المليشيات الكردية تتقدم نحو سد الفرات وتحذيرات من "كارثة"

المليشيات الكردية تتقدم نحو سد الفرات وتحذيرات من "كارثة"

22 يناير 2017
عام 2013 سيطر تنظيم "داعش" على السّد (Getty)
+ الخط -


تمكّنت المليشيات الكردية خلال الساعات الماضية من الوصول إلى مشارف سد الفرات "سد الطبقة" في ريف الرقة الغربي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وبعد دعمٍ من طيران التّحالف الدولي، الذي ركّز غاراته على المواقع التابعة للتنظيم في الطرق المؤدية إلى منشأة السّد.

واحتدمت المواجهات بين المليشيات الكردية والتنظيم في محيط قرية سويدية كبيرة، وبعد تمكن المليشيات من السيطرة على القرية، تراجع التنظيم باتجاه خطوط الدفاع عن سد الفرات. ويعتبر السد، هو الفاصل بين المليشيات ومدينة الطبقة، الواقعة على الضفة الأخرى من نهر الفرات.

وحذّر ناشطون سوريون من أهالي الرقة، من خطورة تضرر سد الفرات جراء المعارك، واحتمال وقوع كارثة إنسانية في المنطقة الشرقية من سورية، في حال انهيار السد.

وفي هذا السياق، أكّد الناشط حسام عيسى لـ"العربي الجديد" "أنّ المليشيات الكردية اقتربت كثيراً من مبنى السد، وهي تتحضّر حالياً لاقتحام منشأة سد الطبقة"، محذّراً "من وقوع كارثة إنسانية، في حال قصف السّد أو دمّر جزء منه".

ورجّح أن يقوم تنظيم "داعش" بالانسحاب من السد في سيناريو مشابه لما حصل سابقاً في سد الموصل بالعراق، مشيراً إلى أن التحالف الدولي لن يقصف السد، لأنه يعلم خطورة ذلك، وفي حال استخدم التنظيم مبنى السد كدرعٍ أو قام بتلغيمه، فإن هناك خطورة حقيقية في حال استمرت المعارك".

واتهم النّاشط "تنظيم الدولة والمليشيات الكردية بتنفيذ تمثيلية في ريف الرقة، مشيراً إلى أن "التنظيم يقوم بتسليم المليشيات للقرى تباعاً، دون معارك حقيقية، حيث سيطرت المليشيات على مئات القرى في طريقها إلى السد، بينما يستأسد التنظيم عند مواجهة الجيش السوري الحر".

ويعدُّ سد الفرات أو سد الطبقة في محافظة الرقة والواقع على نهر الفرات، أحد أكبر السدود في الشرق الأوسط والوطن العربي، ويبلغ طول السد 4.5 كلم وارتفاعه أكثر من 60 متراً، وتشكلت خلف السد بحيرة كبيرة، هي بحيرة الأسد، ويبلغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كلم.

ويقع سد الفرات بالقرب من مدينة الثورة المستحدثة، ويبعد عن مدينة الرقة نحو 50 كيلومترا.

وللسّد أهميّة اقتصادية واستراتيجية كبيرة، كونه يعد المورد الأول للطاقة الكهربائية في سورية،  بينما تضم البحيرة ثروة "عذائيّة" كبيرة عبر تربية الأسماك النهريّة، إضافة لري آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، حيث تخزن البحيرة ما يزيد على 11.6 مليار متر مكعب من المياه.

عام 2013، سيطر تنظيم "داعش" على السّد، وتقول مصادر من الرقة لـ"العربي الجديد" إن التنظيم قام بإعادة تشغيل السّد بعد اتفاق سري مع النظام السوري، حيث يتم نقل الكهرباء إلى مناطق سيطرة النظام، مقابل السماح بنقل الكهرباء إلى مدينة الرقة معقل التنظيم في سورية، مع أنّ السد لا يعمل بطاقته الحقيقية بسبب ما لحقه من أعطال وأضرار.

وأشارت المصادر إلى أنه "في حالة انهيار السد، ستغمر المياه مناطق واسعة من الرقة ودير الزور، ومنها إلى البوكمال والأراضي العراقية، وهو ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية".

بدوره، قال المدير السابق في مؤسسة سد الفرات، عبد الجواد سكران لـ"العربي الجديد" "إن الأشد خطورة على السد، هو تزامن المعارك مع موسم فيضان نهر الفرات، وفي حال أصاب السد خلل فهناك كارثة متوقعة مع بداية شهر نيسان/أبريل".

ورأى أنّه "بإمكان تركيا أن تقلل من حجم المياه في نهر الفرات، عن طريق حبسها في سد أتاتورك داخل الأراضي التركية،  للحد من خطورة الفيضان".

كما أشار عبد الجواد إلى أنهم قدموا تصورهم للحكومة السورية المؤقتة، عن خطورة وضع المحطات في منشأة السد، لكن ليس بوسع الحكومة القيام بأي شيء في تلك المنطقة".