كركوك... القلعة العراقية المختلطة والغنية بالنفط

كركوك... القلعة العراقية المختلطة والغنية بالنفط

16 أكتوبر 2017
ستة حقول نفطية في المدينة (مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -
تقع مدينة كركوك، خامس أكبر المدن العراقية، في وسط شمال العراق، على بعد 250 كلم إلى الشمال من بغداد، وتسكنها غالبية تركمانية مع خليط عربي وكردي وآشوري بعدة ديانات مختلفة، كالإسلام والمسيحية والصابئية والكاكائية والزرادشتية والأيزيدية والشبك. شيدت بالعهد البابلي الأول وفقًا للنصوص التاريخية، واسم كركوك مشتق من عبارة "كرخا سلوخ" بالسريانية، وتعني القلعة.

وبقيت المدينة، بسبب موقعها الجغرافي، مثار اهتمام لكل الإمبراطوريات التي نشأت في المنطقة، كالآشوريين والأخمينيين والسلوقين والساسانيين، حتى سيطر العرب المسلمون على المدينة في حملة فتح العراق، وإنهاء سيطرة الإمبراطورية الفارسية على بلاد وادي الرافدين في القرن السادس الميلادي.

المدينة التي يقطنها اليوم نحو مليون ونصف المليون نسمة، عريقة تاريخيًا وثقافيًا، والمحافظة ذات أهمية كبيرة اقتصاديًا لشهرتها بالإنتاج النفطي، حيث توجد ستة حقول نفطية، ويبلغ المخزون النفطي الإجمالي فيها حوالي 13 مليار برميل. 

وتحوي المدينة على قلعة كركوك التاريخية التي ترتفع نحو 120 مترًا عن سطح الأرض، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ولها أربعة أبواب، وقد سماها العثمانيون فيما بعد "الباب الرئيس ذا المدرجات، وباب الطوب، وباب البنات السبع، وباب الحلوجية".


وأشهر المجمعات السكنية فيها يقع في القسم الغربي، أبرزها محلة الحمام، حيث شاطر فيها المسلمون إخوانهم المسيحيين لقرون عديدة، وفيها الكنيسة الشهيرة التي تجاور الجامع القديم منذ نحو 600 عام، كما وتضم قبر النبي دانيال وقبورًا وأضرحة تعود لديانات مختلفة.

وعقب احتلال العراق، أقر الحاكم المدني الأميركي، بول بريمر، قرارًا عرف باسم "المناطق المتنازع عليها"، أو المادة 140 من الدستور، إذ تدّعي أربيل أحقيتها بإدارة تلك المناطق، من بينها كركوك، كونها تضم سكانًا أكراداً.

ووفقًا للمادة 140، فإنه يجب تنظيم استفتاء شعبي لتقرير مصير المحافظة، إلا أنه لم يجر حتى الآن. ويتهم مسؤولون في بغداد حكومة أربيل بعمليات تغيير ديمغرافي بالمدينة، عبر طرد العرب والتركمان لتغليب كفتهم السكانية.

وبعد عام 2014، سيطرت قوات البشمركة على كركوك بشكل كامل إثر انسحاب الجيش العراقي منها على وقع سقوط المدن العراقية بيد تنظيم "داعش"، إلا أن التنظيم لم يدخل المدينة، ومع ذلك ترفض كردستان سحب قواتها منها.

قبل أن تشنّ القوات العراقية حملة عسكرية فجر اليوم الإثنين، تمكّنت من خلالها إعادة فرض سيطرتها على المدينة بغضون ساعات.