استمرار تضارب التصريحات الرسمية حول تطورات معركة الموصل

استمرار تضارب التصريحات الرسمية حول تطورات معركة الموصل

18 يناير 2017
يهرب المدنيون من حرب شوارع تدور في الموصل(فرانس برس)
+ الخط -
بعد نحو ساعة واحدة من إعلان قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، الفريق طالب شغاتي، استعادة كامل أحياء الساحل الشرقي لمدينة الموصل، سارعت قيادة العمليات المشتركة في بغداد إلى نفي ذلك في بيان رسمي يبرز مجددا التضارب في تصريحات المسؤولين العراقيين حيال المعركة في يومها الخامس والتسعين.


وتؤكد مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد"، أن "المعارك ما زالت مستمرة حتى الساعة، وسط قصف جوي وصاروخي عنيف يطاول تسعة أحياء ومناطق سكنية مجاورة لنهر دجلة في الساحل الشرقي، وهي مازالت تحت سيطرة تنظيم داعش الذي يستميت في محاولة البقاء فيها، ومن أبرزها أحياء العربي والقصور والغابات والجزائر وأجزاء من أحياء أخرى مثل باب نركال والمدينة الآشورية والمجمع السكني الحديث".


وقال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، طالب شغاتي، في مؤتمر صحافي عقده أطراف مدينة الموصل، إن "قواتنا أنجزت المهمة وتمكنت من تحرير كافة المناطق الواقعة ضمن المحور الشرقي لمدينة الموصل".

إلا أن بيانا مقتضبا لقائد العمليات العسكرية المشتركة، الفريق الركن عبد الأمير يار الله، صدر بعد نحو ساعة من إعلان القائد العسكري، أكد فيه عدم اكتمال تحرير الساحل الشرقي،
مبينا أن "المحور الشرقي لمدينة الموصل لم يتم تحريره بالكامل، وقوات الجيش العراقي تواصل تقدمها لتحرير المناطق المتبقية في شرق مدينة الموصل".

فيما أكد ضابط في قوات مكافحة الإرهاب، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "معارك مستمرة تجري حاليا في أطراف أحياء المهندسين والوزراء المجاورة لمنطقة الجسر الخامس، بمشاركة طائرات أباتشي أميركية، وذلك بعد أن أجبرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب على التراجع من حافة الجسر الخامس، بعد هجوم عنيف نفذه العشرات من عناصر تنظيم داعش".


مبيناً أن "أحياء أخرى ما زالت تجري محاولة اقتحامها، وتمثل نحو 8% من مساحة الساحل الشرقي، وهي العقدة الأصعب". لافتا إلى أن إعلانات القيادات العسكرية المتكررة تأتي ضمن سياق "التنافس بين التشكيلات التابعة لوزارة الدفاع والأخرى التابعة لوزارة الداخلية" وفقا لقوله.

ونجحت قوات الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، التي تخوض معارك شرق الموصل، يوم أمس، في السيطرة على أربع مناطق جديدة، بإسناد جوي مكثف من طيران التحالف الدولي، الذي أسهم بشكل كبير في تدمير خطوط دفاعات تنظيم "داعش"، وإجبار عناصره على التراجع إلى داخل الأحياء المحاذية لنهر دجلة في شمال وشرق الموصل، بينما واصلت طائرات التحالف الدولي قصف تحركات عناصر تنظيم "داعش" قرب ضفة نهر دجلة، وتمكنت- بحسب مصادر عسكرية عراقية- من تدمير عدد من الزوارق والمركبات التي كانت تحاول نقل عناصر التنظيم وأسلحتهم بين ضفتي نهر دجلة.



وفي مناطق جنوب شرقي الموصل، أعلنت قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، في وقت سابق، إتمام سيطرتها على الأحياء الجنوبية لمدينة الموصل. وبحسب مصادر عسكرية عراقية من قوات الفرقة التاسعة التابعة للجيش العراقي، فقد باشرت قوات الجيش والشرطة الاتحادية بالإعداد لعملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على مطار الموصل الدولي، الواقع عند المدخل الجنوبي لمدينة الموصل.


وأكد ضابط في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، أن "مطار الموصل الدولي أصبح في مرمى نيران قوات الجيش العراقي، ولا يفصل قطعات الجيش العراقي عن بنايات مطار الموصل سوى مئات الأمتار".

أما في المحور الشمالي، فقد تمكنت قوات الجيش العراقي المدعومة بوحدات قتالية خاصة من القوات الأميركية وطيران التحالف الدولي، من السيطرة على منشأة الكندي وحي الكندي ومعسكر الفرقة الثانية التابع للجيش العراقي، ضمن المحور الشمالي لمدينة الموصل.
وتواصل القوات العراقية قتالها في أحياء العربي والقصور الرئاسية، بدعم من طيران التحالف الدولي. وبحسب مصادر محلية في مدينة الموصل، فقد "تعرضت مناطق العربي والقصور الرئاسية، طوال ساعات الليلة الماضية، لقصف متواصل نفذته طائرات التحالف الدولي والمدفعية الأميركية المتمركزة عند الأطراف الشمالية والشرقية لمدينة الموصل".


وقد أدى القصف المتواصل على أحياء العربي والقصور الرئاسية إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين من سكان الحي وتدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها، بينما استمرت محاولات مئات العائلات النزوح نحو مناطق شرق الموصل هربا من القصف والاشتباكات المتواصلة، وذلك بحسب شهادات سكان من مدينة الموصل.


وقال قائد المحور الشمالي في مدينة الموصل، اللواء نجم الجبوري، في تصريحات صحافية، إن "قوات الجيش العراقي وقوات حرس نينوى تمكنت من السيطرة على منشأة الكندي ومقر الفرقة الثانية ومنطقة القاضية، بعد معارك عنيفة استمرت يوما واحدا فقط".


وأضاف الجبوري، أن "قوات الجيش العراقي تطوّق حاليا المناطق الشمالية لحي العربي وحي القصور الرئاسية، تمهيدا لاقتحامها، خلال الساعات القليلة القادمة، بدعم كبير من طيران التحالف الدولي".


في غضون ذلك، واصلت مئات الأسر من سكان مدينة الموصل نزوحها من المناطق الشمالية والشرقية لمدينة الموصل، وقد اضطر آلاف الأشخاص من سكان مدينة الموصل، أغلبهم نساء وأطفال، إلى الهروب سيراً على الأقدام نحو مناطق السماح والزهور وكوكجلي، هربا من مناطقهم التي تشهد حرب شوارع مستمرة وقصفا متبادلا بقذائف الهاون بين القوات الأمنية العراقية وعناصر تنظيم "داعش".


وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، في بيان لها، أن "عدد النازحين من سكان مدينة الموصل وصل إلى أكثر من 160 ألف نازح يعيش قسم منهم في أماكن إيواء غير ملائمة للسكن".