هكذا حاولت الاستخبارات الإيطالية تجنيد منفذ اعتداء برلين

هكذا حاولت الاستخبارات الإيطالية تجنيد منفذ اعتداء برلين

23 يناير 2017
مضي شهر على مقتل العامري بإيطاليا (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

طالبت عائلة أنيس العامري، التونسي منفذ هجوم برلين بواسطة شاحنة، بجثمان ابنها، مؤكدة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنها لم تتسلم الجثة إلى غاية اليوم، رغم مضي شهر على مقتله في إيطاليا.

ولقي العامري حتفه في 23 ديسمبر/كانون الأول على يد شرطيين في مدينة ميلانو، شمالي إيطاليا، بعد أن تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الهجوم.

وعبّرت العائلة عن صدمتها الشديدة من محاولة الاستخبارات الإيطالية تجنيد العامري، وأن الهدف كان "اختراق عناصر جهادية"، مؤكدة أن "هذا الأمر يدعم تصريحات الأسرة سابقا بأن استقطاب ابنهم تم في إيطاليا، وأنه تعرّف في السجن على عناصر متطرفة، خصوصاً وأنه كان يقضي عقوبة بأربعة أعوام بعد محاولته حرق مركز إيواء"

وقال شقيق العامري، ويدعى عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إنهم فوجئوا، أمس، بالتقرير الذي أوردته صحيفة "دي فيلت" الألمانية، والذي جاء فيه أن "الاستخبارات الإيطالية حاولت عام 2011 تجنيد أنيس العامري، ولكن تلك المحاولة فشلت".


وأضاف عبد القادر أن "إيطاليا تتحمل مسؤولية جسيمة فيما حدث لشقيقه، وأيضا في الهجوم الذي وقع في ألمانيا"، مبينا أنه "طالما كان لدى المخابرات الإيطالية معطيات عن علاقة شقيقه بعناصر متطرفة، فقد كان لزاما عليها حمايته وتتبعه، وليس الادعاء بفقدها أثره"

وأوضح أن "المسألة قد تكون أكبر بكثير مما يتوقع البعض، خاصة وأنها ذات علاقة باستخبارات دولية"، مشيرا إلى أن "أنيس عندما كان في تونس كان بعيدا كل البعد عن أي انتماء ديني أو تطرف، وكانت الأسرة تعاني كثيرا من سلوكه الذي يميل إلى إثارة الشغب ومعاقرة الخمر"

وأضاف شقيق العامري أن والدته توجهت، اليوم، إلى منظمة حقوقية للمطالبة بجثة ابنها، مشيرا إلى أنهم سبق أن توجهوا إلى وزارة الخارجية التونسية وطالبوا شفاهيا باستعادة جثمان شقيقه.

وبيّن المتحدث أن الأسرة عندما لم تتحصل على أي رد، اختارت التوجه بمطلب رسمي إلى وزارة الخارجية، معتبرا أن أكثر ما يؤرقهم هو "صمت السلطات التونسية والغموض الكبير الذي يلف حادثة مقتل شقيقه"

ويرى عبد القادر أنّ "ما كشفته الصحيفة الألمانية هو جانب من الحقيقة، وقد تكون هناك عدة معطيات مخفية أو بحوزة السلطات الإيطالية".

يذكر أن الصحيفة الألمانية كشفت عن أن الإفراج عن العامري في العام 2015 كان جزءًا من عملية سرية للاستخبارات الداخلية الإيطالية (أيه آي إس أي) لزرعه بين عناصر جهادية في إيطاليا والتجسس عليهم، ولكن "العملية الأمنية منيت بالفشل، وفقدت المخابرات الإيطالية أثره بعد الإفراج عنه"

يشار إلى أن الاستخبارات الإيطالية أخفت عمليتها السرية عن السلطات الألمانية، التي انتقل العامري للعيش على أراضيها إلى أن نفذ هجوم الدهس بواسطة شاحنة في تجمع للمتسوقين قبل عيد الميلاد، والذي أوقع 12 شخصا، فضلا عن إصابة 49 شخصًا بجروح.




دلالات

المساهمون