إسرائيل وترامب

إسرائيل وترامب

21 يناير 2017
لم يتوقف ترامب عن كيل الوعود لإسرائيل(أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، لم يتوقف دونالد ترامب، الذي تسلم مهام منصبه رسمياً، أمس الجمعة، عن كيل الوعود لصالح الموقف الإسرائيلي، بما في ذلك تكرار الوعد بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة. ومع تسلم ترامب مهام منصبه، يُنتظر أن يسارع حزب "البيت اليهودي"، الراعي للمستوطنين في الضفة الغربية، غداً الأحد، وفي الأيام المقبلة، إلى انتهاز فرصة دخول ترامب للبيت الأبيض لتمرير مشروع ضم مستوطنة معاليه أدوميم للسيادة الإسرائيلية، إلى جانب سلسلة من الخطوات الاستيطانية الأخرى، بالركون إلى دعم تلقائي ومباشر من البيت الأبيض تحت قيادة ترامب.
لم يُخفِ الإسرائيليون منذ اللحظة الأولى لانتصار ترامب، تفاؤلهم بوصوله إلى البيت الأبيض، ووصل الأمر حد إعلان زعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينت، أن انتخاب ترامب يعني طي ملف فكرة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين، فيما أبقى نتنياهو، ولو ظاهرياً، على موقفه المعلن بأنه يؤيد حل الدولتين لكنه لا يجد شريكاً فلسطينياً لهذا الحل.
واليوم، مع تولي ترامب مهام منصبه، سيتغير المشهد والخطاب الإسرائيليان، ليس فقط بفعل الموقف المساند والمؤيد المتوقع لصالح إسرائيل، وإنما أيضاً بفعل المنافسات الداخلية في معسكر اليمين الإسرائيلي، خصوصاً بين "البيت اليهودي" بقيادة بينت و"الليكود" بقيادة نتنياهو نفسه.
صحيح أنه ليس واضحاً إلى حد اليوم، حجم التأييد الذي سيمنحه ترامب لإسرائيل، ولا ما هي خططه أو مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، وهل سيكون ذلك وفق اعتبارات السياسة الأميركية التقليدية في الشرق الأوسط، أم أنه يعتزم إطلاق يدي صهره جاريد كوشنير، اليهودي الأصل، بشكل كلي، في ملف المفاوضات للتسوية الدائمة مع الفلسطينيين.
مع ذلك، يمكن القول، من دون جهد كبير، إن السنة الأولى لولاية ترامب، والأشهر الأولى منها، لحين بلورة سياسته الخارجية ككل، والشرق أوسطية على نحو خاص، ستكون بمثابة هدية لحكومة إسرائيل، تعفيها من مخاوف اتخاذ خطوات عملية ضدها في مجلس الأمن الدولي، وتبطل كل أثر أو تأثير فعلي وميداني للقرار 2334. العام الحالي سيشهد إذاً نشاطاً إسرائيلياً محموماً لزرع مزيد من الحقائق على الأرض، وليس فقط عليها وإنما أيضاً لفرض إملاءات وتنازلات على القيادة الفلسطينية في رام الله.

المساهمون