تفاؤل حذر بعد توقيع اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس"

تفاؤل حذر بعد توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"

14 أكتوبر 2017
خلال احتفالات بغزة يوم الخميس الماضي، بمناسبة المصالحة(مؤمن فايز/Getty)
+ الخط -
بعدما وقعت حركتا "فتح" و"حماس"، يوم الخميس، على اتفاق المصالحة في العاصمة المصرية القاهرة، برعاية من جهاز الاستخبارات المصرية، ينتظر المواطن الفلسطيني أن يرى آثاراً ملموسة وإيجابية طال انتظارها. وفيما تنظر كل من "فتح" وحماس" بتفاؤل إلى مرحلة ما بعد المصالحة، يرى مراقبون ومحللون أن ما جرى من اتفاق يشوبه الحذر.

وأكد القيادي في حركة حماس في الضفة الغربية، حسن يوسف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الاتفاق يعني إنهاءً للانقسام وطي هذه الصفحة إلى الأبد، وهو اتفاق يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، ولكن كان ابتداءً من غزة، باعتبار أن للانقسام آثاراً سيئة هناك، ومتطلبات الحياة هناك ملحة أكثر. وشدد يوسف على ضرورة وجود بوادر حسن نية من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، تجاه مؤيدي حركة حماس، وهو ما يتطلب، بحسب قوله، وقف الاعتقالات وإطلاق الحريات العامة، وإعطاء الموظفين رواتبهم المقطوعة منذ فترة. وأضاف أن المهم هو السير بسلوك يجعل المواطنين في الضفة الغربية، تحديداً أنصار حركة حماس، يشعرون بوجود مصالحة حقيقية، لافتاً إلى ضرورة احتضان هذه المصالحة من كل أبناء الشعب الفلسطيني، لأن مردودها الإيجابي سيكون على الشعب الفلسطيني، وفق تعبيره.

ولفت القيادي في "حماس" إلى أن القضايا التي تم تأجيلها فقط هي القضايا الوطنية العامة التي يجب أن تشارك فيها كل الفصائل الفلسطينية، كتشكيل حكومة الوحدة الوطنية من أجل إجراء الانتخابات وتفعيل "منظمة التحرير الفلسطينية"، وعقد الإطار القيادي لها، وسيكون ذلك خلال الشهر المقبل، في لقاء سيتم بين كافة الفصائل. وتطرق يوسف إلى مسألة العقوبات المفروضة على قطاع غزة، وأكد أن هذه القضية شأن الحكومة بعدما باتت تضطلع بدورها في كل ما يتعلق بمتطلبات الحياة، وهي التي تحل هذه الأمور. وأشار إلى أن حركة حماس مكنت الحكومة بشكل كامل في قطاع غزة، لكي تأخذ دورها في جوانب الحياة كافة، معتبراً أن ما على السلطة إلا أن تخطو خطوتها الجادة في هذا الجانب.

بدوره، قال أمين سر "المجلس الثوري" لحركة فتح، ماجد الفتياني، لـ"العربي الجديد"، إن الحركة "تأمل أن يكون الانقسام قد انتهى، وألا تتم العودة للمربع الأول مرة أخرى، وأن يتم وضع أسس علاقة للشراكة السياسية لحماية هذا المشروع الوطني الفلسطيني بنظام سياسي متعدد يضمن الحقوق والحريات للجميع"، وفق تعبيره. وأكد أن الحكومة ستباشر عملها على الأرض وستأخذ دورها في قطاع غزة، كما تأخذ دورها في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية)، وأن المواطن سيلمس قريباً بدء تغيير حقيقي على الأرض مع بدء إعادة تفعيل دور المؤسسات الرسمية للدولة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن وفداً حكومياً سيذهب ربما إلى غزة الأسبوع المقبل.

وحول زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى غزة، قال الفتياني إنه "من الممكن أن يعلن الرئيس عباس في أية لحظة الذهاب إلى قطاع غزة، لكن لا بد من التحضيرات والاستعدادات، لأن الرئيس يجب أن يذهب مطمئناً لكل شيء". لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه "لم يعد هناك ما يمنع الإعلان عن زيارة للرئيس إلى غزة، على أن يحدد هو تاريخها".

تفاؤل كل من "فتح" و"حماس" برؤية المواطن الفلسطيني آثار المصالحة قريباً، يراه بعض المراقبين والمحللين برؤية مختلفة، ويفضلون التعبير عن تفاؤل حذر بشأنه. وقال الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن اتفاق "فتح" و"حماس" تضمّن سقفاً زمنياً لملفات "تمكين حكومة الوفاق الوطني، واستلام الأمن مهامه، وحل مشكلة رواتب الموظفين، وتسليم المعابر"، بينما ستبحث بقية الملفات في لقاء الفصائل المقبل، خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، لكن لا يوجد شيء عن الإجراءات العقابية، وفق تعبيره. ورأى أن "الشيء الوحيد المحسوم هو تخلي حماس عن الحكم، وتولي حكومة الوفاق المسؤولية". وأكد المصري أن القضايا الأخرى (حكومة الوحدة، والبرنامج السياسي، والمجلس التشريعي، والمنظمة، والانتخابات، والمصالحة المجتمعية، وسلاح المقاومة)، هي قضايا تنتظر الاتفاق عليها لاحقاً، في ضوء تمكين أو عدم تمكين الحكومة. وهذا يعني أن الاتفاق تم على استعادة قطاع غزة من قبل السلطة الفلسطينية، أما ما تبقى فهو برسم المجهول، على حد تعبيره.

المساهمون