صحيفة فرنسية: باريس تَغرَق في مستنقع الساحل الأفريقي

صحيفة فرنسية: تحالف الدول الأفريقية الخمس غير جاهز

11 أكتوبر 2017
أوضاع الساحل الأفريقي غير سارة لماكرون(Getty)
+ الخط -
ليست الأوضاع في بلدان الساحل الأفريقي سارّة، بما يكفي، للرئيس الفرنسي لإيمانويل ماكرون. هذا ما تقوله صحيفة لوكنار أونشينيه في عدد اليوم الأربعاء.

وتتحدث الصحيفة عن إرسال فرنسا عدة مفارز تابعة لمهمة "بارخان"، التي تضم 4500 عسكري فرنسي، إلى دولة النيجر بعد الهجوم الدامي الذي قامت بها مجموعات مسلحة، لها ارتباط بتنظيم "داعش" الإرهابي، وأدى لمقتل خمسة جنود نيجيريين وأربعة من أعضاء القوات الأميركية الخاصة، المتواجدة في النيجر.

وترى الصحيفة الفرنسية أنه بعد نجاح هذه المجموعات المتشددة في هذه العملية، وهو نجاحٌ فاق توقعاتها، ارتأى الإليزيه وقيادة الأركان الفرنسية أن ردة الفعل، التي تطَّلبت إرسال وحدات فرنسية مدعومة بطائرات هيلوكوبتر وطائرات ميراج لمطاردة المهاجمين، كانت ضرورية.

كما ترى لوكنار أونشينيه أنه في الوقت الذي يتحدث فيه بعض العسكريين الفرنسيين عن "مستنقع الساحل"، لا يزال الرئيس الفرنسي يعتقد بإمكانية إبعاد كل خطر إرهابيّ عن منطقة الساحل.

ولكن ليس فقط من خلال القوات الفرنسية المدعومة بطائرات الهيلوكوبتر وميراج 2000 وطائرات بلا طيار، وإنما "يأمل أن يجرّ، من الآن فصاعدا، زعماء مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا في تحالف، أطلق عليه "مجموعة الساحل الخمس"، التي ستستفيد من تعاون العسكريين الفرنسيين"، وهكذا "تُجنّب الفرنسيين أن يتواجدوا، في معظم الأحيان، في الخطوط الأمامية".

ولكن الصحيفة لا تتفق مع هذا التفاؤل الذي يبديه الرئيس الفرنسي، وتنقل عن ضباط ودبلوماسيين اعترافهم أنه لحد الآن: "الجنود التشاديون هم وحدهم من يستطيع خوض حرب عصابات مضادة، بشكل فعّال".

ولعلّ الدور الكبير الذي يلعبه الجيش التشادي في الدفاع عن المصالح الفرنسية في القارة الأفريقية، ليس فقط في دول الساحل، بل وأيضاً في أفريقيا الوسطى وفي نيجيريا، هو الذي يفسر التسامح الذي يحظى به الرئيس إدريس ديبي، رغم أن سجله سيّئ في مجال حقوق الإنسان، حسب المعارضة، التي يتم التضييق عليها في تشاد وفي فرنسا، والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية.  

كل هذا في انتظار تشكيل هذا التحالف، العزيز على قلب ماكرون، وفي انتظار تكوين وتدريب مقاتليه ووصول الأموال الضرورية، بعد أن تم تعيين جنرال سنغالي على رأس هذه القوات، التي سيكون مقرها الرئيس في "سيفاري" بوسط مالي.

ومما يُعقّد الأمر أكثر، ما تنقله الصحيفة الفرنسية عن شكوك أجهزة الاستخبارات الفرنسية حول غضّ ضباط، ينتمون إلى إحدى دول التحالف الخمس (مجموعة الساحل الخمس)، الطرفَ عن تحرك شاحنات كانت تنقل مخدرات الكوكايين.

وتعترف لوكنار أونشنيه أن هذه التجارة معقدة، فهي تصل من أميركا الجنوبية إلى مطارات في موريتانيا أو في غينيا كوناكري، قبل أن تعبر حدود مجموعة من الدول فتصل إلى ليبيا، ومن ثَمَّ إلى جنوب أوروبا.

 وتتساءل الصحيفة "من قال إن الحرب ضد الإرهاب في جنوب الصحراء والساحل قد انتهت وحُسمتْ؟" قبل أن تجيب بالقول "لقد جاء مقتل الجنود الأميركيين الأربعة في دولة النيجر ليذكّر بحضور أميركي، لم يكن معروفاً على نطاق واسع، في المنطقة".

ومن أجل تحسين فرنسا لسمعتها في منطقة لم يستقرَّ فيها السلام بعدُ، وحيث لا زالت تستنزف خيراتها دون أن يشعر المواطن المحلي بمردود هذه الخيرات، كما هو عليه الحال في النيجر، أعلنت فرنسا، قبل يومين، عن قبولها استقبال 10 آلاف لاجئ على أراضيها، من الآن حتى أكتوبر/تشرين الأول 2018، ثلثهم قادمون من دولتي النيجر وتشاد.

مبادرة للتخفيف عن الظروف الاقتصادية التي تعصف بهذين البلدين الحليفين لفرنسا، في مغامراتها الأفريقية. ​

المساهمون