كلمة باهتة لمبعوث السلام بالشرق الأوسط أمام مجلس الأمن

كلمة باهتة لمبعوث السلام بالشرق الأوسط أمام مجلس الأمن

17 يناير 2017
ذكر التقرير انتهاكات إسرائيل ذكراً باهتاً (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -
ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة مفتوحة، الوضع في الشرق الأوسط، وفلسطين تحديداً، حيث قدم المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، نيكولاي ملادينوف، إحاطته الشهرية حول آخر التطورات في المنطقة.

وبدت كلمة ملادينوف باهتة، حيث ركزت في بدايتها على مقتل الجنود الأربعة دون الالتفات إلى مقتل الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال، باستثناء ذكر سريع لاحقاً، ودون التطرق لأوضاع السجون والسجناء الإداريين والقاصرين.

وبدا ملادينوف مصراً من جديد، أكثر من أي وقت مضى، على تحميل الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال وسلطة الاحتلال الإسرائيلية نفس المقدار من المسؤولية، عن تدهور الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين.

وأدان ملادينوف عملية القدس الأخيرة التي أدت إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين، ووصفها بـ"العمل الجبان والإرهابي"، حسب تعبيره. كما حذر "من شبح العنف القريب دائماً، وعلى  القيادات المختلفة مسؤولية الحد من التوترات، والأهم علينا جميعاً مسؤولية منع النزاع من التطور وسط التطرف العنيف والاضطراب الديني الذي يسود الشرق الأوسط"، على حد قوله.


وقال إن الأمم المتحدة تنفذ برامج من أجل التوصل لحلول دائمة، وتعمل في بيئة سياسية وأمنية صعبة وتستحق كامل الدعم، حيث تقدم وبشكل يومي تعليماً مجانياً لأكثر من 300 ألف طالب في 350 مدرسة، ناهيك عن تقديم خدمات صحية وطبية لأكثر من مليون وسبعمائة ألف فلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967، وتقدم المساعدات الغذائية لأكثر من مليون لاجئ في غزة والضفة، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ساعدت الحكومة الفلسطينية في إنشاء أكثر من 14 ألف شركة وظفت أكثر من 45 ألف شخص.

كما حذر ملادينوف من أن إخفاق القيادات على الجانبين سيؤدي إلى عيش الفلسطينيين والإسرائيليين سجناء للخوف. وتحدث عن قرار مجلس الأمن الأخير، 2334، وتقرير الرباعية، والعثرات الأساسية التي تعيق "حل الدولتين"، ومن بينها العنف والتحريض والاستيطان. ورأى أن "على المجتمع الدولي أن يوضح أنه على الجانبين القيام بدورهما من أجل تهيئة الأوضاع لمفاوضات الحل النهائي".

ودعا في هذا السياق الجانب الإسرائيلي، من أجل تأكيد التزامه بحل الدولتين، إلى وقف الاستيطان، مطالبا السلطة الفلسطينية بالالتزام بالحل السلمي، "من خلال إدانة كافة الأعمال الإرهابية واتخاذ خطوات هامة للحد من التحريض"، على حد وصفه. ومن جهة أخرى، أكد أن المواقف الإسرائيلية الداعية لضم أراضي المناطق "جيم" تقسم وحدة الصف وتدمر آفاق السلام ويجب تجنبها.


وتحدث ملادينوف عن عمليات هدم البيوت التي قامت بها دولة الاحتلال، منذ بداية العام الجاري، في الضفة الغربية وشرقي القدس وأدت إلى تشريد عشرات العائلات الفلسطينية.

وطالب بالتحقيق في تلك الوقائع، بما فيها مقتل شاب فلسطيني أمس، معربا عن قلقه إزاء التطورات في غزة بسبب الحصار والأزمة الإنسانية، ثم تحدث عن العنف "الذي تمارسه حماس على الفلسطينيين ومهاجمتهم على الرغم من تظاهرهم السلمي"، وفق قوله.

ونبه إلى أن أموال المانحين لإعادة إعمار غزة، التي تعهدوا بتقديمها قبل سنتين ونصف في مؤتمر القاهرة، تبقى شحيحة وهناك نقص في الأموال يصل إلى 300 مليون دولار. وطالب الأطراف المختلفة بالعمل والتحرك من أجل حل الدولتين. 

ومن جهته، تحدث رياض منصور، سفير فلسطين للأمم التمحدة، عن القرار الأخير الذي تبناه مجلس الأمن ويدين الاستيطان، وقال إنه وإن جاء متأخراً، وفق البعض، لكنه مهم وضروري ويوفر فرصة لتصحيح المسار نحو إنقاذ حل الدولتين على أساس خطوط 1967، بحسب منصور.

وقال منصور إن "القرار 2334" لا يعادي إسرائيل، بل المستوطنات والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وهو ينحاز إلى حل الدولتين وللسلام بكل وضوح، ولا يمكن منطقياً أن يصنف على أنه أحادي الجانب".

وأضاف أن "القانون الذي يستند إليه القرار لهو دولي ومنصف ولا ينحاز أبداً. واعتماد مجلس الأمن للقرار لم يحي الآمال بآفاق السلام  فقط، بل أحيا القناعات والثقة بالقانون الدولي ومصداقية مجلس الأمن". ووصف منصور القرار، في هذا السياق، بأنه انتصار وفرصة لتعزيز حل الدولتين.

وانتقد منصور رد الفعل الإسرائيلي على القرار ووصفه بالعدائي والمرفوض بشدة. وقال إن "الحكومة الإسرائيلية، السلطة المحتلة" تسعى لتغليب القوة على الحق وتصر على إصدار قوانين لتبرير الاستعمار غير القانوني والمستمر".

ودعا إلى ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن، مؤكدا أن على إسرائيل أن تختار بين السلام والاحتلال. وعدّد منصور عدداً من الخطط والمبادرات التي وافقت عليها القيادات الفلسطينية من جهة ورفضتها أو لم تلتزم بها دولة الاحتلال من جهة أخرى، ومنها: مؤتمرات باريس وموسكو، والقرار 2334، والموافقة على حل الدولتين وفقاً لحدود 1967 كتنازل تاريخي، كما الموافقة على شروط عمليات السلام وفقاً للقانون الدولي، بما فيها محادثات مدريد والمبادرة العربية وخارطة الطريق الرباعية، وجميعها تجاهلتها وعارضتها إسرائيل. وقال منصور إن المشاركة الدولية، في هذا السياق، لا غنى عنها وضرورية، ورحب بمؤتمر باريس، الذي عقد مؤخرا، لحشد الدعم الدولي لـ"حل الدولتين".

أما ممثل دولة الاحتلال في الأمم المتحدة، داني دانون، فقال إن "كل أمة ممثلة بهذه القاعة عبرت عن ترحيبها بالقرار الذي يدين إسرائيل، وهو ما رحبت به كذلك حماس والجهاد الإسلامي، تلك المنظمات التي تلتزم بتدمير دولة إسرائيل". وركز دانون في حديثه على عملية القدس التى أدت إلى مقتل أربعة جنود وإصابة العشرات، وانتقد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لعدم إدانته العملية.

 

المساهمون