بريطانيا وأميركا تحضّران لحرب محتملة مع كوريا الشمالية

بريطانيا وأميركا تحضّران لحرب محتملة مع كوريا الشمالية

10 أكتوبر 2017
الاستعداد لتشغيل حاملة الطائرات الملكة إليزابيث (Getty)
+ الخط -


تلقى مسؤولون عسكريون بريطانيون تعليمات لوضع خطط عسكرية في حال اندلاع الحرب مع كوريا الشمالية، وسط تصاعد التهديدات بين الغرب وبيونغ يانغ. 

وحصلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على تفاصيل عن الخطة المقترحة، والتي ظهرت للعلن بعد أن حذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من أن "أمراً وحيداً فقط يصلح مع كوريا الشمالية"، في إشارة منه إلى الخيار العسكري.

ويأتي هذا التلويح بالخيار العسكري ضد بيونغ يانغ على خلفية قيام الأخيرة بست تجارب نووية في الأسابيع الأخيرة، وإطلاق صاروخين فوق اليابان، ما فاقم من الأزمة.

ويرى الرئيس الأميركي أن خمسة وعشرين عاماً من الحوار مع كوريا الشمالية "لم تنفع، جرى خرق الاتفاقات قبل أن يجف حبرها، ساخرين من المفاوضين الأميركيين".

وتبعت ذلك تصريحات أدلى بها وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، حول "تهور" كوريا الشمالية، ودعم خيار استخدام الأسلحة النووية ضد المعتدين.

وقال: "تتصاعد اليوم المخاطر النووية من طرف كوريا الشمالية المتهورة وروسيا العدوانية"، مضيفا: "تبقى الأسلحة النووية الطريق الأوثق لردع المخاطر الشديدة، وهي تذكر المعتدين بأن فوائد أي هجوم لا معنى لها بالمقارنة مع عواقبه".

وكان رد الرئيس الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، قد قال إن الأسلحة النووية التي يمتلكها ستتكفل بحماية بلاده "وردع الغرب"، كما ردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية على تصريحات فالون بأن "هذا المغرور وصف الأسلحة النووية الكورية الشمالية كخطر على المملكة المتحدة، حتى أنه تجرأ على الطعن في كرامة قائدنا الأعلى. لا يمكننا تحمل هذا الفعل أبداً".

وتشمل الاستعدادات البريطانية تشغيل حاملة الطائرات البريطانية الجديدة، الملكة إليزابيث، والتي يفترض أن يتم تسليمها لسلاح البحرية البريطاني العام المقبل. 

وستقل حاملة الطائرات اثنتي عشرة طائرة مقاتلة من طراز F-32B، لتنضم إلى الأسطول الأميركي قرب سواحل كوريا الشمالية. وسيعمل على الحاملة طاقم من 700 شخص، وسيرافقها عدد من المدمرات من طراز 45 والفرقاطات من طراز 23 من الأسطول الملكي البريطاني. 

كما تشمل الاستعدادات البريطانية خططاً مماثلة لتلك التي تم العمل بها خلال الحرب مع الأرجنتين حول جزر الفوكلاند عام 1982. 

وعلى الرغم من التأهب العسكري البريطاني، فقد صرح متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن "خيار المملكة المتحدة واضح بالتزامها في تحقيق حل دبلوماسي سلمي للوضع في شبه الجزيرة الكورية".

ويتوافق الموقف البريطاني الرسمي هذا مع نظيره الأميركي، حيث صرح وزير الدفاع، جيمس ماتيس، بأن "الولايات المتحدة تستخدم الدبلوماسية والضغط الاقتصادي للحد من البرنامج النووي الكوري الشمالي"، ولكنه طلب من جنرالاته الجاهزية في حال فشل المفاوضات.

وقال ماتيس "إن الجهود الحالية تنصب على حل تقوده الدبلوماسية، وتدعمه العقوبات الاقتصادية، لدفع كوريا الشمالية عن الطريق الذي تسلكه حالياً". 

ويأتي ذلك رغم تصريحات الرئيس الأميركي، الذي وصف الوضع بأنه "الهدوء قبل العاصفة"، وأن هناك "حلاً وحيداً ينفع مع كوريا الشمالية".

كما أن حاملة الطائرات الأميركية رونالد ريغان كانت قد توجهت إلى شبه الجزيرة الكورية مصحوبة بأسطولها الهجومي. وقد غادر هذا الأسطول السواحل اليابانية ليتوقف في هونغ كونغ الأسبوع الماضي، وفي طريقه ليجري مناورات عسكرية قرب شبه الجزيرة الكورية في الأيام القادمة. 

واتخذ ماتيس موقفاً أشد صرامة من إيران وروسيا قائلا: "لا تستطيع دولة تدعم الإرهاب في الشرق الأوسط التخفي وراء وضعها كدولة قومية، بينما هي عملياً نظام ثوري يهدف لزعزعة المنطقة".

وأضاف: "في أوروبا، وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، رأينا الحدود الدولية تتغير بقوة السلاح، حيث إن دولة معينة تثبت عزمها على تجاهل القانون الدولي، واستخدام سلطتها لمنع جيرانها من حقوقهم في اتخاذ قرارات في المجال الاقتصادي والدبلوماسي والأمني"، إلا أنه يرى أن الحاجة لقوة عسكرية ضاربة في ظل الوضع الدولي الحالي يعرقلها عدم التوازن في ميزانية الجيش الأميركي واللجوء إلى آليات مؤقتة لتمويله.