الغارة الإسرائيلية بسورية "تفسد" محادثات شويغو في تل أبيب

الغارة الإسرائيلية في سورية "تفسد" محادثات شويغو بتل أبيب

17 أكتوبر 2017
شويغو خلال لقائه مع ليبرمان في تل أبيب (تويتر)
+ الخط -

تناولت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، الغارة الإسرائيلية على بطارية الدفاع الجوي السورية (على بعد 50 كيلومتراً من دمشق)، أمس، والتي سبقت وصول وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى تل أبيب بساعات، معتبرةً أنها "أفسدت بعض الشيء" الأجواء العامة لمحادثاته "التاريخية".

ونقلت الصحيفة الروسية عن أحد المصادر تأكيده أنّ "إسرائيل أبلغت وزارة الدفاع الروسية بالغارة مسبقاً، لكن من دون ترك وقت للرد، وإذا كان عسكريونا موجودين هناك، لكان مثل هذا القصف سيؤدي إلى خسائر بشرية من جانبنا".

ورغم أن محادثات شويغو مع نظيره الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس الإثنين، عقدت خلف أبواب مغلقة، إلا أن "كوميرسانت" علمت أن الوفد الروسي تطرق خلالها إلى سير العملية العسكرية الروسية في سورية، و"مساهمة إيران في مكافحة الإسلاميين الراديكاليين"، والقضايا المتعلقة بمناطق خفض التصعيد الأربع.

وبحسب الصحيفة، فقد أكد الجانب الروسي خلال المحادثات أن بلاده لا تقدم أي دعم (بما في ذلك فيما يتعلق بتوريد الأسلحة) لحركة "حزب الله" اللبنانية. ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن المستشارين العسكريين الروس يتعاونون مع "حزب الله" عند التخطيط لبعض العمليات في سورية.

من جهتها، رأت الصحافية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، ماريانا بيلينكايا، أن إسرائيل تتخوف من تنامي نفوذ إيران و"حزب الله" في مستقبل سورية، ولكن روسيا لن تعمل على إبعادهما من الساحة السورية بعد أن أصبحت طهران "حليف الضرورة" بالنسبة إليها.

وقالت بيلينكايا لـ"العربي الجديد"، تحالفت روسيا مع إيران و"حزب الله" في سورية، مدركة أن لهما تأثيرا أكبر على الرئيس السوري بشار الأسد والأوساط الحاكمة في دمشق، مبينةً أن "إيران، شأنها في ذلك شأن تركيا، حليف الضرورة بالنسبة إلى روسيا، لوجود مصالح مشتركة وأخرى متباينة".

وتابعت، في السياق، "أصبحت موسكو الطرف الوحيد الذي يتواصل مع كافة الأطراف المعنية بالأزمة السورية، وخير دليل على ذلك الزيارات المتلاحقة لقادة تركيا وإيران وإسرائيل وحتى العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، إلى موسكو هذا العام".

وحول تأثير الغارة الإسرائيلية على سورية قبيل زيارة شويغو على العلاقات مع روسيا، قالت: "في أغلب الأحيان تبدي موسكو ردود أفعال منضبطة على الضربات الإسرائيلية في سورية، خاصة أن الغارة هذه المرة جاءت رداً على استهداف طائرة إسرائيليةـ خارج الأجواء السورية فوق لبنان".

وذكّرت بأن وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير الإسرائيلي في موسكو في مارس/آذار الماضي على خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية على تدمر، بينما قال الجانب الإسرائيلي آنذاك إنه كان يستهدف قافلة تابعة لـ"حزب الله".

ووصل شويغو إلى تل أبيب، أمس، في أول زيارة رسمية له إلى إسرائيل منذ توليه مهام منصبه قبل خمس سنوات.

وأكد شويغو، عقب اجتماعه مع ليبرمان، أن العملية العسكرية الروسية في سورية "أوشكت على الانتهاء، وهناك بضع نقاط تتطلب تسوية عاجلة". ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الروسي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم.

وتأتي زيارة شويغو إلى إسرائيل بعد أقل من شهرين على زيارة نتنياهو إلى منتجع سوتشي، جنوب روسيا، والتي أعرب خلالها عن قلقه من "بذل إيران جهوداً كبيرة لتعزيز وجودها في سورية، مما يشكل تهديدا على إسرائيل والشرق الأوسط والعالم أجمع"، على حد قوله.