتين طراز "هامر" تابعتين لـ "الحشد الشعبي"، بحسب قوله.

في الأثناء، نفت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، الأنباء التي تحدّثت عن انسحاب قطعات الشرطة الاتحادية، من عدد من المناطق التي دخلتها، خلال عمليات فرض الأمن في كركوك.

وقال المتحدث باسم الوزارة وهاب الطائي، إنّ "قواتنا متمركزة في مواقعها ولم تنسحب ولا قطعة واحدة من قطعاتنا في الشرطة الاتحادية أو الرد السريع أو جهاز مكافحة الإرهاب أو جيشنا الباسل"، مضيفاً أنّ "الأمور في كركوك تسير بشكل طبيعي".

ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم الجمعة، شهدت مدينة كركوك، انتشاراً أمنياً مكثّفاً للشرطة العراقية وقوات مكافحة الإرهاب، على خلفية اشتباكات بين مسلّحين مجهولين ودورية عراقية الليلة الماضية.

وقال مصدر أمني محلي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "القوات المشتركة استنفرت بمفارزها، ونصبت عدداً من نقاط التفتيش في مناطق متفرقة من كركوك، وشنّت حملة لتفتيش السيارات والأشخاص"، موضحاً أنّ "هذه الإجراءات جاءت على خلفية تعرّض دورية لقوات مكافحة الإرهاب، لإطلاق نار من قبل مسلّحين مجهولين، في حي الشورجة بشمال كركوك".

ولم يقتصر التوتر الأمني في كركوك على هذه الحادثة، بحسب المصدر، مشيراً إلى قيام مجموعة مسلّحة، الليلة الماضية، بإطلاق النار على عميد طيار متقاعد قرب منزله في حي ساحة الاحتفالات بجنوب كركوك، ما أدى إلى مقتله على الفور.




وشهدت كركوك والمناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان العراق وحكومة بغداد، توتراً أمنياً، منذ انسحاب قوات "البشمركة" الكردية منها، يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، واستعادة السيطرة عليها من قبل القوات العراقية، ومليشيات "الحشد الشعبي".

وأكد علي الدايني رئيس مجلس محافظة ديالى، أمس الخميس، مقتل مدني وإصابة شرطي، بإطلاق نار من قبل مسلّحين مجهولين على تجمّع لعراقيين في مدينة خانقين شمال شرقي المحافظة، مطالباً بفتح تحقيق بالحادث وتقديم الجناة للعدالة، "لأنّ هدفهم هو إثارة الفتنة، وتأجيج الأوضاع"، بحسب قوله.

وتأتي هذه الخروقات الأمنية، على الرغم من دعوات الحوار المتبادلة بين بغداد وأربيل، والتي لقيت ترحيباً من الولايات المتحدة الأميركية.

ورحّب بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد "داعش"، اليوم الجمعة، بحلحلة الأزمة بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق، بعد الدعوات المتبادلة لحل الخلافات.

وقال ماكغورك، في تغريدة على صفحته بـ"تويتر"، "نرحّب بالدعوات المشتركة من بغداد وأربيل للدخول في مفاوضات وحلّ جميع المسائل المعلقة على أساس الدستور العراقي".



وأعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الخميس، عن ترحيبها بالحوار مع الحكومة العراقية في بغداد، رداً على دعوة سابقة أطلقها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مؤكدة أنّ مجلس وزراء إقليم كردستان عقد اجتماعاً برئاسة رئيس حكومة الإقليم نيجرفان البارزاني، نتج عنه الترحيب بالحوار مع بغداد.

ودعا العبادي أربيل في وقت سابق إلى الحوار وفق الدستور، مؤكداً أنّ استفتاء الانفصال الذي أُجري في إقليم كردستان، في 25 سبتمبر/ أيلول المنصرم، "أصبح من الماضي".


ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال