واشنطن تطالب بغداد بالحد من تحركات الجيش قرب كركوك

واشنطن تطالب بغداد بالحد من تحركات الجيش بالمناطق المتنازع عليها مع أربيل

21 أكتوبر 2017
واشنطن تشعر بالقلق إزاء تقارير عن اشتباكات (مارك ويلسون/Getty)
+ الخط -
دعت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، حكومة بغداد إلى تجنب الاشتباكات في شمال العراق بالحد من حركة القوات الاتحادية قرب كركوك في المناطق المتنازع عليها، واقتصارها على تلك التي يتم التنسيق بشأنها مع حكومة إقليم كردستان.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان، إنه "تجنبا لأي سوء فهم أو مواجهات جديدة، نطلب من الحكومة المركزية تهدئة الوضع من خلال الحد من تحركات قواتها (المسلحة) الاتحادية في المناطق المتنازع عليها"، والقيام حصرا بالتحركات "التي تم تنسيقها مع حكومة إقليم كردستان". 

وأضافت الخارجية الأميركية، في بيان، أنّ واشنطن تشعر بالقلق إزاء تقارير عن اشتباكات عنيفة حول مدينة التون كوبري. 

وقالت إنّ "إعادة تأكيد السلطة الاتحادية على المناطق المتنازع عليها لا تغير بأي حال من الأحوال وضعها.. تبقى موضع نزاع حتى يتم حل وضعها بموجب الدستور العراقي"، بحسب "رويترز".

وأضافت نويرت "نحن مطمئنون لتعليمات رئيس الوزراء (حيدر العبادي) للقوات الاتحادية بحماية المواطنين الأكراد العراقيين وعدم إثارة نزاع". 

وكرّرت وزارة الخارجية الأميركيّة في بيانها نيّتها "مواصلة العمل مع مسؤولي الحكومتَين المركزية والإقليمية للحد من التوترات (...) وتشجيع الحوار".

وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم السبت، في بيان، عن عزم نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية والعسكرية تينا كايدانوف، على زيارة العراق، الأسبوع المقبل.

وتمكّنت القوات العراقية، الجمعة، من دخول بلدة التون كفري، الواقعة شمال مدينة كركوك (شمال العراق)، على حدود محافظة أربيل، وترافق ذلك مع اشتباكات مع مسلّحين أكراد.

وأكد مصدر أمني عراقي، لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، أنّ قوة عراقية مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية ومليشيا "الحشد الشعبي"، دخلت التون كفري بعد اشتباكات مع مسلحين أكراد.

ومع دخولها إلى التون كفري، أصبحت القوات العراقية على مقربة من حدود أربيل، عاصمة إقليم كردستان، بحسب المصدر، لافتاً إلى وجود تحشيدات كبيرة لقوات "البشمركة الكردية" على حدود البلدة، من جهة أربيل.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، إنّ الولايات المتحدة لن تنحاز إلى طرف في الاشتباكات بين الأكراد والحكومة العراقية، لكنه عبر عن خيبة أمله إزاء نشوب صراع بين الجانبين.


الأمم المتحدة

من جهته، أكد فرحان حق المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم السبت، أنّ المنظمة الدولية تدعو الحكومة العراقية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان العراق في أربيل، إلى التنسيق بينهما لمنع المزيد من المواجهات والتوترات، مطالباً الحكومتين بحفظ القانون والنظام.

وشدّد على ضرورة قيام الجانبين بإعادة تنظيم الأوضاع معاً، مطالباً، خلال تصريح صحافي، بتسوية جميع المشاكل العالقة عن طريق الحوار بالاستناد إلى الدستور العراقي.

وأشار إلى "قيام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالاهتمام بأوضاع النازحين"، قائلاً إنّ "المفوضية والمنظمات الأخرى وفّروا الطعام والشراب والمأوى للأسر التي خرجت من كركوك".

انقسامات البيت الكردي

في غضون ذلك، تبدو الانقسامات داخل الصف الكردي واضحة، لا سيما من الأطراف التي ترفض استمرار عمل حكومة إقليم كردستان في أربيل.

ودعا هوشيار عبدالله عضو البرلمان العراقي عن "حركة التغيير"، اليوم السبت، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى عدم التعامل مع حكومة إقليم كردستان الحالية، "باعتبارها فاقدة للشرعية والمشروعية"، بحسب قوله.

وأضاف، في بيان، أنّه "الأجدر بالعبادي ألا يتعامل مطلقاً مع الحكومة الحالية في إقليم كردستان لأنّها ليست فقط فاقدة للشرعية بل فاقدة للمشروعية أيضاً"، معتبراً أنّ حكومة أربيل فقدت شرعيتها منذ عامين.

وقال إنّ "برلمان إقليم كردستان معطّل منذ سنتين، ولا توجد أية جهة رقابية على حكومة الإقليم"، متهماً سلطات كردستان "بالانقلاب على جزء كبير من الحكومة من خلال طرد أربعة وزراء دون أي مسوغ قانوني".

كما اتهم عبدالله، حكومة إقليم كردستان، "بالإشراف على الملف النفطي الذي سُرقت عائداته من قبلها"، مطالباً الحكومة العراقية "بالتعامل فقط مع الأطراف السياسية، والجهات التي لم تكن جزءا من سياسات حكومة كردستان السابقة".

ودعا إلى مساعدة الأطراف السياسية والقوى الوطنية على تشكيل حكومة إنقاذ وطني، لفترة انتقالية، تتولّى عملية المفاوضات مع الحكومة العراقية في بغداد.